سلاطين الدولة العثمانية بالترتيب
الدّولة العثمانيّة
تُعدّ الدولة العثمانيّة إحدى الدُّول الإسلاميّة الكُبرى التي كان لها دور كبير في التاريخ الإسلاميّ، وقد ظهرت على حدود العالم الإسلاميّ مع أوروبا في نهاية العصور الوسطى، ثمّ أخذت بالتوسّع في آسيا الصُّغرى إلى أن غدت قوّةً عظيمةً لها مكانة كبيرة بين القوى العالميّة.[1]
وقد نشأت الدولة العثمانيّة في القرن الرابع عشر، واستمرّ حُكمها أكثر من ستّة قرون؛ حيث جاء الأتراك من أواسط آسيا نزوحاً نحو الأناضول بقيادة أرطغرل الذي انضمّ إلى السلاجقة بقيادة علاء الدين الأول وحارب معه ضدّ أعدائه، الأمر الذي جعل علاء الدين يمنح أرطغرل كمكافأة له قطعةَ أرضٍ تُدعى سكود، مثلّت النواة التي انطلقت منها للدولة العثمانيّة إلى آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، إلى أن اصبحت إمبراطوريّةً عظيمةً ومن أكبر الدول الإسلاميّة.[2]
سلاطين الدولة العثمانيّة
السلطان هو لفظ يُطلَق على الشخص الذي يمتلك سُلطةً دينيّةً وسياسيّةً في الدولة العثمانيّة، وقد استُخدِم هذا المصطلح للحُكّام العثمانيّين جميعاً، وانتهى استخدامه بسقوط الدولة العثمانيّة، وقيام دولة تركيا الحديثة في عام 1924م، حيث تمّ إلغاء منصب السلطان آنذاك، وأسماء السلاطين العثمانيّين حسب تواريخ حُكمهم هي كما يأتي:[3]
نبذة عن بعض سلاطين الدولة العثمانيّة
فيما يأتي نبذة عن بعض سلاطين الدولة العثمانيّة وإنجازاتهم:
- السلطان عثمان الأول (1290-1326م): هو أول سلاطين الدولة العثمانيّة، وهو ابن أرطغرل الذي أسّس إمارة سكود، وقد حارب عثمان وكافح ضدّ البيزنطيين؛ بهدف توسيع الدولة العثمانيّة، ومن إنجازاته أنّه سيطر على مدينة بورصة، ويُعدّ السلطان عثمان المؤسّس الرسمي للدولة العثمانيّة التي سُمِّيت باسمه، وقد اعتنق الدين الإسلامي وانتهج البساطة في الدين والإيمان العميق، وأبدى قدرة كبيرة في وضع النُّظم الإداريّة التي حولت النظام من القبيلة المتجولة إلى الإدراة المستقرة، الأمر الذي وطّد مركز البلاد وأدّى إلى سرعة تطورها.[3][4]
- السلطان أورخان (1326-1360م): وهو بن عثمان الأول، وقد سار على نهج والده في السعي نحو توسيع الدولة العثمانيّة؛ حيث سيطر بجيشه العظيم على نيقيا، ونيقوميديا، وكاراسي، كما توسّع إلى منطقة البلقان وسيطر عليها أيضاً، ويُعدّ المؤسس الثاني للدولة العثمانيّة، وقد كان له دور كبير في تنظيم شؤون الدولة حيث قسّم شؤونها بين أخيه علاء الدين وولدَيه سليمان ومراد، وتفرّغ للعمليات الحربيّة، وبذلك سارت أمور الدولة التنظيميّة مع الفتوحات جنباً إلى جنب.[3][5]
- السلطان مراد الأول (1360-1388م): كان محارباً قديراً يتمتّع بنزعة دينيّة قويّة، ومن صفاته أنّه كان عادلاً مع الرعايا، وكريماً مع الجنود، كما كان حريصاُ على التمسك بالنظام، واهتمّ كثيراً ببناء المدارس، والملاجئ، وقد استطاع المضيّ في الفتوحات الأوروبيّة وفي آسيا الصغرى جنباً إلى جنب.[5]
- السلطان بايزيد الأول (1388-1403م): تسلّم هذا السّلطان مقاليد الحكم بعد أن توفّي والده مراد، وسار على نهج أبيه في الفتوحات، واهتمّ كثيراً بالشؤون العسكريّة، كما أُطلِق عليه لقب الصاعقة؛ نظراً لتنقله الحربي السريع بين البلقان والأناضول، ومن الجدير بالذكر أنّه لم تكد تمضِ سنة على توليه الحكم حتّى فقد البيزنطيون مدينة آلاشهر، وهي آخر ما تبقّى لديهم في آسيا الصغرى.[5]
- السلطان محمد الأول (1413-1421م): وحّد محمّد الأول على الأراضي العثمانيّة تحت حُكمه بمساعدة من الإمبراطور البيزنطيّ مانويل الثاني، وعلى الرّغم من أنّه لم تكن له أيّة إنجازات في الفتوحات إلّا أنه أزال آثار هزيمة الدولة في أنقرة ونظّمها من جديد، كما جهّز الطريق لخلفائه لاتباع سياسة الفتوحات، والتوسع الإقليمي من جديد.[3][5]
- السلطان مراد الثاني (1421-1444م): تميز السلطان مراد الثاني بنشاطه وكفاءته العسكريّة، بالإضافة إلى استقامة أخلاقه، وقد سبّب له مانويل الثاني الكثير من المتاعب ووقف في وجهه، الأمر الذي أدّى إلى تنازله عن الحكم لصالح ابنه محمد الثاني.[3][5]
- السلطان محمد الثاني (1444-1446م): حكم عندما كان في الثانية عشر من عمره عندما تنازل والده عن الحكم لمدّة عامين فقط، ثمّ طالب العثمانيون بعودة والده مراد الثاني للحكم.[3]
- السلطان مراد الثاني 1446-1451م: تسلّم الحكم للمرة الثانية، وفي هذه الفترة كان من أبرز إنجازاته هزيمة التّحالف الأوروبيّ المُكوَّن من الألمان، وبوهيميا، والمجر، وسكان آلاشيا، وكان ذلك في عام 1448م، وقد كان جيشهم يتكون من 25.000 مقاتل، أمّا جيش مراد الثاني فقد تكون من 50.000 مقاتل، وتقابل معهم في سهول قوصوه، وبعد معركة استمرّت ثلاثة أيّام، انتصر العثمانيون انتصاراً كبيراً.[3][6]
- السلطان محمد الثاني (1451-1481م): تُعدّ هذه فترة حكمه الثانية أيضاً بعد وفاة والده، ويُعرَف باسم محمد الفاتح؛ حيث يرتبط اسمه بحادثة مهمّة على مستوى الشرق الأدنى وهي فتح مدينة القسطنطينيّة، وكان لمحمّد الفاتح مكانة مرموقة بين سلاطين الدولة العثمانيّة، ومن صفاته أنّه كان دبلوماسياً واعياً، كما كان فطِناً وذكيّاً، وكان يتحدّث التركيّة، والعربيّة، واليونانيّة، والفارسيّة، كما درس الجغرافيا، والتاريخ، والعلوم العسكريّة بتعمُّق شديد، واهتمّ ببناء المساجد والمؤسَّسات الخيريّة.[6]
- السلطان بايزيد الثاني (1481-1512م): اشتُهر بمنشآته المعماريّة؛ وخاصّةً المسجد الذي بناه في الآستانة وكان يحمل اسمه، حيث اشتُهر بزخرفته الفارسيّة، ومن إنجازاته تحسين شبكة الطرق والجسور التي أنشأها أسلافه للأهداف العسكريّة، وقد أحبّ الأدب، وعلم الفلك، كما فقّه نفسه في العلوم الشرعيّة، واهتم بايزيد بإنشاء المباني العامة، مثل: المدارس، والجوامع، والتكايا، والحمامات العامة، والمستشفيات.[6]
- السلطان سليم الأول 1512-1520م: كان يميل إلى صحبة رجال العلم، وعمد إلى ترقية العديد منهم لتولّي وظائف مهمّة في الدولة، كما كان يحب الشعر الفارسيّ، والتاريخ، والأدب، وكان يصطحب الشعراء والمؤرخين معه إلى ميادين القتال بهدف تسجيل أحداث المعارك، ولينشدوا له القصائد.[7]
- السلطان سليمان الأول (1520-1566م): عُرِف باسم سليمان القانوني، وقد وصلت الدولة العثمانيّة في عهده ذروة قوّتها واتساعها، كما عُرِف بسماحته وعدالته، حيث كان يعاقب الباشوات، والضبّاط الفاسدين والمنحرفين منهم، وفرض على رجال الشرطة الانصياع إلى الأوامر والأحكام، وحذّر الموظفين من ظلم أفراد الشعب، الأمر الذي زاد من محبّة شعبه له، وقد بنى أثناء فترة حكمه أسطولاً قوياً وكبيراً يساعده على مواجهة أعداء الإسلام في المشرق والمغرب، ووصلت الدولة العثمانيّة إلى درجة عالية من الازدهار، حتى إنّه لُقِّب بالفخم.[8]
- السلطان سليم الثاني 1566-1574م: عُرف بشهامته وشجاعته، وبتقواه وحبه لعمل الخير، ومن إنجازاته أنه ضاعف مرتبة الحرمين الشريفين، وبنى مسجداً في مدينة أدرنة، وأصلح جامع آيا صوفيا من آثار زلزال قد ضرب المنطقة، كما صنع جسراً في إسطنبول، إلا أن الدولة العثمانيّة بدأت بالتراجع في عهده.[3][9]
- السلطان مراد الثالث (1574-1594م): عُرِف باهتمامه بالعلوم، والشعر، وله شعر بليغ باللغة العربيّة، والفارسيّة، والتركيّة، وكان تقياً ومُحبّاً للعلماء، وكان يصرف للجنود عطايا لمنع الاضطرابات التي من الممكن حدوثها، وقد سار على نهج والده في الحكم، وقام بعدّة حروب، إلّا أنّه في عهده بدأ الوضع العثماني في البلقان يتصاعد واتحدت البلقان مع النمسا ضدّ السلطان، كما كانت أموال الدولة تتضاءل.[3][9]
- السلطان محمد الثالث (1594-1603م): تولّى الحكم وعمره 19 عاماً، وقد كان مُحبّاً للعدل والإنصاف، ويميل إلى العلماء، وكان يحبّ الصناعة والعلوم، إلّا أنّ الحرب مع النمسا كانت تشغله عن كل شي من هذا القبيل.[9]
- السلطان أحمد الأول (1603-1617م): تولى العرش وعمره 17 عاماً، ولم يجلس أحد قبله على العرش وهو في مثل سنّه، وكانت أحوال الدولة في عهده مرتبكةً إلى حدٍّ ما؛ بسبب الحروب مع النمسا وإيران، بالإضافة إلى الثورات الداخليّة في آسيا، إلّا أنه سار على نهج والده فيما يختص بالتجهيزات الحربيّة.[9]
- السلطان مصطفى الأول (1617-1618م): حكم من بعد أحمد الأول إلّا أنه عُزِل عن السلطة بعد فترة قصيرة من تولّيه الحكم، وتولّى من بعده السلطان عثمان الثاني الذي قُتِل على يد الانكشاريّين،[3] وعاد من بعده السلطان مصطفى الأول، وتعدّ هذه فترة حكمه الثانية، وقد تمّ عزله مرّةً أخرى، وعندها تمّ تنصيب مراد الرابع على العرش.[12]
- السلطان مراد الرابع (1623-1640م): تولّى الحكم وهو في الحادية عشر من عمره، وكان تحت وصاية أمه والوزراء، وعند تمكُّنه من الحكم عَزَلهم من مهامّهم، وكان أوّل إنجازاته استعادة بغداد من إيران، وحكم من بعده السلطان إبراهيم الذي وصل إلى السِّلم مع إيران والنّمسا، وبدأ بمحاربة البندقيّة، وقد قُتِل على يد الانكشاريين.[3]
- السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909م): توالى السلاطين من بعد مراد الرابع حتى 1876م، عندها استلم الحكم عبد الحميد الثاني، وهو من أعظم سلاطين الدولة العثمانيّة، وقد قام بخدمات عظيمة وأمور جليلة لتنقذها من الانهيار؛ حيث تسلّم الحكم وهي غارقة في الديون، وكان عليه أن ينهض بها.[11]
- السلطان عبد المجيد الثاني (1922-1924م): كان آخر السلاطين؛ حيث انتهى حكمه في عام 1924م عندما انهارت الدولة العثمانيّة.[3][13]
سقوط الدولة العثمانيّة
سقطت الدولة العثمانيّة بعد الحرب العالميّة الأولى؛ إذ نشط مصطفى كمال أتاتورك، وعمد إلى إنهاء الخلافة وإلغاء منصب السلطان، وتمّ توقيع معاهدة لوزان، وهي معاهدة بين تركيا الحديثة وريثة الدولة العثمانيّة والدول المُنتصرة في الحرب العالميّة الأولى، وبموجبها اعترفت تركيا بسيطرة بريطانيا على قبرص، وبسيطرة إيطاليا على دوديكانيسيا اليونانيّة، كما تخلّت تركيا عن أيّ مطالب لها في المشرق العربيّ الواقع تحت سيطرة بريطانيا وفرنسا، وقد تفرّغ أتاتورك لبناء دولة تركيّة حديثة وعلمانيّة، وأزال جميع مظاهر الدولة العثمانيّة القديمة، وعمد إلى إلغاء الوظائف الدينيّة، وحوّل الأذان إلى اللغة التركيّة، كما حوّل الكتابة من اللغة العربيّة إلى اللاتينيّة، وفي عام 1924م انتهت الخلافة الإسلاميّة نهائياً في تركيا، وانهارت الدولة العثمانيّة التي دامت أكثر من ستّة قرون.[14][13]
المراجع
- ↑ د. عبد اللطيف الصباغ (2013)، تاريخ الدولة العثمانيّة، جامعة بنها، صفحة: 2. بتصرّف.
- ↑ د. إسماعيل أحمد ياغي، الدولة العثمانيّة في التاريخ الإسلامي، العبيكان للنشر والتوزيع، صفحة: 5-11. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن ه و ي أأ أب أت أث أج أح أخ أد أذ Robert Wilde (2017-4-1), "The Sultans of the Ottoman Empire: c.1300 to 1924"، www.thoughtco.com, Retrieved 2017-11-15. Edited.
- ^ أ ب د. إسماعيل أحمد ياغي، الدولة العثمانيّة في التاريخ الإسلامي، العبيكان للنشر والتوزيع، صفحة: 12-13. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د د. إسماعيل أحمد ياغي، الدولة العثمانيّة في التاريخ الإسلامي، العبيكان للنشر والتوزيع ، صفحة: 35-44. بتصرف.
- ^ أ ب ت ث ج د. إسماعيل أحمد ياغي، الدولة العثمانيّة في التاريخ الإسلامي، العبيكان للنشر والتوزيع، صفحة: 47-53. بتصرّف.
- ^ أ ب د. إسماعيل أحمد ياغي، الدولة العثمانيّة في التاريخ الإسلامي، العبيكان للنشر والتوزيع، صفحة: 55-57. بتصرّف.
- ^ أ ب د. إسماعيل أحمد ياغي، الدولة العثمانيّة في التاريخ الإسلامي، العبيكان للنشر والتوزيع، صفحة: 62-63. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح د. إسماعيل أحمد ياغي، الدولة العثمانيّة في التاريخ الإسلامي، العبيكان للنشر والتوزيع، صفحة: 97-104. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث إسماعيل أحمد ياغي، الدولة العثمانيّة في التاريخ الإسلامي، العبيكان للنشر والتوزيع، صفحة: 109-117. بتصرّف.
- ^ أ ب د. إسماعيل أحمد ياغي، الدولة العثمانيّة في التاريخ الإسلامي، العبيكان للنشر والتوزيع، صفحة: 183-184. بتصرّف.
- ↑ د. إسماعيل أحمد ياغي، الدولة العثمانيّة في التاريخ الإسلامي، العبيكان للنشر والتوزيع، صفحة: 107. بتصرّف.
- ^ أ ب "سقوط الدولة العثمانيّة"، www.islamstory.com، 2012-5-16، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-16. بتصرّف.
- ↑ أحمد الجنابي (2013-1-27)، "نهاية الإمبراطوريّة العثمانيّة"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-16. بتصرّف.