فوائد العسل للسكري
العسل
يُعدُّ العسل مادةً ينتجها النحل من رحيق النباتات، ويُستخدم عادةً كمُحلٍّ للطعام، ويمكن أيضاً استخدامه كدواء، ويتم تسويق العسل على أنَّه بديلٌ صحيّ عن السكر؛ ويعود ذلك إلى الفوائد الصحيّة العديدة المرتبطة بتناوله، ومحتواه من مضادات الأكسدة، وقد كان يُستخدم العسل كجزءٍ من الطب الشعبيّ لعدة قرونٍ لعلاج الجروح، والحروق؛ فقد استخدمه المصريون القدماء للجروح، فهو يحتوي على مركباتٍ طبيعيةٍ تقاوم البكتيريا، وتعزز الشفاء، وتحدّ من العدوى، وتخفف من الانتقاخ، ومن الجدير بالذكر أنَّ العسل لديه مدّة صلاحية طويلةٍ، حيث عثر العلماء على أواني عسل ما زالت صالحة للأكل في مقابر مصريةٍ يعود عمرها إلى آلالاف السنين؛ وذلك لرطوبته المنخفضة، وأحماضه القوية، ومركباته المضادة للبكتيريا؛ التي تجعل من المستحيل أن يُفسَد طالما أنّه كان في وعاءٍ مُحكم الإغلاق.[1][2]
فوائد العسل لمرضى السكري
استخدم العسل نظراً لقيمته الغذائية والعلاجية منذ العصور القديمة، وقد تم تأكيد تأثيره علمياً ومع ذلك فإنّه ما زال هناك مثيراً للجدل، حيث إنّه لم يُقبل بشكلٍ جيدٍ في الطب الحديث؛ وخاصةً لمرضى السكري، وكانت الأدلة على العسل والسكري مختلطة، إذ يمكن أن يقلل هذا الغذاء من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب الشائعة بين مرضى السكري من النوع الثاني، فقد يؤدي تناول العسل إلى خفض مستوى الكوليسترول الضار (بالإنجليزيّة: LDL)، والدهون الثلاثية، والالتهابات، ويزيد من مستوى الكوليسترول الجيد (بالإنجليزيّة: HDL).[3][4]
كما أنَّ إدخال العسل الطبيعي غير المعالج في احتياجات السعرات الحرارية الكليّة للمريض لن يرفع مستويات السكر في الدم، ففي بعض الدراسات تم ربط العسل بإنقاص الوزن، وتحسين مستويات الدهون في الدم، ومستويات الكوليسترول بشكلٍ طفيف، وقد تبيّن أنَّ له تأثيراً مضاداً للالتهابات، وللأكسدة، ومع ذلك فإنّ تناول المحلّي الرئيسي في العسل وهو الفركتوز بشكل يزيد عن 50 غراماً في اليوم يمكن أن يرفع من مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى تغير في مستويات الدهون في الدم بشكلٍ سلبيّ، بالإضافة إلى أنَّ أكثر فوائد العسل بالنسبة لمرضى السكري قد تكون فقط لنكهته المركزة مما يعني أنّه يمكن إضافة القليل منه للحصول على الطعم دون خسارته، لكن تجدر الإشارة إلى العسل على الرغم من الفوائد الصحية المحتملة المرتبطة به إلا أنّه كغيره من السكريات المضاف يُوصى الحد عن استهلاك ملعقتين كبيرتين من العسل بالنسبة للنساء و3 ملاعق رجال آخر لمرضى السكري.[5][6][7]
وأجريت تجربةٌ أخرى لدراسة تأثير العسل الطبيعي على وزن الجسم وبعض مؤشرات الدم الحيوية والكيميائية لمرضى السكري، فتم تقسيم 48 مريض سكري من النوع الثاني عشوائياً إلى مجموعتين؛ فاستهلكت إحدى المجموعتين العسل عن طريق الفم مدة 8 أسابيع، إلا أنَّ النتائج لم تتضمن اختلافاتٌ كثيرةٌ في سكر الدم الصيامي بين المجموعتين، ولكن المجموعة التي تناولت العسل قد انخفض الوزن لديهم، والكوليسترول الكليّ، والكوليسترول الدهني منخفض الكثافة، والدهون الثلاثية، وزاد الكوليسترول عالي الكثافة، إلا أنّ مستويات السكر التراكمي في هذه المجموعة زادت بشكلٍ ملحوظٍ؛ لذلك يُنصح بالحذر عند استهلاك العسل من قِبَل هؤلاء المرضى.[8]
بالإضافة إلى أنَّ هناك دراسة قامت بالتحقق من دور العسل على مرضى السكري، وتم البحث في هذه الدراسة في الدراسات النموذجية، والسريرية، والبشرية، والحيوانية على العسل ومرض السكري، ووجدت أنَّ العسل يقلل من سكر الدم الصيامي، ويحتوي على مؤشر جلايسيمي منخفض، كما كانت ذروة مؤشر الزيادة لدى مرضى السكري منخفضة، ولكن لا يزال استخدام العسل لمرضى السكري يحتاج إلى المزيد من الدراسات ذات عيناتٍ أكبر للوصول إلى استنتاجات أفضل.[3] وفي الخلاصة قد يكون العسل مُحلّياً أفضل من السكر لمرضى السكري، ولكن يجب محاولة الحد من كمية جميع المحليات المضافة إلى النظام الغذائي؛ بما في ذلك العسل، ويجب التأكد من إحصاء هذه الكربوهيدرات المضافة في النظام الغذائي المحدد.[9]
فوائد العسل بشكلٍ عام
يمكن أن يساهم العسل في العديد من الفوائد الصحية في الجسم، ومن أهمها ما يأتي:[10]
- علاج الجروح والحروق.
- علاج السعال والتهاب الحلق.
- الحفاظ على صحة الجلد.
- الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
- تعزيز الأداء البدني للرياضيين.
- تقليل الحكة الناتجة عن لدغ البعوض.
القيمة الغذائية للعسل
يوضح الجدول الآتي العناصر الغذائية الموجودة في ملعقةٍ صغيرةٍ؛ أي ما يُعادل 21 غراماً من العسل:[11]
الفرق بين العسل والسكر
يُحلل الجسم جميع الأطعمة المُتناولة إلى سكريّاتٍ بسيطةٍ؛ مثل: الجلوكوز؛ الذي يستخدم كطاقة، ويتكون السكر من 50% من الجلوكوز، و50% من الفركتوز؛ الذي يُعدُّ نوعاً من السكر يتم تكسيره بواسطة الكبد، بينما يتكوّن العسل في الغالب أيضاً من السكر، ولكنّه يحتوي على 30% فقط من الجلوكوز، و40% من الفركتوز، كما يحتوي على سكرياتٍ أخرى، وعناصر زهيدة يلتقطها النحل أثناء تلقيح النباتات، التي قد تكون مفيدةُ للأشخاص الذين يعانون من الحساسية، ويُعتبر العسل الطبيعي كالسكر؛ إذ يحتوي على الكربوهيدرات والسعرات الحرارية، إلا أنَّ العسل يمتلك سعراتً حراريةً أعلى؛ وذلك لكونه أكثر كثافةً، وأثقل وزناً، وذو طعمٍ حلوٍ جداً؛ ولذلك فإنَّ معظم الناس يستهلكون فقط ما بين 1-2 ملعقةٍ صغيرةٍ في المرةِ الواحدةِ.[7][12]
وهناك فرقٌ كبيرٌ آخر بين العسل والسكر في كيفية هضم الجسم لهما؛ إذ إنّ تحلل العسل في الجسم عبر الإنزيمات الموجودة بالأصل في العسل، بينما يتطلب السكر إنزيمات من الجسم لتحلله، ومن الجدير بالذكر أنَّ المؤشر الجلايسيمي (بالإنجليزيّة: Glycemic Index) للعسل يُقارب 55؛ وهو يعتبرٌ مؤشراً منخفضاً، بينما يكون للسكر تقريباً 65، ولا تسبب الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض سوى زياداتٍ قليلةٍ في نسبة السكر في الدم، وبالتالي فإنّها تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.[12]
المراجع
- ↑ Rachael Link (22-1-2019), "Is Honey Good for You, or Bad?"، www.healthline.com, Retrieved 9-3-2019. Edited.
- ↑ Kathleen Zelman (25-5-2018), "All About Honey"، www.webmd.com, Retrieved 9-3-2019. Edited.
- ^ أ ب Meo SA, Ansari MJ, Sattar K, and others (11-1-2017), "Honey and diabetes mellitus: Obstacles and challenges - Road to be repaired."، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 27-2-2019. Edited.
- ↑ Kris Gunnars (5-9-2018), "10 Surprising Health Benefits of Honey"، www.healthline.com, Retrieved 27-2-2019. Edited.
- ↑ Asquel Getaneh (3-2-2010), "A Taste of Honey"، www.everydayhealth.com, Retrieved 27-2-2019. Edited.
- ↑ "HONEY", www.webmd.com, Retrieved 27-2-2019. Edited.
- ^ أ ب Juliann Schaeffer (31-10-2017), "Honey vs. Granulated Sugar: Which Sweetener’s Better for Diabetes?"، www.healthline.com, Retrieved 27-2-2019.
- ↑ Bahrami M, Ataie-Jafari A, Hosseini S and others, "Effects of natural honey consumption in diabetic patients: an 8-week randomized clinical trial."، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 27-2-2019. Edited.
- ↑ Stacey Hugues (25-6-2018), "Is Honey or Sugar Better for People With Diabetes?"، www.verywellhealth.com, Retrieved 27-2-2019. Edited.
- ↑ Birgit Ottermann (2-7-2013), "The health benefits of honey"، www.health24.com, Retrieved 9-3-2019. Edited.
- ↑ "Basic Report: 19296, Honey", www.ndb.nal.usda.gov, Retrieved 27-2-2019. Edited.
- ^ أ ب Lana Barhum (28-5-2017), "Can people with type 2 diabetes eat honey?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 27-2-2019. Edited.