-

سمفونية بحيرة البجع

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

سيمفونيّة بحيرة البجع

بحيرة البجع هي إحدى روائع الموسيقى للموسيقار الروسي الشهير تشايكوفسكي، والتي قام بتأليفها عام ألفٍ وثمانمئةٍ وسبعة وثمانين، وكانت بحيرة البجع واحدة من التراث الموسيقي الثري لتشايكوفسكي، والتي تضمّ كسّارة البندق والجمال النائم والأميرة النائمة.

عرضت بحيرة البجع للمرة الأولى على مسرح البولشوي في العاصمة الروسيّة موسكو، في الرابع من آذار عام ألفٍ وثمانمئةٍ وسبعة وثمانين، وقد تضمنت أربعة فصولٍ استعراضيّة راقصة، في باليه درامي مكوّن من أربعةِ فصول، كتب الكلمات في هذا الاستعراض المؤلفان فاستلي جلتزر وفي بي بيغتشين باللغة الروسيّة، وصمّم رقصات الباليه في هذا العمل ماريوس بيتيبيا.

أحداث القصة

تدور رواية بحيرة البجع في أربعة فصول، هي:

الفصل الأول

أقيم حفلٌ كبير بمناسبة ذكرى ميلاد الأمير سيجفريد الحادي والعشرين، وأقيم الحفل في حديقة القصر الذي ورثه عن ذويه، وشاركه في احتفاله عدد من الشبان من المناطق المجاورة الذين قدموا للاحتفاء به وتهنئته، وفجأة تُعلن آلات الترومبت قدوم شخصيّةٍ مهمة لحضور الحفل، وكان هو الأمير الوسيم غير المتعجرف، وقد بدا على وجهه السرور لرؤية رفاقه.

بينما انهمك الجميع بمشاهدة حلقات الرقص، يقوم المعلّم المسن ولفجانج - معلّم الأمير - بالاحتفال خلسةً بميلاد الأمير، بحيث يحتسي كميّةً كبيرةً من الخمر، وفي تلك الأثناء تأتي الأميرة الأم إلى الاحتفال برفقة وصيفاتها الأربع ليسود بعدها التوتر، نتيجةً لهذا قام الأمير باصطحاب والدته إلى الحديقة بعد أن أبدت غضبها وانزعاجها من أصدقاء الأمير، وقد أخبرته أنه يجب أن يكف عن حياته العبثيّة تلك في المرحلة القادمة من حياته.

كما يجب عليه منذ هذه اللحظة اختيار عروسٍ له، وقد اقترحت عليه في صيغة الأمر بأنّ الاحتفال الرسمي بذكرى ميلاده سيكون في الليلة المقبلة في حفلٍ كبيرٍ راقص في بلاط القصر، وعليه في هذا اليوم اختيار عروسه من بين أجمل الفتيات اللواتي ينتمين لأرقى العائلات، حيث ستتم دعوتهن لهذا الحفل.

الفصل الثاني

بعد أن خيم الليل، أدرك بينو - أحد أصدقاء الأمير - بأنّ عليه إبعاد صديقه الأمير من الحفل الذي تقوم بإعداده الأميرة الأم، وفي تلك الأثناء يسمع أصوات أجنحةٍ ترفرف فوق رأسه، فرفع بصره باتجاه الصوت، ليُشاهد سرباً كاملاً من طيور البجع البري الجميل يحلّق في السماء، وفي تلك الأثناء كان ينطلق صوت المزمار إلى جانب آلة الهاربوا في معزوفةٍ ناعمة رقيقة تعبّر عن اللحن الساحر الخاص لتلك الطيور الساحرة، في تلك الأثناء يقترح بينو على الأمير بأن يكوّن فريقاً لاصطياد البجع والذهاب بعيداً في تلك الرحلة.

وافق الأمير ومضى برفقة صديقه وعددٍ من رفاقهم في رحلة الصيد تلك، وهم يحملون النبال وينظرون إلى الأعلى باحثين عن طيور البجع، وكم كانت دهشتهم كبيرة عند رؤيتهم أسراب البجع قد استقرت في البحيرة القريبة منهم، وكان يقود سرب البجع طائر أبيض جميل، بدا للوهلة الأولى وكأن البحيرة تلك هي مملكة هذا الطائر.

في تلك الأثناء أمر الأمير رفاقه إلى الإسراع باتجاه البحيرة، ولكنه توقف فجأة وعاد أدراجه مسرعاً لإخفاء نفسه بعد أن شاهد أمراً شديد الغرابة هناك، فاختبأ وظلّ يراقب هذا الأمر سرّاً.

الفصل الثالث

بعد اختباء الأمير، ظهرت في المكان فتاة في غاية الجمال، بل كانت أجمل فتاة يُشاهدها الأمير في حياته، وقد ظهرت تلك الفتاة وكأنها إحدى البجعات وفتاة في الوقت ذاته، كان يحيط بوجهها ريش البجع الأبيض الذي التصق بشكلٍ كامل بشعرها.

من جهةٍ أخرى كانت الفتاة تعتقد بأنها بمفردها على تلك البحيرة، وفي تلك الأثناء دخل الأمير إلى البحيرة لشدة انبهاره بجمال تلك الفتاة، وكان يتحرك بهدوء خوفاً من إزعاجها، ولكنها أصيبت بالذعر لدرجة ارتجاف أوصالها، وقامت بضمّ ذراعيها إلى صدرها في محاولةٍ بائسة للدفاع عن نفسها، وحاولت التراجع إلى الخلف بحركاتٍ مضطربة، وفي تلك اللحظات رجاها الأمير بأن لا تبتعد فقد وقع في غرامها.

نظرت إليه الفتاة بخوف، لكنه كان يحاول بعث الطمأنينة إلى قلبها، فأشارت إلى القوس الذي كان يحمله على كتفه بهلعٍ وخوفٍ شديد، لكنّ الأمير وعدها بأن لا يؤذيها لأنه أحبها منذ اللحظة الأولى التي رآها بها.

الفصل الرابع

بعد المحاولات العديدة من قبل الأمير لتهدئة الفتاة والتقرب منها، علم بأنها ملكة البجع أوديت، وقد أخبرته بأنّ البحيرة قد تكونت من دموع والدتها التي لم تتوقف عن البكاء بسبب الساحر الشرير (فون روتبارت) الذي نجح في تحويل أوديت إلى ملكةٍ للبجع، وأنها ستبقى على هذا الحال إلى الأبد باستثناء الفترة الواقعة ما بين منتصف الليل إلى طلوع الفجر، إلى أن يأتي رجلٌ يحبها ويقوم بالزواج منها شرط أن لا يحب غيرها على الإطلاق.

في تلك اللحظة يشعر الأمير العاشق بالحماسة لتحريرها من لعنة هذا الساحر، ويؤكد لها بأنها لن تعود بجعةً بعد هذا اليوم، وبأنه لن يستطيع الحياة بدونها بعد هذا اليوم وأنه سيتزوّج بها ولن يحب سواها مطلقاً ويقسم على إخلاصه لها، ويطلب منها أن تدله على مكان الساحر الشرير.

في تلك الأثناء يظهر الشرير فجأةً على جانب البحيرة متخفياً عن طريق ارتداء قناع البومة، ومد مخالبه بإشارةٍ يأمر بها أوديت العودة إليه، ويطلق تهديداته متوعداً الأمير العاشق. في تلك الأثناء توسلته أوديت بأن يرحم الأمير، فأمسك الأمير قوسه وأطلق سهماً على الساحر وقتله، وبهذا بطل سحر الساحر بعد أن نال منه الأمير وفاز بقلب معشوقته أوديت، وتنتهي الحكاية بانتصار الحب على السحر والشر.