موضوع عن حق الله وحق الرسول صلى الله عليه وسلم
حق الله وحق الرسول الكريم
لا تستقيم أمور الحياة الدّنيا التي نعيشها بدون أن يدرك الإنسان سبب وجوده فيها، وبدون أن يفهم الغايات التي خلق من أجلها، كما لا يسير مركبه ماخراً عباب التّحديات في هذه الحياة دون أن يدرك الإنسان المسلم ما له وما لغيره من حقوقٍ وواجبات، فكما أنّ للإنسان حقّ الحياة وحقّ تقرير المصير والاختيار وألا تضيع أعماله الصّالحة سدى، فإنّ لخالقه عليه حقوقاً يجب أن يؤدّيها، كما أنّ لنبيّه الكريم محمّد عليه الصّلاة والسّلام حقوقاً كذلك، فما هو حقّ الله؟ وما هو حقّ رسوله الكريم؟
حقّ الله تعالى
لا شكّ في أنّ حقّ الله سبحانه وتعالى على عباده عظيم، وإنّ عظمة هذا الحقّ من عظمة الخالق سبحانه، فهو الذي أوجد الخلق، وكرّم الإنسان على بقيّة الكائنات، وأنعم عليهم بالنّعم الظّاهرة والباطنة، والتي لا تعدّ ولا تحصى، وهو المتكفّل سبحانه لمن أطاعه وطبّق أحكامه واتّبعها بالحياة السّعيدة الهانئة في الدنيا والآخرة، ومن حقوق الله تعالى على عباده نذكر:
- عبادته سبحانه وتعالى وحده والإخلاص في ذلك، فمن حقّ الله تعالى على عباده أن يعبدوه بأداء ما فرض عليهم من الصّلوات، ويتعبّدوه بالأعمال الصّالحة، والذّكر الحسن، وأن يحرصوا على ألا تصل بهم محبّتهم لغيره من الأنداد والمخلوقات إلى مرتبة العبادة.
- توحيد الله تعالى، فمن حقّ الله تعالى على عباده أن يوحّدوه التّوحيد الصّادق الخاص من الشّرك الظّاهر أو الخفي، التّوحيد الكامل المشتمل على توحيد الرّبوبيّة وتوحيد الألوهيّة وتوحيد الأسماء والصّفات.
- طاعته سبحانه، فمن حقوق الله تعالى على عباده لزوم طاعته فيما أمر به، والانتهاء عما نهى عنه، فما أنزل الله الشّرائع، وما فرض الأحكام إلاّ لتطبق في حياة النّاس، وتطاع من قبلهم لأنّها أوامر ربّهم جلّ وعلا.
حقّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام
فحقّ النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام يأتي لأنّه نبيّ الله المرسل لإنقاذ البشريّة من الضّلال، وإخراجها من الظّلمات إلى النور، وهو السّراج المنير، والقدوة الحسنة لمن اتبع سنّته، واهتدى بهديه، ومن حقوقه عليه الصّلاة والسّلام:
- محبّته، فمن حقّ النّبي الكريم على المسلمين أن يحبّوه محبّة تغلب وتفوق محبتهم لأنفسهم وأموالهم والنّاس أجمعين.
- اتّباع سنّته، فمن حقوقه كذلك أن يتّبع المسلمون ما تركه من السّنّة والمنهج المنير، وأن يحرصوا عليها فلا يضيّعوها أو يبدلوها بسننٍ وضعيّة، أو نظريات بشريّة.
- الذّود عنه، فالمسلم حريص على الدّفاع عن نبيّه في جميع المحافل، والذّب عن عرضه الشّريف ضدّ الإساءات المغرضة من قبل الكفّار، والإشاعات التي تطلق بين الحين والآخر.