مدينة حمص السورية طب 21 الشاملة

مدينة حمص السورية طب 21 الشاملة

مدينة حمص

مدينة حمص (بالإنجليزيّة: Homs) هي مدينة سوريّةٌ وإحدى المُدنِ الرئيسيّة فيها، وثالث أكبر مَدينةٍ بعد مدينتي دِمشق وحَلب، وأتت تسميتها من اللغة الكنعانيّة؛ حيث تعني التسمية "الخجل"، وفي عهد الرومان عُرِفَت المدينة باسم "إميسا"، وبعد العهد الإسلامي أصبحت تُعرَف باسم مدينة خالد بن الوليد.

في عام 2011م قارَبَ تعداد مدينة حمص السُكاني المليوني نسمة، وتتمتّع المدينة بتنوّعٍ سُكانيٍّ كبير؛ حيث يَعتنق سكّانها الديانة المسيحية والإسلام، وتوجد فيها أقلّيات من الأرمن، إلى جانب عددٍ من اللاجئين الفلسطينيين، وتمتدّ حمص على مساحة 43,630 كم2.[1][2]

جغرافيّة مدينة حمص

الموقع

تقع مدينة حمص في وسط سوريا، تحديداً في الجزء الغربي منها، على الطريق بين مدينتي دمشق العاصمة وحلب، ويمُرّ بها نهر العاصي، وهي قريبة جداً من سواحل البحر الأبيض المتوسط، وترتفع عن مستوي سطح البحر 508 أمتار، وتبعُد مدينة دمشق عن حمص 162 كم إلى الجنوب، وتبُعد حلب عن حمص 193 كم إلى الشمال، وتبعد طرطوس عن حمص 96 كم إلى الغرب، وتبعُد حماة عنها 47 كم إلى الشمال، وتبُعد تدمر عنها 155 كم إلى الجنوب الشرقي، وهي بذلك تتوسّط المدن السورية، وتعمل كحلقةِ وصلٍ بين المُدن والمناطق الجنوبيّة والشمالية والشرقية والغربية، كما تُعدّ حمص المنفَذ الطبيعيّ الوحيد بين البحر الأبيض المتوسط ومَناطق الداخل.[2][3]

المُناخ

تتمتّع مَدينة حمص بمُناخٍ دافئ، مع صيف حار وشتاء ماطر، ويبلُغ متوسّط درجة الحرارة السنوي للمدينة 16.4 درجة مئوية، بينما يبلُغ مُعدّل التساقُط المطري السنوي 422 ملم، ويُعَدّ شهر أغسطس أكثر الأشهر حرارةً خلال العام؛ حيث يبلُغ متوسط درجة الحرارة فيه 25.5 درجة مئوية، ويُعد شهر يوليو أكثر الأشهر جفافاً مع معدّل هطول مطري يصل إلى 0 ملم، بينما يُعدّ شهر يناير أكثر الشهور برودةً خلال العام؛ حيث يصلُ متوسّط درجة حرارة إلى 6.6 درجة مئوية، ويشهد شهر يناير أكبر مُعدّل تساقُط مطري خلال العام والذي يصل إلى 95 ملم.[4]

اقتصاد مدينة حمص

تتميّز مدينة حمص عن بقيّة المُدن السوريّة باقتصادها القويّ؛ فهي مركزٌ رئيسيٌّ للصّناعات النفطية، وتضُمّ المدينة مصفاة نفط افتُتِحَت في عام 1959م، إلى جانب مَصنعٍ للفوسفات، بالإضافة إلى ذلك، تُعدّ حمص مدينةً زراعيّةً بارزة، مُعتمدةً بذلك على عوامل أبرزها: موقعها الاستراتيجي، وكُبر حجمها مُقارنةً مع باقي المدن السورية، إلى جانب امتلاكها أراضي خصبة تجعلها مَوقعاً مُمتازاً لإنتاج الطحين، والذرة، والقطن، والخضار، والفواكه، كما تضُمّ المَدينة محطّةً للبُحوث الزراعية، ومَصانع للأسمدة والزيوت النباتية، ومصفاة للسكّر، وبذلك هي اكتسبت مكانةً مهمّةً كمركزٍ زراعيّ رئيسي في سوريا والدول المُجاورة مثل لبنان.

تَشتَهِر مَدينةُ حمص بصناعاتها اليدويّة مثل الحُلي، والأحزِمة، والعَباءات، بالإضافةِ إلى ما سبق تبرُزُ أهميّة المَدينة في كونها مَعبراً رئيسياً وطريقاً تجاريّاً يَربط المُدن الداخلية من سوريا والعراق بالبحر الأبيض المتوسط، وتعمل كحلقة وصل في نقل البضائع القادمة منه عبر الأراضي الداخلية.[1][2]

تاريخ مدينة حمص

تتمتّع مدينة حمص بتاريخٍ كبيرٍ وعريق، ويَعود تاريخها إلى عام 2300 قبل الميلاد، وتضُمّ مَعبداً عظيماً مُكرّساً لإله الشمس الذي كان يُدعى إيل جبل، وكانت تحكُم إميسا سُلالة من الكهنة عبر الإمبراطوريّة الرومانية، وخرج من المدينة اثنان من نُبَلائها وأصبحا إمبراطورين، هما: ايلاجابالوس وسيفرس الكسندي اللذين حكما روما من عام 193م إلى 211م، كما أخرجت المدينة أربعة إمبراطورات، هنّ: جوليا دومنا، وجوليا ميزا، وجوليا مامايا، وجوليا سويميا.[2]

حَكَم المدينة بين عامي 270-275م الإمبراطور أوريليان، واتّخذَ منها عاصمته وهزَمَ فيها الملكة زنوبيا ملكة تدمُر، وكانَت مَدينة حمص مربوطةً تجاريّاً بمَدينة تدمُر، وانعكس ازدهارُ تدمُر على ازدهارها، وبعدَ هزيمة الملكة زنوبيا في عام 272م سقطت مدينة إميسا، ولكن بقِيَت آثارها قائمة، وتشمل تلك الآثار قلعةً مَبنيّةً على جبل وبوابة الشام وباب تدمُر، كما لعِبَت المدينة دوراً مهمّاً كثالث مركز تجاري على طريق الحرير بعد دورا أوربوس وتدمُر.[2]

في القرن الثالث الميلادي، وصلت المسيحيّة إلى مدينة حمص، وتمّ العُثور على مقابر وسراديب موتى في البيوت الشرقية للمدينة؛ حيث ما زالت تَعيش مجموعةٌ كبيرة من المسيحيين، واستمرّت المسيحيّة في المدينة حتى القرن السابع الميلادي، وفي عام 636م دَخلها المُسلمون، وسمّوها حمص، وبعد السيطرة العربيّة للمدينة حَضَرَ 500 من صحابة الرسول للاستقرار في المدينة، وأصبحت ذات شأنٍ كبير، وفي عام 1516م خَضَعت المدينة للحُكم العثماني، وخضعت لفترةً قصيرةً للسيطرة المصريّة في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، ثُمّ أصبحت جزءاً من الجمهوريّة السورية بعد تأسيسها في أعقاب الحرب العالمية الأولى.[2]

مَعالم مدينة حمص

تضُمّ مدينة حمص عدداً من المَعالم والآثار التاريخيّة والدينيّة التي تعود إلى عصور ودُول مُختلفة قامت على أرض المدينة الزاخِرة بالحضارة والتاريخ، ومن أبرز هذه المَعالم:

أبواب حمص السبعة

تشتهِر مدينة حمص بأبوابها التاريخية السبعة؛ حيث كانت تمتلك المدينة أربعة أبواب قبل الفتح الإسلامي، وفي عهد المنصور إبراهيم أصبحت سبعة أبواب، وهي:[5]

أشهر شخصيات مدينة حمص

تشتهر مدينة حمص بشخصيّاتها البارزة التي حفرت أسماءَها بجدارة في التاريخ، وساهم كلٌّ منها في التاريخ بشكل كبير، ومن أبرز هذه الشخصيّات:

المراجع

  1. ^ أ ب "مدينة حمص"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 30-5-2017. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "Homs", homs online, Retrieved 30-5-2017. Edited.
  3. ↑ "Homs", Encyclopædia Britannica, Retrieved 31-5-2017. Edited.
  4. ↑ "CLIMATE: HOMS", climate-data, Retrieved 31-5-2017. Edited.
  5. ^ أ ب "محافظة حمص"، سوريا اليوم، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2017. بتصرّف.
  6. ↑ "Homs – Khalid Ibn al-Walid Mosque ", Syria Photo Guide,20-7-2014، Retrieved 31-5-2017. Edited.
  7. ↑ "Homs – Qasr al-Zahrawi ", Syria Photo Guide,20-7-2014، Retrieved 31-5-2017. Edited.
  8. ↑ "Homs – Citadel & City Walls ", Syria Photo Guide,21-9-2014، Retrieved 31-5-2017. Edited.
  9. ^ أ ب "Homs – Churches ", Syria Photo Guide,4-3-2014، Retrieved 31-5-2017. Edited.
  10. ↑ "الشاعر ديك الجن.. أسطورة حمص والعاصي"، زمن الوصل، 23-5-2014، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2017. بتصرّف.
  11. ↑ "جوليا دومنا ... امرأة حمصية على عرش روما"، زمن الوصل، 14-5-2014، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2017. بتصرّف.
  12. ↑ "مراد السباعي.. مبدع جريء عشق الإنسان ودافع عن قيم الخير والحق والعدالة"، زمن الوصل، 13-6-2014، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2017. بتصرّف.
  13. ↑ "الرئيس هاشم بك الأتاسي (1875- 1960)"، قصة مدينة حمص، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2017. بتصرّف.
  14. ↑ "صبحي شعيب"، قصة مدينة حمص، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2017. بتصرّف.