أعراض التهاب عصب التوازن
التهاب عصب التوازن
يُعرف عصب التوازن طبياً بالعصب الدهليزيّ القوقعي (بالإنجليزية: Vestibulocochlear nerve) أو العصب الثامن، وهو أحد الأعصاب القحفية وعددها 12 عصباً تبدأ من الجمجمة أو تنتهي عندها. وهو عبارة عن عصب حسي يقوم بنقل الإحساس بالصوت والتوازن من خلال مستقبلات خاصة تقع في التِّيه الغشائِيّ (بالإنجليزية: Membranous labyrinth) الموجود في العظم الصدغي. ويتألف التّيه من جزئين مهمين، وهما: القوقعة التي ترتبط بثلاث عظمات صغيرة تحول الموجات الصوتية إلى حركة سائلة في القوقعة، مما يسبب حركة الخلايا الشعرية التي تنشط العصب الدهليزي القوقعيّ. أما الجزء الثاني فهو الجهاز الدهليزي الذي يمثل العضو الذي يستشعر تغيرات موضع الرأس بالنسبة للجاذبية.[1][2]
ويُعرف التهاب عصب التوازن طبياً بالتهابُ العصبون الدِّهليزيّ (بالإنجليزية: Vestibular neuritis)؛ وهو اضطراب يؤثر في عصب الأذن الداخلية، ويسبب انتفاخه، مما يؤدي إلى عدم تفسير المعلومات الحسية التي ينقلها هذا العصب من قبل الدماغ بشكل صحيح. كما تجدر الإشارة إلى وجود مصطلح طبي آخر مقارب لالتهاب العصبون الدهليزي، وهو التهاب التِّيه (بالإنجليزية: labyrinthitis). ويكمن الفرق بين الحالتين الطبيتين في أنّ التهاب العصبون الدهليزي يسبب انتفاخ أحد فروع العصب الدهليزي القوقعي وهو الجزء الدهليزي الذي ينظم التوازن. بينما يسبب التهاب التيه انتفاخ فرعي العصب الدهليزي القوقعي، وهما: الجزء الدهليزي وجزء القوقعة مما يؤثر في التوازن والسمع.[3]
أعراض التهاب عصب التوازن
يحدث التهاب عصب التوازن كنوبة واحدة من الدوار الشديد الذي يستمر لمدة تتراوح بين 7-10 أيام، إلّا أنّ العديد من المصابين يتعرضون لهجمات إضافية من الدوار الخفيف لعدة أسابيع بعد ذلك. ومن الجدير بالذكر أنّ أول نوبة من الدوار تُعدّ أكثرها حدة وشدة. ويمكن تعريف الدوار بأنّه شعور المصاب بحركة الناس وما حوله من الأشياء أو شعوره بدورانهم.[4]
ويمكن تقسيم العدوى الفيروسية إلى مرحلتين حادة وأخرى مزمنة، وتتميز المرحلة الحادة بظهور الأعراض بشكل مفاجئ مع تطور دوخة شديدة أثناء ممارسة الأنشطة اليومية الروتينية، وفي بعض الحالات يمكن أن تظهر الأعراض عند الاستيقاظ من النوم صباحاً. ويحتاج التعافي من الأعراض إلى فترة تقرب من ثلاثة أسابيع، وفي بعض الحالات التي تتسبب فيها العدوى الفيروسية بإلحاق الضرر الدائم بالعصب مما يسبب تطور المرحلة المزمنة للمرض. ويعاني المريض المصاب بالتهاب العصب المزمن من صعوبة في وصف الأعراض، إذ يعاني من شعور بعدم الراحة دون سبب مفهوم رغم أن صحته تبدو جيدة للآخرين. وقد يلاحظ الشخص أنّ الأنشطة اليومية مثل؛ التجول في السوق، أو استخدام جهاز الكمبيوتر، أو التواجد بين مجموعة من الناس، أو الوقوف في الحمام وإغلاق العينين، أو تحويل الرأس للتحدث مع شخص آخر يشكل عبئاً عليه نتيجة الشعور بالإرهاق أو عدم الراحة. كما قد يجد بعض المرضى صعوبة في العمل بسبب الشعور المستمر بالارتباك أو صعوبة التركيز والتفكير. ويمكن بشكل عام بيان أعراض التهاب عصب التوازن كما يلي:[5][6]
- أعراض التهاب عصب التوازن: يمكن أن تكون أعراض التهاب عصب التوازن الفيروسي خفيفة أو حادة، وتتراوح تلك الأعراض بين الدوار الخفي والإحساس بالدوران الشديد، كما يمكن أن تتضمن الأعراض كذلك ما يلي:
- أعراض التهاب التيه الفيروسي: تضم أعراض التهاب التيه الفيروسي نفس الأعراض السابق ذكرها إضافة إلى الطنين الذي يسمع على شكل رنين أو ضوضاء في الأذن، وفقدان السمع في بعض الأحيان.
- الغثيان والتقيؤ.
- عدم الاستقرار أو التوازن.
- صعوبة الرؤية وضعف التركيز.
- التأثير في القدرة على الوقوف أو المشي في بعض الحالات الشديدة من العدوى.
أنواع التهاب عصب التوازن
تجدر الإشارة إلى أنّ معظم حالات التهاب عصب التوازن تحدث عقب الإصابة بعدوى فيروسية في الجهاز التنفسي العلوي، كما يمكن أن يحدث التهاب عصب التوازن البكتيري نتيجة التهاب الأذن الوسطى غير المعالج، وفي معظم الحالات يؤثر التهاب عصب التوازن في أذن واحدة فقط.[7][8] وسنتحدث بشيء من التفصيل عن كلا النوعين من الالتهابات التي تصيب عصب التوازن، وهي كما يلي:[6]
- التهاب عصب التوازن البكتيري: تُنتِج البكتيريا المسببة لالتهاب التَّيه المصليّ (بالإنجليزية: Serous labyrinthitis) والتي تصيب الأذن الوسطى أو العظم المحيط بالأذن مجموعة من المواد السامة التي تدخل إلى الأذن الداخلية عبر الممرات البيضاوية أو المستديرة، مما يسبب تهيج القوقعة، أو الجهاز الدهليزي، أو كليهما. وفي معظم الأحيان ينتج التهاب التيه البكتيري عن الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى المزمن وغير المعالج، ويتميز بأعراض خفيفة وبسيطة. أمّا النوع الثاني من التهابات عصب التوازن البكتيري فهو التهاب التيه التقيُّحي (بالإنجليزية: suppurative labyrinthitis) الذي يُعدّ أقل شيوعاً من التهاب التيه المصلي، ويحدث هذا النوع من التهاب التيه نتيجة العدوى في الأذن الوسطى أو السائل النخاعي الشوكي كنتيجة لالتهاب السحايا البكتيري. وفي هذه الحالات قد تصل البكتيريا إلى الأذن الداخلية من خلال قناة القوقعة أو القناة السمعية الداخلية، أو من خلال ناسور؛ وهو فتحة غير طبيعية في القناة الهلالية الأفقية.
- التهاب عصب التوازن الفيروسي: تُعدّ العدوى الفيروسية في الأذن الداخلية أكثر شيوعاً من حالات العدوى البكتيرية، وتضم الفيروسات المسببة لالتهاب عصب التوازن: فيروسات الهربس، إضافة إلى فيروس الإنفلونزا، والحصبة، والحصبة الألمانية، والنكاف، وشلل الأطفال، والتهاب الكبد الوبائي، وإبشتاين بار. ومما يميز العدوى الفيروسية أن الفيروس قد يخمد داخل العصب لفترة من الزمن ليعود مرة أخرى ويمارس نشاطه من جديد، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يوجد حالياً طريقة للتنبؤ بإمكانية عودة الفيروس للنشاط بعد خموله.
علاج التهاب عصب التوازن
يتم علاج التهاب عصب التوازن الناجم عن العدوى بالمضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للفيروسات، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يوجد علاج خاص بالتهاب العصب الدهليزي نفسه، إلا أنّ بعض العلاجات قد تساعد على تقليل الأعراض عند الشفاء. وتضم الأدوية المستخدمة في تخفيف أعراض الدوخة والغثيان: ديفينهيدرامين (بالإنجليزية: Diphenhydramine)، وميكليزين (بالإنجليزية: Meclizine)، ولورازيبام (بالإنجليزية: Lorazepam)، وديازيبام (بالإنجليزية: Diazepam). كما يمكن أن يتضمن العلاج السوائل الوريدية إذا استمر التقيؤ لفترة طويلة، وكان مصحوباً بالجفاف.[9]
المراجع
- ↑ "CN VIII. Vestibulocochlear Nerve ", www.meddean.luc.edu, Retrieved 25-3-2019. Edited.
- ↑ "Medical Definition of Eighth cranial nerve", www.medicinenet.com, Retrieved 24-3-2019. Edited.
- ↑ "Vestibular Neuritis", my.clevelandclinic.org, Retrieved 24-3-2019. Edited.
- ↑ "Vestibular Neuronitis", www.msdmanuals.com, Retrieved 24-3-2019. Edited.
- ↑ "Vestibular neuritis and labyrinthitis", www.eyeandear.org.au, Retrieved 24-3-2019. Edited.
- ^ أ ب "LABYRINTHITIS AND VESTIBULAR NEURITIS", vestibular.org, Retrieved 24-3-2019. Edited.
- ↑ "Vestibular Neuritis", myhealth.alberta.ca, Retrieved 24-3-2019. Edited.
- ↑ "Labyrinthitis and vestibular neuritis", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 24-3-2019.
- ↑ "Vestibular Neuritis", www.healthline.com, Retrieved 24-3-2019. Edited.