طريقة الوضوء بالترتيب
الوضوء
عرَّف أهل اللُّغة الوضوء لُغةً بأنَّه جاء من الوَضَاءة، أي النَّظافة، والجمال، والبهجة، أما أهل الفقه فعرَّفوه اصطلاحاً بأنَّه الغسل لأعضاءٍ معيَّنة ذكرتها الشَّريعة في الكتاب والسُّنَّة، بحيث إنَّ هذا الغسلُ يكون على هيئةٍ أو صفةٍ معيَّنة، كما أن هذا الغسل ما هو إلا تعبُّد لله عزَّ وجل.
وللوضوء فضائل كثيرة، فهو شطر الإيمان كما قال عليه الصَّلاة والسَّلام: (الطُّهور شَطْر الإيمان) [رواه مسلم]، كما أنَّ الوضوء مُكفِّرٌ للذُّنوب، حيث إن عثمان بن عفَّانٍ رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "'(من توضَّأ فأحسَنَ الوُضوء، خرجت خطاياه من جسده، حتَّى تخرج من تحت أظْفارِه)'" [رواه مسلم]، وغيرها الكثير من الفضائل التي روتها السُّنَّة النَّبويَّة.
طريقة الوضوء وصفة أشكاله
سنبيِّن هنا طريقة الوضوء بالتَّرتيب، وصفة هذا الوضوء بالتَّفصيل مستندين إلى الأدلّة الشَّرعية من الكتاب والسُّنَّة، وبفهم العلماء لهذه الأدلَّة إن شاء الله بالنِّقاط الآتية:[1]
- النِّية: النِّيَّة من أهم شروط الوضوء، فمن دونها لن يكون هذا الوضوء صحيحاً، وهذا باتِّفاق جمهور العلماء، المالكية ، والشَّافعية ، والحنابلة، وأمَّا عن مكان النِّية فهو القلب، ولا يجوز النُّطق بها.
- إزالة كل ما يمنع وصول الماء لجلد أعضاء الوضوء: إن بعض المواد تمنع وصول الماء للجلد، لأنَّها تعمل كطبقة عازلة للماء، ومن أمثلتها: الطِّين، والشَّمع، والعجين، والشَّحم، ومواد الطِّلاء، والمناكير، والأظافر الاصطناعية، وهذا باتِّفاق المذاهب الأربعة.
- قول بسم الله: اختلف العلماء على وجوب التَّسمية قبل الوضوء، فقد ذهب الإمام أحمد بن حنبل إلى أنَّ التَّسمية واجبة قبل الوضوء وأما جمهور العلماء أبو حنيفة، مالك، والشَّافعي فقد ذهبوا إلى أنَّ التَّسمية قبل الوضوء سُنَّة.
- غسل أعضاء الوضوء: روى البخاري في صحيحه عدَّة رواياتٍ عن كيفية الوضوء بالتَّرتيب، ومن هذه الرِّوايات: عن حُمرانُ مولى عثمان بن عفَّانٍ رضي الله عنه،(أنه رأى عثمان دعا بوَضوءٍ، فأفرغ على يديه من إنائه، فعسلهما ثلاث مرات، ثمَّ أدخل يمينه في الوَضوء، ثمَّ تمضمض واستنشق واستنثر، ثمَّ غسل وجهه ثلاثاً، ويديه إلى المِرْفَقَين ثلاثاً، ثمَّ مسح برأسه، ثم غسل كُلَّ رِجْلٍ ثلاثاً، ثُمَّ قال: رأيت النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يتوضَّأُ نحو وُضوئي هذا، وقال: من توضَّأ نحو وُضوئي هذا، ثمَّ صلَّى ركعتين لا يُحَدِّثُ فيهما نفسه، غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه)'" [رواه البخاري]، ومن هذا الحديث وغيره بيَّن الشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين خطوات الوُضوء بالتَّرتيب كما يأتي:[2]
- غسل الكفَّين إلى الرُّسغين ثلاثاً.
- المضمضة والاستنشاق بغرفةٍ واحدة، حيث إنَّ هذه العملية تكون بأخذ الماء باليد اليُمنى، ثمَّ يؤخذ جزء من هذا الماء في الفم، والجز الآخر يُسْتنشَق بالأنف، ثمَّ يُسْتَنْثَر باليد اليُسرى ما استنشق بالأنف؛ حيث تُكرَّر هذه العملية ثلاث مرات.
- غسل الوجه، وحدود الوجه هي ما بيَّنه العلماء، فقد قال ابن قُدامة في كتابه المُغْني: (وغسل الوجه، وهو من منابت شعر الرأس إلى ما انحدر من اللحيين والذقن وإلى أصول الأذنين).
- غسل اليدين إلى المرفقين، ويجب الانتباه إلى غسل الكفَّين من أطراف الأصابع إلى المرفقين، حيث إنَّ بعض المسلمين لا يبدأ من الكفَّين، كما أنه يجب البدء باليمين ثلاث مرات، ثم اليسار ثلاث مرات.
- مسح الرأس، ويكون مسح الرأس بتبليل اليدين، ثمَّ توضعان على مقدِّمة الرأس، ثمَّ يُمسح إلى خلف الرأس، ثم الرُّجوع إلى المقدِّمة، مرَّةً واحدة، كما أنَّ الأذنين من الرأس، فتُمْسحان مرَّةً واحدة، وذلك بوضع السَّبابتين في صماخيهما، والإبهامين على ظاهرهما.
- غسل القدمين إلى الكعبين، ويُبدأ بالقدم اليُمنى، ثمَّ اليُسرى، بحيث تُغسل كلَّ قدمٍ ثلاث مرَّاتٍ إلى الكعبين.
- ذِكر الله، ورد بالسُّنَّةِ بعد الفراغ من الوضوء أنه يُسنُّ قول: "'(أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)'" [رواه مسلم].
المراجع
- ↑ "بيان كيفية الوضوء والصلاة"، الموقع الرَّسمي للإمام ابن باز رحمه الله. بتصرّف.
- ↑ "ما هي صفة الوضوء؟"، موقع طريق الإسلام. بتصرّف.