-

أعراض الحمل في الشهر السادس

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الحكمة من الإنجاب

جَعلَ الله الإنسان خليفةً على هذهِ الأرض، وسخّرَ له كل ما يخدمه في عمارتها، حيث حثّت جميع الشرائع السماوية على ذلك، وقبلَ وجودِ الإنسان على وجهِ الأرض، حيث قال الله لملائكته أنه سوف يجعلُ خليفةً على هذهِ الأرض. الإنجاب والتكاثر من أهمّ مظاهر عمارة الأرض وبنائها، وهذا ما حصل منذ خلق آدم وحواء؛ لنصبح كما نرى أجناساً وشعوباً مختلفة، منها الأبيض والأسود، الشرقي والغربي. وقد حثّ الإسلام على الزواج، وأعتبره ركناً وعموداً أساسياً لبناء الأرض، كما وشجع على الإنجاب ومنعَ تحديد النسل ولكن طالب بتنظيمه، وهذا الأمر لا يأتي عبثاً، فالزواجُ سنّةُ الله على الأرض، وتكوين الأسرة هو ما يطمح إليه غالبية البشر وربما جميعهم، ولا نستطيع أن نتغاضى عن كونِ كلّ واحدٍ منّا يشتاق لحملِ طِفله الأول؛ الذي يعطي شعوراً جميلاً لا سابق له.

رحلة الحمل

عندما يتمّ الإخصاب تبدأ رحلة مدّتها تسعة أشهر لإنجاب أيّ طفل، وفي هذه الرحلة غالباً ما يصاحب الأم تغيرات نفسية وجسمانية بفعل ارتفاع نسبة هرمون الإستروجين (HCG مثل: الشعور بالغضب، والحزن، والاكتئاب، كما وتشعر الحامل بأعراض صعبة مثل: الوحام، والغثيان، والتقيؤ، إضافة إلى أعراضٍ أخرى، تختلف هذه الأعراض من امرأة لأخرى ومن شهر لآخر.

أعراض الحمل في الشهر السادس

الأعراض النفسية

و هي ما تعرف أيضاً بالأعراض الإنفعالية. حيثُ تشعر المرأة الحامل غالباً بالملل في الحمل؛ وذلك لأنّها تكون قد قطعت أكثر من نصفِ فترة الحمل، فيُسيطر عليها الضجر. كما وأنّها تكون شاردة الذهن، كثيرةَ النسيان، ويصبح التركيز لديها قليلاً جداً؛ وذلكَ بفعلِ انشغالها الدائم بطفلِها القادم وقلقِها من المستقبل، فالحامل في شهرها السادس تكون متشائمة نوعاً ما ولديها مخاوف من المستقبل، خاصة إذا كانت الحامل بكراً -أي أنّها تحمل لأول مرة-، وهذا الطفل الذي في داخل احشائها هو أوّل طفلٍ لها، فبتالي ستشعر بالخوف والقلق من الولادة، كما ويكون لديها قلق من نظرةِ زوجها لها بعد الحمل، فتتوقع ألّا يراها جذابة مثلما كان يراها بالسابق.

الأعراض الجسدية

تشعر الحامل في الشهرِ السادس بحركة واضحة للجنيين، فتصبح حركتُه عبارة عن ركلاتٍ قوية، لتختفي الحركات الناعمة التي كانت تشعر بها الحامل في الشهر الماضي، ويكون ضغط الدم أقل من الطبيعي، ليزداد جريان الدم إلى مدخلي الأنف واللّثة، فتشعر الحامل بشهرها السادس بإحتقان الأنف والرعاف ونزيف باللّثة، وعلاوةً على ذلك تظهر تشققات في البطن ليتغير لون الجلد ايضاً، كما أن الثدي قد يتضخم ويكبر حجمه، بفعل إنتاجه للحليب، لترى الحامل قطراتٍ صفراء أو سكرية اللون تنساب من الحلمة، هذه القطرات هي الحليب الأولي للطفل، وأكثر ما يمكن أن تلاحظه الحامل بهذا الشهر هو الشهية المفتوحة للطعام، لذلك يزداد الوزن بشكل كبير فأحياناً قد تصل زيادة وزن الحامل إلى رطل ونصف في الأسبوع الواحد، إضافةً إلى شعورها بالألام في المهبل وحرقة في البول ويحدث لها إمساك حاد وذلك نتيجة للتغيرات الطبييعة في الجسم، فيكون جريان البول ضعيف بفعل تمدد الرحم، وأخيراً تشعرالحامل بالألام في الرحم ناتجة عن تقلّصات وانقباضات ليمتد حجم الرحم إلى فوق السرة؛ وذلك لأنّ الرحم يبدأ بالتدرب على المخاض والولادة .

تغيرات خاصة بالجنين

في هذا الشهريصل طول الجنين الى 32 سم ووزنه 750جم كأقصى حد، ويكون الطفل نشيطاً، حيث يمكن أن يقوم بـ (20-60) حركة بالساعة، كما ويبدو وجهه أكثر وضوحاً، وتظهر سماته؛ وذلك لأنّ شفتاه وعيناه قد تكونتا، كما وأنّ أنيابه والقواطع تظهر أسفل اللثة، وتكون بصمات أصابع الطفل واضحة جدا ُ، فتبدأ جفونه بالانفصال، ولكن يعاني الجنين في هذا الشهر من كثرة التجاعيد، التي سوف تختفي لاحقاً؛ بفعل ازدياد نسبة الدهون المترسّبة تحت الجلد.

نصائح للأم في شهرها السادس

  • عليك بتناول الغذاء المتوازن الغني بالبروتينات والفيتاميينات؛ للحفاظ على صحتك وصحة طفلك.
  • عليك بممارسة تمارين التنفس باستمرار؛ وذلك لأنّ القفص الصدري يزداد حجمه بفعل زيادة السعة الرئوية، التي تؤدّي إلى ضيق التنفس.
  • عليك بالهدوء وعدم الانفعال، والتركيز وعدم النسيان، وإلغاء فكرة الخوف من المستقبل التي تسيطر على تفكيرك.
  • عليك بزياة طبيبك بشكل مستمر.

نحن نعلم أن هنالك الكثير من المخاوف في أي مرحلة في الحمل، سواء كانت هذه المخاوف متعلقة بصحة الأم أو صحة جنينها، وهذه المخاوف طبيعية، لكن يجب تسليط الضوء عليها، للابتعاد والحظر من المخاطر المحتملة بأي مرحلة، ونسأل المولى عزّ وجلّ أن يرزقكم بالطفل السليم المعافى.