قيام غزوة بدر طب 21 الشاملة

قيام غزوة بدر طب 21 الشاملة

غزوة بدر

سُميت غزوة بدر بيوم الفرقان، لأنها كانت أول معركةٍ حدثت في الإسلام بين الحقّ والباطل، ففيها نصر الله المؤمنين نصراً مؤزَّراً، ودحر الله فيها رؤوس الكفر والطغيان، وهزمهم وشتت شملهم، وأذلّ رايتهم بحوله وقوته.

أحداث ما قبل الغزوة

الهجرة وسياسة النبي الحكيمة

هاجر الرسول عليه الصلاة والسلام والذين آمنوا معه إلى المدينة المنورة من أجل تأسيس دولتهم التي سينطلقون منها لنشر الدعوة الإسلامية، وجمع كلمة المسلمين فيها، وفي تلك الفترة اتَّبع الرسول عليه الصلاة والسلام سياسة الحرب الاقتصادية على قريش، فكان يُغيرُ على قوافلهم وأخذ ما فيها بعدما قامت قريش بنهب أموال المسلمين في مكّة ومصادرتها.

أمَر الرسول عليه الصلاة والسلام في إحدى الغارات وكانت تسمَّى بغزوة (ذي العشير) أن يلحقوا بقافلةٍ كان يقودها أبو سفيان، وكانت هذه القافلة متوجِّهةً إلى الشام، فلم يشأ الله سبحانه وتعالى أن يلحق المؤمنون بهذه القافلة، فعادت السِّريَّة أدراجها إلى المدينة منتظرةً هذه القافلة حتى تعود، وعندها يعاودوا الكرَّة للانقضاض عليها.

متابعة قافلة أبي سفيان واستنفار قريش

أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم العيون والرجال المسؤولين في الاستخبار عن هذه القافلة حتى يأتوه بخبرها أين أصبحت وما هو حالها، فرجع الخبر بعد فترة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام بأن القافلة في طريقها إلى مكة، وأنها ستمر من آبار بدر، فجهَّز الرسول عليه الصلاة والسلام الصحابة؛ حيث كان عددهم ثلاثمائةٍ وثلاثة عشر رجلاً، حيث إنّ الفارسين الوحيدين في جيش المسملين كانا الزبير والمقداد رضي الله عنهما، وأمّا الباقي كانوا مشاة، كلُّ ثلاثةٍ من المسلمين يتعاقبون على بعيرٍ واحد.

في هذه الأثناء كان أبو سفيان (قائد القافلة) يستقصي الأخبار ويتحسَّسها من الرُّكبان الذين يلقاهم في الطريق، فعرف بأن النبيَّ عليه الصلاة والسلام قد خرج مع أصحابه لملاقاته وأخذ قافلته، عندها استأجر أبو سفيان رجلاً يُقال له (ضمضم بن عمرو الغفاري) وأرسله إلى قريش ليستنفرهم ويطلب منهم إنقاذ القافلة.

في هذه الأثناء رأت عمَّة الرسول عليه الصلاة والسلام عاتكة بنت عبد المطَّلب رؤيا تُنذر بهذا الشيء، ولكن أبو جهلٍ لعنه الله وجماعةٌ من قريش سخروا منها ولم يصدِّقوها، ولما وصلهم الخبر اليقين، جمعت قريش من كل القبائل الرجال والعتاد إلا قبيلة بني عدي، فجمعوا ألفاً وثلاثمائة مقاتل، وكان منهم مائة فارس، وستمائة درع.

نجاة القافلة

استطاع أبو سفيان بذكائه وحنكته معرفة موقع ومكان جيش المسلمين، فأخذ القافلة وتوجَّه غرباً باتجاه الساحل بعيداً عن بدر، وهكذا نجت القافلة من جيش المسلمين، فأرسل أبو سفيان إلى قريشٍ رجلاً يخبرهم بأن القافلة قد نجت، فهمَّت قريش بالرجوع، ولكن المجرم أبو جهل ردَّهم عن ذلك، وأقنعهم بالمتابعة إلى ملاقاة الرسول وأصحابه وقتالهم، فسمعت قريشٌ لكلامه إلا قبيلة بني زهرة الذين كان يقودهم الأخنس بن شريق عصوه ورجعوا إلى مكة ولم يشهدوا بدراً.

المجلس الاستشاري

كان المسلمون غير مستعدِّين للقاء جيشٍ كبيرٍ بهذا العدد والتِّعداد، ولأنهم كانوا متوقِّعين أن يلقوا قافلةً معها حراسة بسيطة، عندها عقد النبيُّ عليه الصلاة والسلام مجلساً استشارياً مستعجلاً مع أصحابه من المهاجرين والأنصار، وسألهم المشورة حتى يعرف مستوى استعدادهم، وكان جلُّ اهتمام النبي عليه الصلاة والسلام قول الأنصار، فلما سمع من المهاجرين بأنهم معه ولن يرجعوا، أعاد النبيُّ طلب المشورة على الناس حتى يتكلم الأنصار ويسمع رأيهم.

عندها وقف سعد بن معاذ وقال: "والله لكأنَّك تريدنا يا رسول الله"، فقال النبي: "نعم"، فقال معاذ رضي الله عنه: " فقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة؛ فامض يا رسول الله لما أردت؛ فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوًّا غدًا، وإنا لصبرٌ في الحرب صدقٌ في اللقاء، ولعلَّ الله يريك منا ما تقرّ به عينك، فسر بنا على بركة الله"، فعندما سمع الرسول عليه الصلاة والسلام ذلك من سعد بن معاذ، سُرَّ واستبشر بما قاله المهاجرون والأنصار وقال: "سيروا وأبشروا؛ فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين".

أحداثٌ وخطوات قبل الغزوة بقليل

أحداث الغزوة

نهاية الغزوة