دولة ثاسوس

دولة ثاسوس

هي الجزيرة المتنازع عليها التي غنمها اليونانيّون في حرب البلقان الأولى الّتي خاضوها مع الدّولة العثمانية في عام ألف وتسعمئة واثنتي عشرة ميلاديّة، وكانت تُسمّى باللّغة التّركية طشيوز، وكانت تعود ملكيتها لمحمد علي والي مصر ابن مدينة قولة، حين تمّ منحه إيّاها من قبل السّلطان العثماني كهديّةٍ على الانتصارات التي حقّقها في شبه الجزيرة العربيّة، وخصوصاً في أرض الحجاز على الوهابيين، في حين استردّها العثمانيون منه، ومن ثمّ عادت لتَخضع لسَيطرة اليونانيين.

موقع دولة ثاسوس

تقع جزيرة ثاسوس في اليونان، في الجهة الشّمالية الشّرقيّة لمقدونيا وتراقيا، مقابل إقليم كافالا أو (قولة) على بحر إيجة، وترتفع عن سطح البحر مسافةً تُقدّر بألف ومئتين وخمس مترات.

تاريخ دولة ثاسوس

ورد تاريخ دولة ثاسوس في كتاب (مصر تحت حكم محمد علي) الذي يعود للأمير الرّوسي بوكلر موسكو، والذي التقى بمحمد علي خلال زيارة له إلى مصر عام ألف وثمانمئة وأربعةٍ وأربعين ميلاديّة، حيث إنّ محمد علي روى له قصة مُلكيّته لجزيرة ثاسوس عبر خوضه سباقاً للزّوارق انطلق من مدينة قولة باتّجاه جزيرة طشيوز، في حين أنّ كلّ من كانوا مع محمد علي تراجعوا بعد أن أنهكهم التّعب، وخارت عزائمهم أمام شدّة الرّياح وأمواج البحر التي لاطمتهم، فأجبرتهم على التّراجع عن المَهمة. استمرّ محمد علي وحده بالتّجديف إلى أن وصل الجزيرة وقد تسلّخت يداه بفعل التّجديف المُضني، ففاز بمُلكيّتها مُكافأةً له لانتصاراته في الحجاز.

بنى محمد علي في ثاسوس المباني الخيريّة، وزوّدها بمُستشفيات، ومجمع علمي ضخم يُعرف (بعمارة محمد علي)، ويضمُّ مدرسةً للذّكور، وكتّاب، ومدرسة لتعليم الشّريعة، ومكتبة، وكليّة هندسة تُعنى بالعلوم البحريّة، وزوّده بستّين غرفةً مُخصّصة للطّلاب، ومطبخ يُقدّم وجبات الطّعام بالمجّان للطّلاب، وأيضاً لفقراء مدينة قولة، وبعد وفاة محمد علي كان هذا المجمع ككلّ ممتلكاته يتبع للأوقاف المصريّة، كونه كان والياً لمصر، وبسبب تَعرّض المُجمّع للإهمال حصلت مواطنة من قولة على إذن بترميم المجمع مقابل مبلغٍ ماليٍّ تدفعه سنوياً لأوقاف مصر بعد أن حوّلته إلى فندق.

السُّكّان ونشاطهم البشري

حسب إحصائيّة تعودُ لعام ألفين وإحدى عشرة للميلاد، فإنّ عدد السّكان في هذه الجزيرة يبلغ حوالي ثلاثة عشر ألفاً وسبعمئة وسبعين نسمة، ويعمل غالبيّتهم في تربية المواشي، وفي القطاع الزّراعي النّاشط؛ نظراً لخصوبة تربتها، وأهمّ الحاصلات الزراعية فيها الزّيتون، كما تنشط فيها الصّناعات الغذائيّة كصناعة الزّيوت، وتنتشر فيها المناحل الخاصّة بغرض إنتاج العسل.

مميزات دولة ثاسوس

تمتاز هذه الجزيرة بوفرة مناجم الذّهب الخام فيها، كما أنّها غنيّة بالثّروات المعدنيّة كالزّنك والرّصاص والحديد، وتوجد فيها مقالع يُستخرج منها الرّخام الأبيض المعروف برخام ثاسوس، الذي يتزايد عليه الطّلب، فيُصدَّر لكلّ دول العالم؛ كونه يتمتّع بشهرةٍ واسعةٍ لجودة ومتانة أنواعه، ونظراً لغنى ثاسوس بالغابات اشتهرت بصناعة الأخشاب.