شخصية الرسول محمد طب 21 الشاملة

شخصية الرسول محمد طب 21 الشاملة

الأنبياء والرسل عليهم السلام

خلق الله البشر وأرسل إليهم ألانبياء والرسل، وأيّدهم بالمعجزات لتكون آية على صدق ما يدعون إليه، وحُجّة على الناس حتى لا يقول قائل من النّاس لم يأتنا نذير ولا رسول ليدُلّنا على الخير وينهانا عن الشّر، كما أنّ عقول البشر مهما بلغت من الذكاء وحسن الإدارة تبقى عاجزةً عن التنظيم العام بما يصلح الأمة بكاملها، بحيث لا يكون هناك ظلم لأي أحد من الناس، وليجمعوا الناس على دينٍ واحدٍ، ورجلٍ واحدٍ يدلّهم على ما أمر الله به من الخير، وينهاهم عمّا فيه شر لهم، فاصطفى الله لهذه المهمة الرجال الأقوياء أهل الحضارة، والأخلاق، الذين يستطيعون حمل أعباء الدعوة، وتحمّل مكائد الكفّار، والصبر على أذاهم، كما قال الله تعالى: (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)،[١] فالأنبياء والرسل هم خير البشر اصطفاهم الله ليبلّغوا رسالته ويدعوا الناس لتوحيده وينذروهم من الشرك والكفر والعصيان، وكان خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- أعظم الناس أخلاقاً، كما قال الله -تعالى- واصفاً خُلق الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ).[٢][٣]

شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم

الرحمة

كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أرحم الناس بالناس، كما قال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)،[٤] حيث إنّ رسالة الإسلام جاءت رحمةً للبشرية وإنقاذاً للناس من ظلمات الشرك، ومن صور رحمة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه ما خيّر بين أمرين إلّا اختار أيسرهما ما لم يكن فيه إثم، وذلك رحمةً بأمته لأنّها ستقتدي به من بعده، وكان يكره ما يشقّ على المسلمين ويُتعبهم كأن المشقة واقعة عليه، كما قال الله تعالى: (لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ)،[٥] بالإضافة إلى أنّه كان يحثّ أصحابه على قضاء دين من أفلس، أو مَن خسر في تجارته، ففي يوم من الأيام أُصيب رجل في ثمارٍ ابتاعها، فكثر دَينُه فأمرهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالصدقة عليه فتصدّق الناس عليه، فلم يبلغ ذلك وفاء دَينِه، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لغرمائه: (خذوا ما وجدتُم، وليس لكم إلّا ذلك)،[٦] وبعد أن فتح الله على المسلمين وأصبح بيت المال عامراً بأموال الفيء والغنائم، أصبح رسول الله يكفل سداد دين الصحابة من بيت مال المسلمين، وكان يقول : (ما من مؤمنٍ إلّا وأنا أولى به في الدنيا والآخرةِ، اقرؤوا إن شئتم : النبيُّ أولى بالمؤمنينَ من أنفسِهم، فأيّما مؤمنٍ مات وترك مالاً فليرثه عصبتُه من كانوا، ومن ترك دَيناً أو ضَياعاً فليأتني، فأنا مولاه)،[٧] بل إنّ رحمة الرسول تعدّت البشر لتعُم الحيوانات أيضاً كما حدث مع الطائر الذي اشتكى فقدان فراخه، فأمر رسول الله أصحابه بإعادتها إلى الطائر.[٨]

التواضع

كان رسول الله مثالاً يُقتدى به في التواضع، والمواقف التي تدلّ على ذلك كثيرة، منها:[٩]

العدل

بلغ عزّ المسلمين وحكمهم إلى ما وصل إليه بفضل عدلهم، فالعدل أساس الملك، وكان من أهمّ ما يميّز شخصية رسول الله عدله المطلق، وفيما يأتي بعض الأمثلة على عدله:[١٠]

المراجع

  1. ↑ سورة الحج، آية: 75.
  2. ↑ سورة القلم، آية: 4.
  3. ↑ "حكمة إرسال الرسل"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2018. بتصرّف.
  4. ↑ سورة الأنبياء، آية: 107.
  5. ↑ سورة التوبة، آية: 128.
  6. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1556، صحيح.
  7. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2399، صحيح.
  8. ↑ "من مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2018. بتصرّف.
  9. ↑ الملا علي القاري، كتاب جمع الوسائل في شرح الشمائل، صفحة 128-130، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2018. بتصرّف.
  10. ↑ "العدل في حياة رسول الله"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2018. بتصرّف.
  11. ↑ سورة آل عمران، آية: 77.
  12. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، الصفحة أو الرقم: 1430، صحيح.