مُيّز الإنسان على بقيّة الكائنات الحيّة بالعقل، ولأجله حُمّل الأمانة، وصار مسؤولاً عن أفعاله وتصرّفاته. وتبع ذلك أنْ أصبحت المعرفة ضرورة لا غنى عنها لكي نُحسن التعامل مع مدخلات الحياة المختلفة، وننجح في حياتنا: أُسريّاً، وأكاديميّاً، ومهنيّاً، وفي هذا المقال سنتعرّف إلى بعض النصائح لزيادة كفاءتنا في تحصيل هذه المعرفة، وتقليل شعورنا بالملل، وبالتحديد خلال المذاكرة الأكاديميّة للمدرسة أو الجامعة.
ينبغي أن يتم تخصيص مساحة معينة للإنجاز، وباختلاف الظروف فإنّ المنزل يبقى الخيار الأفضل، ويجب أن يكون المكان بعيداً عن الضوضاء والاجتماعات العائلية، وبالتأكيد عليه أن يكون مريحاً ودافئاً والتهوية فيه جيدة، بالإضافة لذلك فإنّ تقليل الفوضى في البيئة المحيطة بالدراسة تزيد من قدرة الدماغ على التركيز، لذا حاول أن تكون مساحة المكتب مناسبة لما تريد إنجازه، وأن تكون الكتب والأوراق منظّمة بطريقة تُسهّل الوصول لها أثناء الدراسة.[1]
من زاوية أخرى، يحبّذ أن يكون المكان مضاءً بأشعة الشمس، فقد أثبتت الدراسات العلمية أنّ أداء المهمّات تحت ضوء الشمس، تزيد من يقظة الإنسان في الوقت ما بعد الظهيرة، وبالتالي تزداد إنتاجيته اليومية، ويكون أداؤه أفضل في المهارات الادراكية من مثل: الربط المنطقي، والذاكرة، والانتباه،[2] لكن ينبغي الانتباه إلى ترتيب مكان المذاكرة بحيث لا تصل الأشعة بطريقة مباشرة للعين فتؤذيها أو تؤلمها، وبالضرورة هذا سيجعل فعالية الدراسة أقل، فمثلاً في أثناء القراءة، من المفيد أن تكون الإضاءة خلف الشخص، حتى تتشتت الأشعة وتتوزّع بدلاً من أن تتوجه للعين مباشرة.[3]
بدلاً من استخدام الطاقة الذهنية في المذاكرة، فقد يضيع جزءٌ كبير منها ويتبدد في التفكير بأمور ثانوية ومرهقة، من مثل التفكير بالمواقف السيئة التي حدثت، أو المتوقع حدوثها، لذا يجب التركيز على تجنّب هذه الأفكار وقطعها قدر المستطاع، حتى لا تستهلك طاقتنا بلا فائدة تذكر.[2]
مع أنّ الدماغ يشكّل ما نسبته 2% من حجم الجسم كاملاً، إلا أنّه يستهلك قرابة 20% من الطاقة يوميّاً، لذلك من الضروري الحفاظ على مستويات عالية من الطاقة أثناء القيام بالمهمات التي تتطلب جهداً ذهنيا من مثل المذاكرة. وأفضل ما ينصح به هنا الأطعمة التي تحافظ على نسبة سكر قليل في الدم بعد تناولها (حسب مؤشر IG)، وذلك من مثل: الشوفان، والمكسّرات، والألبان قليلة الدسم، والشوربات، والسلطة، والفواكه بشكل عام أمّا الأنواع الأخرى من الطعام من مثل: البيتزا، والبرجر، والشوكولاتة، ورقائق البطاطس، فلها تأثير عكسي لأنّها ترفع وتحطّم مستويات الط،اقة بسرعة نفسها، مما يسبب الشعور بالنعاس والتعب.[2]
ترفع التمارين الرياضية القدرة التعلّمية للأفراد، إذ تزيد من كفاءة الذاكرة طويلة المدى، وترفع القدرة على التركيز والتيقّظ، لكن يجب اختيار التمارين بحذر بحيث يتناسب مستوى صعوبتها مع قدرة الشخص نفسه.[2]
بدلاً من تكرار المادة وإعادتها بطريقة مملة يمكن تحويل موضوع الدراسة للعبة مسلية، سواءً مع الشخص نفسه أو مع الأصدقاء، إذ مما لا شكّ فيه أنّنا نتعلّم بشكل أفضل عبر الألعاب، من مثل الأحاجي والأسئلة القصيرة، أو حتّى عمل مسرحية بسيطة لتمثيل الأدوار المطروحة في المادة الدراسية، سيّما في موادّ التاريخ والآداب والدراسات المسرحية، وعلى الرغم من أنّ صناعة اللعبة نفسها قد تكون أطول من عملية المذاكرة، إلّا أنّها تربط فهم الطالب بطريقة ممتعة وممكنة أكثر من الوسائل التقليدية.[4]
يحدث مع بعض الطلّاب أحياناً أنّهم يقضون وقتاً طويلاً في الدراسة، لكنّ ذلك لا ينعكس على أدائهم، ويفاجؤوا عندما يستلمون درجات الامتحانات. سنذكر هنا بعض العادات السيّئة التي تؤثّر على جودة الدراسة بالرغم من طول المدّة:[5]