-

أعراض الذبحة الصدرية وأسبابها وعلاجها

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الذبحة الصدرية

يُمكن تعريف الذبحة الصدرية (بالإنجليزية: Angina) والمعروفة أيضاً بمصطلح خُناق الصدر على أنّها الشعور بالألم، أو الانزعاج، أو الضغط في الصدر في الحالات التي لا تتدفق فيها كمية كافية من الدم إلى عضلة القلب، إذ يحول ذلك دون حصول هذه العضلة على كمية كافية من الأكسجين الذي يصلها عن طريق الدم، وفي سياق هذا الحديث نُشير إلى أنّ الذبحة الصدرية تُمثل أحد أعراض مرض الشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary artery disease)؛ وهو أكثر أمراض القلب شيوعاً.[1]

أعراض الذبحة الصدرية

في الحقيقة هنُاك أنواع مُختلفة من الذبحة الصدرية؛ كالذبحة الصدرية المستقرة (بالإنجليزية: Stable angina) والتي تستمر أعراضُها لفترة قصيرة ويشعر بها الشخص عند بذله مجهوداً ما، في حين أنّ الذبحة الصدرية غير المُستقرة (بالإنجليزية: Unstable angina) والتي تحدث بشكلٍ مُفاجئ وتدوم لفترة أطول، وقد يشعر بها الإنسان حتّى في أوقات الراحة، وقد تتفاقم أعراضها مع مرور الوقت، وبشكلٍ عامّ يُصاحب حدوث الذبحة الصدرية مجموعة من العلامات والأعراض، وقد ذكرنا بعضها من خلال المقدمة، وفيما يلي بيان لأبرز هذه العلامات والأعراض:[2]

  • الشعور بضغط، أو عسر، أو ثقل، أو ضيق في منطقة الصدر، وقد يشعر الشخص بحرقة أو آلام عبر الصدر؛ بحيث تبدأ في العادة خلف عظم الصدر، وتجدر الإشارة إلى أنّ الألم لا ينحصر في منطقة مُعينة؛ فقد ينتشر في العديد من الحالات إلى مناطق أخرى من الجسم؛ بما في ذلك الرقبة، أو الفك، أو الذراعين، أو الكتفين، أو الحلق، أو الظهر، أو الأسنان.
  • عسر الهضم.
  • حرقة المعدة.
  • الضعف.
  • زيادة التعرّق.
  • الغثيان.
  • التشنّج.
  • ضيق التّنفس.

أسباب الإصابة بالذبحة الصدرية

غالباً ما تحدث الإصابة بالذبحة الصدرية نتيجة الإصابة الكامنة بمرض الشريان التاجي، وفي سياق هذا الحديث يُشار إلى أنّ الكوليسترول قد يتجمّع على جدار الشريان مشكّلاً لويحات (بالإنجليزية: Plaques) صلبة تتسبّب بتضيّق الشرايين، ممّا يحول دون وصول كميات كافية من الدم والأكسجين إلى عضلة القلب، وممّا ينبغي التنبيه إليه أنّ هُناك العديد من العوامل التي من شأنها أن تتسبّب بالإضرار بالشرايين وتحفز تراكم اللويحات، ومنها: التدخين، وارتفاع مستويات الدهون أو السكر في الدم، وتجدر الإشارة إلى أنّ مصير اللويحات لا ينتهي دوماً بحدوث تضيّق الشرايين فقط، ففي عدّة حالات قد تتكسّر هذه اللّويحات وتشكّل جلطات دموية تُسبّب انسداداً في الشرايين، ويُذكر بأنّ هُناك العديد من العوامل التي من شأنها تحفيز حدوث هجمات الذبحة الصدرية الفعليّة الناتجة عن انخفاض إمدادات القلب بالأكسجين، وفيما يلي بيان لأبرز هذه العوامل:[2]

  • بذل المجهود الجسدي.
  • التعرّض لضغوط نفسية عاطفيّة شديدة.
  • تناول وجبة طعام ثقيلة.
  • التعرّض لدرجات حرارة شديدة.
  • التدخين.

في الحقيقة تحدث الذبحة الصدرية غير المستقرة في الغالب نتيجة وجود جلطات الدم التي تُحدث انسداداً في الشرايين؛ سواء أكان الانسداد جزئياً أم كليّاً، وتجدر الإشارة إلى أنّ الانسدادات ذات الحجم الأكبر قد تؤدي إلى حدوث نوبات قلبية، وتجدر الإشارة إلى وجود نوع آخر نادر من الذبحة الصدرية ويُعرف بالذبحة المتنوعة؛ والتي تحدث عند تعرّض الشريان لتشنّجات قد تؤدي إلى انقباضها وتضيّقها؛ وهذا بحدّ ذاته يؤثر سلباً في وصول الدم إلى القلب، وقد يحدث ذلك نتيجة التعرّض للبرد، أو الضغوط النّفسية، أو تناول أنواع مُعينة من الأدوية، أو التدخين، أو تعاطي المخدرات؛ كالكوكايين.[2]

علاج الذبحة الصدرية

يهدف علاج الذبحة الصدرية إلى تقليل شدّة وتكرار حدوث الأعراض، إضافةً إلى تقليل خطر الإصابة بالنّوبات القلبية وحدوث الوفاة، وتجدر الإشارة إلى أنّ العديد من حالات الذبحة الصدرية تتطلب الحصول على العلاج الفوري في المستشفى؛ كحالات الذبحة الصدرية غير المُستقرة أو عند الشعور بألم الذبحة في أوقات الراحة، وتجدر الإشارة إلى أنّ خطة علاج الذبحة الصدرية تتضمن عدّة طُرق علاجية مُختلفة، وفيما يلي بيان لذلك:[3]

تغيير نمط الحياة

قد ينطوي العلاج على إجراء بعض التغييرات على أنماط الحياة في حال كانت الإصابة بالذبحة الصدرية بسيطة، أمّا في الحالات الشديدة فيتطلب الأمر اتّباع إجراءات أخرى إلى جانب تغيير أنماط الحياة، وتتضمن التغييرات التي قد يتمّ إجراؤها في حالة الذبحة الصدرية ما يلي:[3]

  • الإقلاع عن التدخين، أو التعرّض له.
  • تقليل الوزن في حال المُعاناة من السّمنة.
  • اتّباع نظام غذائيّ صحّي؛ بحيث يكون غنياً بالحبوب الكاملة، والفواكه، والخضروات، وفي ذات الوقت يحتوي على كميّات قليلة من الدهون المشبعة، وتجدر الإشارة إلى ضرورة الحرص على تجنّب تناول كميات كبيرة من الطعام والتي تُشعر الشخص بالامتلاء.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • الابتعاد عن الإجهاد، ويتضمن ذلك تهدئة النّفس والحصول على قسط كافٍ من الراحة.
  • اتّباع الطُرق العلاجية المُلائمة بما يتناسب مع علاج الأمراض أو الحالات التي من شأنها زيادة خطر الإصابة بالذبحة الصدرية؛ مثل مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع كوليسترول الدم.
  • تجنّب التعرّض للضغوط النّفسية والحرص على الاسترخاء.
  • تجنّب تناول الكحول.

العلاجات الدوائيّة

فيما يلي بيان لأبرز الأدوية التي قد يصِفها الطبيب في سبيل السيطرة على الذبحة الصدرية وما يصاحبها من مشاكل صحية:[3]

  • النترات: (بالإنجليزية: Nitrates) إذ تُساهم هذه الأدوية في إرخاء الأوعية الدموية وتوسيعها؛ وهذا بحدّ ذاته يسمح بتدفّق الدم إلى عضلة القلب.
  • الأسبرين: (بالإنجليزية: Aspirin)، يلعب الأسبرين دوراً في تقليل قدرة الدم على تشكيل الجلطات وهذا بحدّ ذاته يُسهّل من عملية تدفق الدم عبر الشرايين المتضيقة، كما يُساهم هذا الدّواء في الحدّ من حدوث الجلطات الدموية والنّوبات القلبية.
  • الأدوية المضادّة لتخثّر الدم: (بالإنجليزية: Anti-clotting drugs)، ومثالُها كلوبيدوجريل (بالإنجليزية: Clopidogrel)، أو براسوغريل (بالإنجليزية: Prasugrel)، أو تيكاغريلور (بالإنجليزية: Ticagrelor)، إذ تُساهم هذه الأدوية في الحدّ من تكوّن الجلطات الدموية.
  • حاصرات مستقبلات البيتا: (بالإنجليزية: Beta-Blockers)، تُساهم هذه الأدوية في إبطاء ضربات القلب وتقليل ضغط الدم، كما تعمل على منع حدوث الذبحة الصدرية وتقليل احتمالية الإصابة بها من خلال إرخاء الأوعية الدموية لتحسين تدفق الدم عبرها.
  • الستاتينات: (بالإنجليزية: Statins)، تُساهم هذه الأدوية في السيطرة على الانسدادات داخل الأوعية الدموية.
  • حاصرات قنوات الكالسيوم: (بالإنجليزية: Calcium channel blockers)، يسهم هذا النوع من الأدوية في منح الأوعية الدموية الاسترخاء والتوسّع، إضافةً إلى زيادة تدفق الدم إلى القلب، وهذا بحدّ ذاته يقلل أو يمنع الإصابة بالذبحة الصدرية.
  • أدوية تقليل ضغط الدم: وتتضمن حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (بالإنجليزية: Angiotensin receptor blockers) أو مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: Angiotensin-converting enzyme inhibitors)، إذ تُضاف هذه الأدوية في الحالات التي يُعاني فيها المريض من ارتفاع ضغط الدم، أو مرض السكري، أو الفشل القلبي، أو مرض الكلى المزمن.
  • رانولازين: (بالإنجليزية: Ranolazine)، وقد يُستخدم هذا الدواء وحده أو يُضاف إلى الأدوية سابقة الذكر.

الإجراءت الطبية والجراحية

يُلجأ للجراحة في العديد من الحالات، وتتضمن أنواع الجراحة التي قد تُجرى في هذه الحالة ما يلي:[3]

  • رأب الأوعية الدموية والدعامات: (بالإنجليزية: Angioplasty and stenting) أو ما يُعرف بالقسطرة القلبية، إذ تُساهم هذه الجراحة في تحسين تدفق الدم في القلب إضافة إلى السيطرة على الذبحة الصدرية والحدّ من الإصابة بها.
  • جراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي: (بالإنجليزية: Coronary artery bypass surgery)، وكما هو الحال في رأب الأوعية؛ تُساهم هذه الجراحة في تحسين تدفق الدم في القلب والحدّ من الذبحة الصدرية ومنع الإصابة بها.

المراجع

  1. ↑ "Angina", www.medlineplus.gov, Retrieved 4-12-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Everything you need to know about angina", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 4-12-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "angina", www.mayoclinic.org, Retrieved 4-12-2018. Edited.