ظهور السيد المسيح
السيد المسيح
ينتظر المسلمون في آخر الزّمان ظهور السّيد المسيح عيسى عليه السّلام ليؤدّي رسالته ومهمّته التي كلّفه الله بها قبل موته، ولا شكّ بأنّ اعتقاد المسلمين في السّيد المسيح يختلف عن اعتقاد الأمم التي ضلّت عن السّبيل وتنكّبت الصّراط، فما هو اعتقاد المسلمين في ظهور السّيد المسيح؟
اعتقاد المسلمين في السّيد المسيح
يعتقد المسلمون أنّ السّيد المسيح عليه السّلام هو نبيّ من أنبياء الله تعالى ورسول من أولي العزم من الرّسل، وقد كان مولد هذا النّبي العظيم آية من آيات الله حينما خلق من أمٍّ بلا أب، وقد بعثه الله سبحانه إلى بني إسرائيل ليعيدهم إلى الدّين الصّحيح ويضعهم على الطّريق السّوي من بعد أن ضلّوا وانحرفوا عن جادة الصّواب، وقد لاقى نبي الله عيسى عليه السّلام من قومه الجحود والتّكذيب، كما مكروه كثيرًا حتّى وشوا به يومًا إلى الحاكم الظّالم الذي قرّر أن يقبض عليه ويعدمه إرضاءً لهم، وقد نجّاه الله سبحانه وتعالى من مكرهم وألقى شبهه على تلميذه الخائن الذي وشى به فقام الجنود بصلبه وقتله ونجّى الله نبيّه ورفعه إليه عزيزًا مكرمًّا، فنبيّ الله عيسى عليه السّلام لم يمت بل هو موجودٌ عند ربّه في السّماء حتّى يأذن الله له بالنّزول إلى الأرض مرّة ًثانية وذلك قبل يوم القيامة .
نزول السّيد المسيح عليه السّلام
يعتقد المسلمون أنّ نزول السّيد المسيح عليه السّلام إلى الأرض هو من علامات السّاعة الكبرى، فبعد أن ينتشر الظّلم في الأرض ويشيع الفساد وتموج الفتن بالنّاس موجًا، يظهر الإمام المهدي الذي يحكم الأمّة ويوحّدها فيملأ الأرض قسطًا كما ملئت ظلمًا وجورًا، وفي أثناء أداء المسلمين للصّلاة مؤتمّين بإمامهم المهدي إذا بعيسى عليه السّلام ينزل على المنارة الشّرقيّة فيدرك المسلمون نزوله فيصلّي نبي الله معهم الصّلاة.
لا شكّ بأنّ لنزول عيسى عليه السّلام وظهوره أهدافاً مُعيّنة؛ فمهمّة عيسى عليه السّلام تتمثّل في إبطال العقائد الفاسدة، وإبطال مظاهرها؛ حيث يقوم بكسر الصّليب، وقتل الخنزير، ووضع الجزية، كما أنّه يساند المسلمين في التّخلص من قوم يأجوج ومأجوج المفسدين في الأرض حينما يدعو عليهم فيموتوا، ثمّ يدعوا مرّة أخرى ليخلّص الله الأرض من جيفهم فيرسل الله الغمام بالمطر الغزير الذي يطهّر الأرض من رجسهم، كما يقتل السّيد المسيح عليه السّلام المسيخ الدجّال الذي يفتن البلاد والعباد فيدركه عند باب لدّ فيقتله برمحه فيتخلّص النّاس من شرّه وفتنته.