النّاس تحسدك دائماً على شيءٍ لا يستحقّ الحسد؛ لأنّ متاعهم هو سقوط متاعك، حتّى على الغربة يحسدونك، كأنّما التشرّد مكسب وعليك أن تدفع ضريبته نقداً وحقداً.
فالغربة يا رجل فاجعة يتم إدراكها على مراحل, ولا يستكمل الوعي بها إلا بانغلاق ذلك التّابوت على أسئلتك الّتي بقيت مفتوحةً عمراً بأكمله، ولن تكون هنا يومها لتعرف كم كنت غريباً قبل ذلك؟ ولا كم ستصبح منفيّاً بعد الآن؟
هل يعلم الصّحبُ أنّي بعد فرقتهم
من أقوال أبي عبد الله الكلثوميّ النّحوي
تقول سعاد ما تغرّد طائر
من أقوال المبرّد
جسمي معي غير أنّ الرّوح عندكم
يا قلبي لا تحزن ولا تغرق في الظلام.. فالنّور هناك..
أصعب شيء يواجهك في هذه الحياة عندما تحسّ أنّك غريب...
أنّك متأمّل... حسّاس... ومتفانٍ في المحبّة، ويجدها الآخرون قيماً
الفراق... حزن كلهيب الشّمس يبخّر الذّكريات من القلب ليسمو بها
عند الفراق.. اجعل لعينيك الكلام فسيقرأ من أحبّك سوادها.. واجعل وداعك لوحةً من المشاعر يستميت الفنّانون لرسمها ولا يستطيعون...