-

ظهور يأجوج ومأجوج

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

علامات يوم القيامة

ذكر الله سبحانه وتعالى في مُحكم آياته بعضاً من علامات يوم القيامة، كما وذكر رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم تفسيراً وشرحاً لبعض الدّلائل الّتي تدلّنا على قرب يوم الحساب، منها ما سمّي بالعلامات الصّغرى، والّتي بدأت منذ زمن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وما زالت مستمرّةً بالظّهور حتّى وقتنا هذا، ومنها ما سمّي بالعلامات الكبرى، والّتي تسبق موعد يوم القيامة بفترةٍ قصيرة، ولم تبدأ بالظهور بعد.

من علامات يوم القيامة الكبرى والّتي تداولها الجميع وورد ذكرها في كتب التّفسير بكثرةٍ ظهور قوم يأجوج ومأجوج، وأفادت التّفاسير أنه بظهورهم سيحدث تغييرٌ لموازين القوى بين البشر، وفيه من الكوارث والقتل والحروب الكثير، فمن هم قوم يأجوج ومأجوج؟ وأين هم الآن؟ وكيف سيظهرون؟

قوم يأجوج ومأجوج

ورد ذكر قوم يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم، وكانوا مقرورنين بملكٍ صالح، يدعى ذي القرنين، آتاه الله من الحكمة والفطنة الكثير، وآمن بالله وتبعه، خرج في رحلةٍ ينشر دعوة الله سبحانه وتعالى، من المشرق وحتّى المغرب، إلى أن وصل إلى أهل قريةٍ تقع بين جبلين، اشتكوا إليه من قوم يأجوج ومأجوج المفسدين ومسفكي الدّماء، وطلبوا منه أن يفصل بينهم ببناء سدٍّ يسدّ الفجوة ما بين الجبلين، مقابل خراجٍ من المال، فوافق الرّجل الصّالح وبنى سدّاً متيناً يستحال هدمه من قطع الحديد المذاب والنّحاس، مستعيناً بهندسة مميّزة.

لم يتوصّل العلماء إلى دليلٍ قاطعٍ لموقع يأجوج ومأجوج، ولكنّهم توصّلوا إلى دلائل قد تدلّ على موقع السّدّ الرّديم بين الجبلين، بناءً على وصف الله تعالى للقوم الّذين استعانوا بذي القرنين، كما ورد أنّهم كانوا قوماً لا يكادون يفقهون قولاً، وكانوا يتعرّضون لغزواتٍ مدميّةٍ مستمرّة من قومٍ فاسد، ويرجّح التّاريخ أن هؤلاء القوم كانوا يتواجدون في شمال بلاد القوقاز؛ حيث تتطابق الصّفات معهم، ويتواجد في هذه البلاد مضيقٌ اسمه مضيق دار يال، ويعتقد أنّ قوم يأجوج ومأجوج يقعون جنوب هذا المضيق، والله تعالى أعلم.

كيفية ظهور قوم يأجوج ومأجوج

ذكر رسولنا الكريم في أحاديثه عن قوم يأجوج ومأجوج بأنّهم يحاولون منذ الأزل هدم السّدّ، ويحاولون حفره، حتّى يعيده الله سبحانه وتعالى أشدّ وأمتن من ذي قبل، إلى أن يأمر الله بخروجهم ويقترب يوم الحساب؛ حيث سيحفرون السّد ويخرجون للنّاس، وينشّفون ماء الأرض، ويمكّن لهم الله في الأرض فتنةً، حتّى يصابوا بدودٍ يخرج من خلف رؤوسهم ويقتلهم، ويأكل دواب الأرض من لحومهم حتّى يسمنوا.