أعراض الضغط المرتفع والمنخفض
ضغط الدم
يُعرف ضغط الدم (بالإنجليزيّة: Blood Pressure) بأنّه قوّة دفع الدم الحاصل على الأوعية الشريانية المسؤولة عن توزيع وتوصيل الدم إلى مختلف أجزاء الجسم، ويتم قياس ضغط الدم باستخدام جهاز خاص ليعطي قراءة من رقمين؛ القيمة العلوية تمثّل الضغط الدمويّ في الشرايين وقت انقباض عضلة القلب وتُعرف بضغط الدم الانقباضي (بالإنجليزيّة: Systolic pressure)، والقيمة السفلية تمثّل الضغط الدمويّ في الشرايين وقت استراحة عضلة القلب من الانقباض وتعبئته بالدم وتُعرف بضغط الدم الانبساطي (بالإنجليزيّة: Diastolic pressure).[1]
أعراض ارتفاع وانخفاض الضغط
البالغين
يُعرف مرض ارتفاع ضغط الدم بأنّه القاتل الصامت، وذلك لعدم ظهور أي أعراض أولية للمرض، وعادةً لا يمكن لمرضى الضغط معرفة ذلك إلا في حال تم قياس مستوى ضغط الدم، وملاحظة ارتفاعه إلى 80/130 او أكثر من ذلك، وفي الحقيقة في حال ارتفع مستوى الضغط بشكل كبير وملحوظ يمكن أن تظهر بعض الأعراض نتيجة إرهاق بعض أعضاء الجسم، ومن هذه الأعراض؛ الصداع، والدوخة، وعدم وضوح الرؤية، والغثيان، والتقيؤ، وألم الصدر، وضيق النفس، والضعف البدنيّ، وتجدر الإشارة إلى أنّه على المدى البعيد ينتج عن عدم السيطرة على ارتفاع ضغط الدم المزمن العديد من المضاعفات الصحية مثل؛ الجلطة القلبية، والسكتة الدماغية، والفشل الكلويّ، وداء الشريان المحيطي، والفشل القلبيّ، وتلف العيون وفقدان البصر.[1]
يتمثّل انخفاض ضغط الدم (بالإنجليزيّة: Hypotension) بنقصان القوّة التي يضخّ بها القلب الدم في الشرايين، ويمكن أن يكون السبب هو بطء ضربات القلب، أو التعرّض لجلطة قلبية، أو استخدام بعض أنواع الأدوية، أو الإصابة بالجفاف الشديد، أو النزيف الدمويّ، أما بالنسبة للأعراض التي يمكن أن يلاحظها الفرد فهي تتضمن الإغماء وفقدان الوعي بسبب قلّة تدفّق الدم إلى الدماغ، كما قد يشعر الفرد بالدوخة، بالإضافة إلى احتمالية مواجهته مشاكل في التركيز، وصعوبة إبقاء الجسم بوضعية مستقيمة، ومن الممكن أن يعاني المصاب من الغثيان، والتقيؤ، وخفقان القلب، مع احتمالية الشعور بالتشويش والارتباك. وفي الحقيقة يتطلب انخفاض ضغط الدم اتخاذ إجراءات علاجية في حال وصل قياس الضغط إلى أقل من 50/90، أو في حال انخفض ضغط الفرد عن القراءات المعتادة له مع ظهور أعراض للمشكلة؛ حيث إنّه من الممكن أن تظهر أعراض الهبوط في حال انخفاض الضغط عن 60/100 فحسب لدى بعض الأشخاص.[2]
الأطفال
يؤثر ارتفاع الضغط في الأفراد من مختلف الفئات العمرية من الكبار البالغين، والشباب، وحتى الأطفال الصغار،[3] فقد يحدث في بعض الأحيان ارتفاعاً في ضغط الدم لدى الأطفال الذين لم يتجاوزوا السادسة من العمر بعد بسبب إصابتهم بمشاكل صحية،[4] بينما تمثّل البدانة العامل الأساسي لإصابة الأطفال بارتفاع ضغط الدم، وتأتي البدانة نتيجة تناول كميّات كبيرة من الطعام تفوق حاجة الجسم، وتناول الأطعمة غير الصحيّة والمليئة بالسكريات، وقلّة النشاط البدنيّ والحركة،[3] وعادةً لا تظهر أعراض على الطفل المصاب بارتفاع الضغط إلا في حال وصول الضغط لحالة طارئة وخطِرة تُعرف بنوبة فرط الضغط (بالإنجليزيّة: Hypertensive crisis)، ومن أهم هذه الأعراض؛ الصداع، ونوبات الصرع، والتقيؤ، وألم الصدر، وضيق النفس، وضربات القلب السريعة،[4] وفي الحقيقة قد تحدث على المدى البعيد بعض المضاعفات الصحية الخطِرة نتيجة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وأهمّها أمراض القلب، والكلى، والسكتة الدماغية، وعليه يُنصح الأهل بمتابعة الحالة الصحية للطفل، والحفاظ على ضغط الدم ضمن المعدّلات الطبيعية، وذلك من خلال اتباعه الأنظمة الغذائية المناسبة لمرضى الضغط، والتي تعتمد على الغذاء الصحي مثل؛ الفواكة والخضار الطازجة، والأطعمة المصنعة من الحبوب الكاملة، والتقليل من الملح، والدهون بشكل عام، بالإضافة إلى مساعدة الطفل على خسارة الوزن الزائد والالتزام بممارسة الرياضة، مع ضرورة تجنّب تعرّض الطفل لدخان منتجات التبغ.[3]
وتجدر الإشارة إلى أنّه لابدّ من بدء قياس مستوى ضغط الدم للطفل في سن الثالثة بشكل عام، وذلك خلال المراجعات الطبية الروتينية، بينما يمكن البدء في قياسه قبل ذلك في حال وجود عوامل تزيد من احتمالية حدوث اضطراب في الضغط مثل؛ الولادة المبكّرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، والإصابة بأمراض القلب الخلقية أو بعض أمراض الكلى،[4] وفي الحقيقة تُعتبر عملية تفسير قراءات الضغط لدى الأطفال أكثر تعقيداً من تفسيرها لدى البالغين؛ حيث يحتاج الطبيب للقيام بذلك إلى استخدام جداول معيّنة تعتمد على جنس الطفل، وطوله، وقراءة ضغط الدم.[3] أما بالنسبة لانخفاض ضغط الدم لدى الأطفال فهو انخفاض ضغط الطفل بمقدار 20 ملليمتر زئبقي عن المعدّل الطبيعي لضغط الدم بالنسبة للطفل، وعادةً ما تظهر علامات التعب والمرض على الطفل في هذه الحالة، ويعود السبب وراء انخفاض الضغط إلى فقدان الدم، أو إصابة جسم الطفل بعدوى شديدة أدت إلى تسمم الدم أو إنتان الدم (بالإنجليزيّة: Sepsis)، أو حدوث تفاعل تحسسي شديد، وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن اعتبار ضغط الطفل طبيعياً بالرغم من انخفاضه عن المعدّل الطبيعي المسجّل في جداول التحليل، وذلك في حال كان الطفل يبدو طبيعياً ولا تظهر أعراض التعب عليه.[5]
الحوامل
تلاحظ الحامل الكثير من التغيّرات خلال فترة الحمل، وفي بعض الأحيان قد تصاب بارتفاع مؤقت في ضغط الدم،[6] وفي الحقيقة هناك ثلاثة أنواع لارتفاع الضغط لدى الحامل؛ النوع الأول فرط ضغط الدم المزمن (بالإنجليزيّة: Chronic hypertension) بحيث تكون الحامل مصابة بمرض الضغط قبل أن تحمل، والنوع الثاني يُعرف بفرط ضغط الدم الحملي (بالإنجليزيّة: Gestational hypertension) حيث يحدث ارتفاعاً في ضغط دم المرأة بعد الأسبوع 20 من الحمل ودون ظهور أي أعراض مرافقة له، وعادةً لا يُشكل مصدر خطر وقلق للأم والجنين، أما النوع الثالث فيتمثّل بحدوث ارتفاع مفاجئ لضغط الدم بعد الأسبوع 20 من الحمل، وفي أغلب الأحيان يظهر خلال الثلث الثالث من الحمل، ويمكن أن يؤدي إلى العديد من المضاعفات التي تشكل خطراً على حياة الحامل والجنين، ويُعرف هذا النوع بتسمّم الحمل (بالإنجليزيّة: Preeclampsia)، وعادةً ما يصاحب ارتفاع الضغط التابع لتسمّم الحمل بعض الأعراض نتيجة حدوث تلف في خلايا الكبد، والكلى، والدماغ في بعض الأحيان، ومن هذه الأعراض؛ ارتفاع مستوى البروتينات في البول، وانتفاخ الوجه واليدين، والصداع المستمرّ، وتشوّش الرؤية، والشعور بألم في الجهة اليمنى العلوية من البطن، ومشاكل في التنفس، بالإضافة إلى احتمالية حدوث نوبات التشنج، والغثيان، والتقيؤ، وقلّة كمية البول.[7]
يُعتبر انخفاض ضغط الدم لدى الحامل من الأمور الطبيعية لا سيّما خلال الثلث الأول والثاني من الحمل، ويعود السبب في ذلك في الغالب إلى التغيّرات الحاصلة في الجهاز الدوراني؛ حيث تتوسّع الأوعية الدموية لدى الحامل لضمان وصول التدفق الدموي اللازم للطفل في الرحم، بالإضافة إلى بعض العوامل التي قد تؤدي إلى انخفاض الضغط مثل؛ الوقوف المفاجئ، والاستلقاء لمدة طويلة في حوض استحمام مليء بالماء الدافئ، ويتم تشخيص انخفاض الضغط لدى الحامل عند اقتراب قراءة الضغط إلى 60/90، ويمكن أن تشعر الحامل ببعض الأعراض المزعجة مثل؛ التشويش، والدوخة، والغثيان، والدوار أو خفة الرأس التي قد تؤدي إلى الإغماء، والتعب العام، والتنفس السريع الضحل، والعطش، وشحوب وبرودة الجلد، وعدم وضوح الرؤية، والاكتئاب.[8]
المراجع
- ^ أ ب Benjamin Wedro (3-12-2018), "High Blood Pressure (Symptoms, Signs, Causes, Diet, Medication)"، www.emedicinehealth.com, Retrieved 28-12-2018. Edited.
- ↑ LYNDA LAMPERT (5-8-2017), "Low Blood Pressure (Hypotension) Signs and Symptoms"، www.ausmed.com, Retrieved 28-12-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث James Beckerman (5-9-2018), "High Blood Pressure in Children"، www.webmd.com, Retrieved 28-12-2018. Edited.
- ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (5-12-2018), "High blood pressure in children"، www.mayoclinic.org, Retrieved 28-12-2018. Edited.
- ↑ Rachel Nall (20-3-2017), "A Mom’s Guide to Pediatric Vital Signs"، www.healthline.com, Retrieved 28-12-2018. Edited.
- ↑ Chris Woolston (20-1-2018), "High Blood Pressure During Pregnancy: Telltale Signs"، www.consumer.healthday.com, Retrieved 28-12-2018. Edited.
- ↑ "High Blood Pressure in Pregnancy", www.medlineplus.gov,12-12-2018، Retrieved 28-12-2018. Edited.
- ↑ Jon Johnson (12-12-2017), "Causes and remedies for low blood pressure during pregnancy"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 28-12-2018. Edited.