أفضل التخصصات الجامعية
التخصصات الجامعيّة
التخصص في اللغة هو من الفعل خصَصَ، فيُقال خصّه بالشيء أي أفرده فيه دون غيره.[1] والتخصص الدراسي هو ما يقع عليه اختيار الطالب عندما يصل إلى مرحلة الدراسة الجامعية، وهذا الاختيار يجب أن يكون مدروساً بشكل جيد بحيث يلائم ميول الطالب، وقدراته الذاتية، وطموحاته المستقبلية، لأنه يحدد في ما بعد مسار حياته العلمية والعملية.[2] وتبدأ مرحلة اختيار التخصص الجامعي بعد إنهاء الطالب آخر مرحلة في المدرسة بنجاح وهي المرحلة الثانوية، وتوصف بأنها مرحلة صعبة وتملؤها الحيرة، ويمكن أن يحدث فيها خلط بين الإعجاب بالتخصص والرغبة في دراسته، وهنا يُمكن أن يُحدّد الفرق عبر إجابة الطالب عن أسباب رغبته في دراسة التخصص. وتجدر الإشارة إلى عامل مهم في اختيار التخصص الجامعي، وهو القدرة على دراسته؛ فالرغبة وحدها لا تكفي ولكنها تشكل حافزاً مهمّاً لنجاح الطالب في تخصصه. ويجب على الطالب أن يفكر أيضا بالفرصة المتاحة له بعد إنهاء دراسته، وتعني إمكانية الحصول على وظيفةٍ مع الأخذ بعين الاعتبار العائد المادي كذلك، وفي كثير من المجتمعات يؤثر مفهوم السمعة والتقدير الاجتماعي على اختيار التخصص، ويغلب ذلك في التخصصات الطبية والهندسية.[3]
ويجب أن يكون الأهل شركاء أبنائهم في النجاح، حيث إن لهم دورٌ كبيرٌ في اختيار التخصص. ويجب أن يأخذ دورهم طابع التوجيه والإرشاد، وأن يبتعدوا عن إرغام الطالب على دراسة تخصصٍ ما بهدف تقليد أحد الأقارب أو الأب أو الأصدقاء؛ لأن ذلك سوف يؤدي في النهاية إلى تدني التحصيل الدراسي، والتّشتت، وفقدان الثقة بالنفس، وبالتالي الرسوب والفشل، أو تغيير التخصّص، وتضييع الوقت.[4]
أفضل تخصص جامعي
يمكن القول إنه لا يوجد تخصص جامعي أفضل من غيره، وذلك لأن تحديد التخصص الذي سوف يختاره الطالب يعتمد على درجة تحصيله وقدراته، حيث إن هناك تخصصات يغلب عليها طابع الحفظ، وتخصصات أخرى تحتاج إلى التفكير والإبداع. ويجب التفكير باحتياجات سوق العمل وهل سيحصل الطالب على وظيفةٍ بعد التخرج أم أنه سيصبح عاطلاً عن العمل، ومن الملاحظ أنّ سوق العمل أصبح مليئاً بالأطباء والمهندسين من كافة الأفرع، وهناك تخصصاتٌ أصبحت مرغوبةً وتشهدُ إقبالاً من الطلبة في الوقت الحالي مثل التسويق الإلكتروني، وتخصصات إدارة الأعمال بكافة فروعها.[5]
ورغم الجهود التي تُبذل من أجل زيادة خريجي التخصّصات العلمية، إلا أنه هناك عدم اهتمامٍ ملحوظٍ في التخصّصات التي لها علاقة بالعلوم الاجتماعية والإنسانية في البلاد العربية، حيث إننا نرى العناية التي توليها البلاد المتقدمة لمثل هذه التخصصات، وهذا ما يُفسر وجود الكثير من مراكز الأبحاث والدراسات فيها. وتشتمل هذه العلوم على علوم الاجتماع، والجغرافيا، والتاريخ، والآثار، والاقتصاد، والآداب، والإعلام، وترجع أهمية العلوم الإنسانية إلى دورها في بناء فكر الإنسان وثقافته، لأنها تساعد على فهم المجتمع بقضاياه وخصائصه، كما أنها تُعنى بالقيم، والتراث الفكري والثقافي له، وكثيرٌ من القضايا الإنسانية والتنموية لا يمكن فهمها إلا عن طريق البحوث التي يهتم بدراستها تخصص العلوم الإنسانية. وقد أدّى عدم تفعيل هذه التخصصات إلى تزايد الأزمات في المجتمع، وظهور النزعات بمختلف أشكالها وانتشار الإرهاب. ومن هنا تظهر الأهمية الكبيرة لإنشاء مراكز الأبحاث وإعداد الباحثين والعلماء المتخصصين في علوم الإجتماع، وإمدادهم بالدعم المادي الكافي من الدولة، وإعطاء التخصصات التي تهتم بالعلوم الاجتماعية أهميةً كبيرةً كغيرها من باقي التخصصات التي تُدرّس في الجامعات.[6]
نصائح لاختيار التخصص الجامعي
اختيار التخصص الجامعي أمرٌ في غاية الأهمية بالنسبة للطالب لذلك هناك أمور يجب الاهتمام بها عند مرحلة اختيار التخصص. ومن الأمور التي ينصح بها الطالب عند اختيار تخصصه الجامعي الآتي:[7][8]
- مراعاة الطالب لقدراته، وميوله، ورغباته، وطبيعة شخصيته، والأمور التي يُبدع فيها عند اختياره لتخصصه الجامعي.
- تجنب تقليد أفراد العائلة أو أي أفراد آخرين، إذ إنه ليس بالضرورة أن يدرس الطالب التخصص الذي درسه أحد أفراد الأسرة، أو الأقارب، والأصدقاء.
- تجنّب الاهتمام بما يقوله الناس، لأن ذلك من الممكن أن يضلّل الطالب عند اتخاذ القرار بشأن دراسته الجامعية.
- البحث والتحري في سوق العمل، وعلى الطالب أن يفكر في مستقبل التخصص الذي يريده من حيث فرصة الحصول على عمل، وليس فقط مجرد التفكير بالاستمتاع في دراسته.
- يجب أن يكون تدخل الأهل هادفاً إلى الإرشاد والمساعدة، وليس الإجبار على تخصص معين.
- يجب على الطالب أن يدرك أن حبه لأستاذ مادة ما في المرحلة الدراسية لا يعني أنه يجب أن يختار هذه المادة كتخصص جامعي؛ فقد تكون غير ملائمة له، كما يجب التنبّه فيما إذا كان الطالب يبغض معلماً ما أثناء المرحلة الدراسية، فعليه ألّا يجعل ذلك يؤثر على اختياره لمادة ذلك المعلم تخصصاً جامعياً، فقد تكون تناسبه.
هناك تقسيمات يمكن أن تساعد الطالب على اختيار التخصص المناسب له، وتعتمد على قدرته على التعامل مع مفهوم معين، فإذا كان الطالب يميل إلى التعامل مع الأرقام فعليه أن يفكر في تخصصات الرياضيات، أما إذا كان يميل إلى الدراسات التي تهتم بالإنسان فهناك تخصصات علم النفس والاجتماع وما يتفرّع منها، ويمكنه أن يتّجه الى تخصصات اللغة العربية، والأجنبية، والصحافة، والمكتبات إذا كان مهتمّاً بالكلمة، أما تخصصات الصيدلة، والكيمياء، وهندسة المواد، فيدرسها الطلاب الذين في مقدورهم التعامل مع المادة، والطالب الذي يمتلك القدرة على التعامل مع الآلة ويحب الابتكارات والاختراعات فيتجه إلى الحاسوب، والفيزياء، والهندسات التي تهتم في التعامل مع الآلات مثل هندسة الحاسبات، والهندسة الصناعية، وتقنية تحلية المياه، وهناك تخصّصات الجغرافيا، وعلوم الأرض، والأحياء، والأرصاد، التي تهتم بالطبيعة، أو التخصّصات الطبية مثل الطب، وطب الأسنان، والتمريض والعلاج الطبيعي، والغذاء، والتغذية للطالب الذي له ميول في الصحة، كما يمكن دراسة تخصصات الإدارة بفروعها مثل إدارة الأعمال، والعلوم السياسية للطالب الذي له القدرة على التعامل مع الأنظمة، و له اهتمام في السياسة، وهذا التقسيم هو تقسيمٌ تقريبيٌ لمساعدة الطالب على اختيار تخصصه الذي بإمكانه الرجوع إلى الجامعة والتعرف على الكليات فيها بمختلف تخصصاتها.[9]
المراجع
- ↑ نیلي سعیدة (2016)، دور المحددات الأسرية في اختيار الطالب للتخصص الجامعي، الجزائر: جامعة قاصدي مرباح – ورقلة-، صفحة 23. بتصرّف.
- ↑ الطيب أسماء، زروقي خيرة، ميدان العلوم الاجتماعية ، صفحة 11. بتصرّف.
- ↑ أسامة حيان (2017-10-7)، "تفاصيل مرحلة اختيار التخصص الدراسي"، www.blogs.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-1-27. بتصرّف.
- ↑ "لتخصص الجامعي.. بين رغبات الاهل وقدرات الابناء!"، www.yunn.yu.edu.jo، 2010-12-29، اطّلع عليه بتاريخ 2018-1-27. بتصرّف.
- ↑ تالا أيوب (2013-8-14)، "كيف تحدد تخصصك الجامعي"، الرأي. بتصرّف.
- ↑ أ. د. رشود بن محمد الخريف(2007-9-12)، "لماذا الاهتمام بالعلوم الاجتماعية والإنسانية؟"، الرياض،العدد 14324. بتصرّف.
- ↑ أكرم عوض الله، "تغريدات من كتاب كيف تختار تخصصك الجامعي ؟"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-1-27. بتصرّف.
- ↑ أ. شروق الجبوري (2017-5-24)، "محتار في اختيار التخصص الجامعي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-1-27. بتصرّف.
- ↑ أ.عائشة الحكمي (2009-12-29)، "كيف أختار تخصصي الجامعي؟"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-1-27.