ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ما يُؤكّد به أنّ أفضل الإنفاق ما ينفقه الرجل على أهل بيته، ذلك أنّ الإسلام أوجب على الرجل أن ينفق على أهل بيته فكان ذلك لزاماً عليه، وإنّ الأدلة على وجوب إنفاق الرجل على زوجته وأبنائه عديدةٌ واردةٌ في القرآن الكريم والسنّة الشريفة، فلذلك كان أفضل الإنفاق ما خرج لوجوبه وإلزامه، ثمّ يكون الفضل فيما خرج على وجه التطوّع.[1][2]
لم يجعل الإسلام إنفاق الرجل على أهل بيته واجباً وحسب، إنّما عدّ الإخلال بهذه النفقة والتقتير على الأهل مع القدرة من أعظم الذنوب على الرجل، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (كفَى بالمرءِ إثماً أن يُضيعَ من يقوتُ)،[3] فإنّما كان الأبناء أمانةً في عنق من يعولهم، فلا يحقّ له أن يُقصّر بالإنفاق عليهم بخلاً أو تقتيراً أو بسبب مشاكلٍ زوجيّةٍ مع أمّهم، فيؤثّر ذلك على تربيتهم وحسن تنشئتهم، ولقد شرع الإسلام للزوجة أن تأخذ من مال زوجها دون علمها ضمن حدودٍ مُعيّنةٍ إذا قصّر بحقوقها وحقوق أبنائها.[4]
ذكر العلماء أنّ نفقة الوالد على ولده واجبةٌ طالما أنّه صغيرٌ غير قادرٍ على الكسب والعمل، ويبقى الأمر بالوجوب حتى لو كان قادراً على الكسب لكنّه منشغلٌ بطلب العلم، إذ إنّ من واجبات الوالد الغنيّ أن يُنفق على ولده ليُكمل تعليمه، وكذلك يجب على الوالد أن ينفق على ابنته حتى تتزوّج، وعلى ابنه العاجز مهما تقدّم به العمر، ويسقط من ذلك الوجوب على من بلغ الحلم من الأبناء وكان قادراً على الكسب لوحده، فحينئذٍ يخرج من دائرة وجوب النفقة على الوالد.[5][6]