أعراض ديسك الرقبة
ديسك الرقبة
يُعرف ديسك الرقبة أو ما يُسمى بالانزلاق الغضروفي العنقي (بالإنجليزية: Herniated cervical disc) بأنّه تمزق الأقراص الغضروفية التي توجد بين الفقرات وخروج المادة الهلامية منها، واحتمالية ضغطها أو تلامسها مع الحبل الشوكي، ومن المعروف أنّ عدد فقرات العمود الفقري المتحركة يبلغ 24 فقرة؛ منها سبع فقرات عنقية متسلسلة مرقمة من 1-7، تحمل الرأس وتثبته وتسمح له بالحركة الطبيعية إلى أسفل وإلى أعلى ويميناً ويساراً، وتفصل بين هذه الفقرات أقراص غضروفية تمنع احتكاك الفقرات ببعضها وتمتص الصدمات، وتحتوي هذه الأقراص في مركزها على مادة هلامية تُعتبر مهيجة للأعصاب الشوكية، لذلك فعند تلامسها مع الأعصاب الشوكية فإنّها يمكن أن تتسبب بحدوث التهاب وانتفاخ في الأعصاب الشوكية، وهذا الالتهاب والانتفاخ ينتج عنه شعور بالألم الشديد، ولكن مع الوقت يمكن أن تبدأ هذه الأقراص المتضررة بالانكماش والتآكل، فيقل الضغط الناتج عنها، وبالتالي يقل الألم أو يختفي كلياً، ومن المعروف أنّه في أغلب الحالات يحتاج الأمر إلى ستة أسابيع حتى يقل الألم.[1]
أعراض ديسك الرقبة
لا يقتصر حدوث الانزلاق الغضروفي في فقرات العنق فحسب، وإنّما قد يحدث في أي فقرة من فقرات العمود الفقري، ومن الجدير بالذكر أنّ معظم الحالات تكون في فقرات الظهر وبعض منها في فقرات العنق، ولكن حتى مع اختلاف أماكن الانزلاق فإنّ أعراض الانزلاق الغضروفي تتشابه بين المصابين في معظم الحالات، وفيما يلي بيان لأبرز أعراض الانزلاق الغضروفي:[2]
- الشعور بألم في اليدين أو القدمين: إذا كان الديسك قد حصل في منطقة الرقبة فإنّه من المتوقع أن يكون الألم في الأطراف العلوية في الجسم، مثل: الأكتاف والذراعين، بينما إذا كان الديسك في الفقرات السفلية في منطقة الظهر فإنّه من المتوقع أن يكون الألم في الأطراف السفلية من الجسم، مثل: الأرداف، والفخذين، وربما يصل إلى القدمين. ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الألم قد يشعر به المصاب عندما يسعل، أو يعطس، أو يحرك عموده الفقري بوضعيات مختلفة.
- الخدران أو الوخز: (بالانجليزية :Numbness or tingling) فمن المحتمل أن يشعر المصاب بخدران أو وخز في المناطق أو الأطراف الجسدية التي تغذّيها الأعصاب المتضررة من الانزلاق الغضروفي، ويمكن أن يرافق هذا الخدران شعور بالألم في المنطقة، وفي هذه الحالة لابدّ من المسارعة ومراجعة الطبيب المختص.
- الضعف العضلي: إنّ العضلات التي يتم تغذيتها من الأعصاب المتضررة هي العضلات الأكثر عرضة للضعف، وقد يؤثر ذلك بشكل كبير في وظائف وقدرة العضلة المتأثرة.
أساب الانزلاق الغضروفي
في بعض الأحيان يحدث الانزلاق الغضروفي بشكل عام بسبب التآكل التدريجي للغضروف، والذي ينتج عن التقدم في العمر، فمع التقدم بالعمر يزداد فقدان الماء من هذه الغضاريف، مما يجعلها أكثر صلابة وأقل ليونة، كما وتصبح أكثر عرضة للتآكل والتضرر حتى مع الجهد البسيط، ولكن في الكثير من الأحيان قد لا يُعرف السبب الرئيسي وراء الإصابة بانزلاق الغضروف، كما أنّه يمكن أن يحدث في أي فترة عمرية، ومن الجدير بالذكر أنّ هناك بعض العوامل التي قد تزيد خطر حدوث انزلاق غضروي، مثل: التدخين، وطبيعة العمل، وزيادة في الوزن بشكل غير طبيعي، وممارسة بعض الوظائف التي تتطلب بذل مجهود بدني شاق، إضافةً إلى أنّ هناك أشخاص أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالانزلاق الغضروفي بسبب عوامل جينية، ومن أهم الأسباب التي يمكن أن تسبب انزلاقاً غضروفياً في منطقة الظهر حمل الأشياء الثقيلة بطريقة خاطئة؛ وذلك بتركيز الوزن المحمول على عضلات الظهر وإهمال توزيعه على عضلات الفخذين، ومن الجدير بالذكر أنّه من النادر ما تكون الحوادث مثل: السقوط من مكان مرتفع سبباً في حدوث الانزلاق الغضروفي.[1][2]
علاج الانزلاق الغضروفي
قد يلجأ المصابون بالانزلاق الغضروفي إلى العديد من طرق العلاج المختلفة، ومن هذه الطرق نذكر ما يلي:[3]
- أخذ قسط من الراحة: من أهم الطرق المساعدة على علاج الانزلاق الغضروفي هي أخذ قسط من الراحة لفترة قصيرة من الزمن، الأمر الذي يساهم في التخفيف من الانتفاخ، ويعطي الفرصة للشفاء من الانزلاق الغضروفي، وفي فترة الراحة هذه ينبغي التنبيه لضرورة عدم المكوث في السرير لأكثر من يوم أو يومين تجنباً لحدوث تصلب في العضلات والمفاصل، لذلك يجب تحريك العضلات والمفاصل بين كل فترة وأخرى مع تجنب التمارين الرياضية أو الأنشطة المرهقة، وأشارت الدراسات إلى أنّ استخدام الكمادات الباردة أو الساخنة قد يساعد على التخفيف من الألم، ويمكن التناوب باستخدام الكمادات الساخنة والباردة أو استخدام نوع واحد منهما فقط.
- العلاج الفيزيائي: ممارسة بعض التمارين الرياضية تساعد على تقوية العضلات وتخفيف أعراض الانزلاق العضروفي، ويستطيع المعالج الفيزيائي تعليم وتدريب المصاب، ووضع برنامج علاج فيزيائي يتضمن تمارين لتقوية العضلات، وتمارين هوائية، إضافة لجلسات التدليك العلاجية.
- استخدام الأدوية: من الممكن استخدام بعض مسكنات الألم المتاحة دون الحاجة لوصفة طبية مثل: مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: NSAIDs)؛ كالآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) أو النابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، والتي تساعد على تخفيف الألم والانتفاخ الناتج عن التهاب الاعصاب، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يُنصح باستخدام هذه الأدوية لأكثر من عشرة أيام دون استشارة الطبيب المختص؛ لأنّ استخدام هذه الأدوية بكميات كبيرة ولفترة طويلة يمكن أن يؤدي إلى النزف وحدوث مشاكل في القلب. أمّا في حال عدم استجابة المصاب للمسكنات السابقة فإنّ الطبيب قد يلجأ لبعض الأدوية، ومرخيات العضلات، والمسكنات الأخرى مثل: بريجابالين (بالإنجليزية: Pregabalin) والترامادول (بالإنجليزية: Tramadol).
- استخدام الحُقن: يمكن للطبيب أن يعطي المصاب حُقناً ستيرويدية بشكل مباشر في منطقة فوق الجافية (بالإنجليزية: Epidural injections) من العمود الفقري، وذلك في حال لم يستجيب المصاب لطرق العلاج السابقة، وهذه الحقن تعالج الانتفاخ الناتج عن الانزلاق الغضروفي، كما تقلل الألم وتسهّل حركة المصاب، ومن الجدير بالذكر أنّ المصاب قد يحتاج لأكثر من جرعة حتى يتخلص من الألم.
- العلاج الجراحي: إذا لم يستجيب المصاب لجميع طرق العلاج السابقة، وازدادت الأعراض سوءاً، ولم تُجْدِ معه مسكنات الألم المختلفة أي نفع يُذكر، يمكن أن يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية جراحية لمعالجة الانزلاق الغضروفي.
المراجع
- ^ أ ب "Herniated cervical disc", www.mayfieldclinic.com, Retrieved 29-1-2019. Edited.
- ^ أ ب "Herniated disk", www.mayoclinic.org, Retrieved 29-1-2019. Edited.
- ↑ "What are the Treatments for a Herniated Disk?", www.webmd.com, Retrieved 29-1-2019. Edited.