-

خصائص الشعر المهجري

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

التأمل

يُعدّ التأمّل من أهم خصائص الشعر المهجري، وذلك لأنّ شعراء المهجر حللوا النفس الإنسانية بعمق ووصفوها بدقة، وذلك رغبةً في تحقيق مثل عليا خالدة والكشف عن أسرار الحياة، والتأمّل من أبرز ميزات الشعر المهجري الشمالي، ومنها قول الشاعر نسيب عريضة:[1]

يا نفس مالك والأنين تتألمين وتؤلمين

عذبت قلبي بالحنين وكتمته ما تقصدين

وأبيت يا نفس المنام أفأنت وحدك تشعرين

محاورة الطبيعة

من ميزات الشعر المهجري الامتزاج بالطبيعة ومحاورتها ومحاولة بث الحياة فيها، بحيث يُسقط الشعراء المهجريون ما في أنفسهم من مشاعر مختلطة كالفرح والقلق والخوف في شعرهم، فيملؤون نفوسهم المتعبة بالراحة والسعادة بابتعادهم عن صخب المدينة،[1]،فالغاب بالنسبة لأدباء المهجر بشكل عام يُعدّ رمزًا للحب الصادق لوطنهم البعيد، وهو نقيض حياة القصور، ويشتمل على الطبيعة المقدسة، وهو بالنسبة لهم رمز العودة للحياة العربية البسيطة الصادقة، لهذا كانوا ينظرون إلى الغاب بأنه معلم فاضل، ومن أراد تهذيب نفسه فهو أفضل طريق.[2]

الابتعاد عن أسلوب المخاطبة المباشرة

يتميز الشعر المهجري بالاعتماد على الهمس، والابتعاد عن الخطاب المباشر في التعبير، وهذا يجعل المعنى يتسرب إلى نفس المتلقّي بسهولة ويُسر.[1]

الحنين للوطن

يُعبّر الشعراء المهجريون عن حنينهم إلى وطنهم بالشعر، ويصفون تجربتهم الذاتية في هذا ومقدار الحس الذي يعتريهم، ويلجؤون إلى الشعر كي يعبّروا عن خلجاتهم النفسية تجاه أوطانهم، وشغفهم الكبير إلى لقائها، وربما يُعدّ هذا حنينٌ ناتجٌ عن الروح العربية والحياة البدوية الأصيلة،[2]ولهذا يكثر في الشعر المهجري الحنين للوطن والدفاع عن كل ما يتعلق به من قضايا، وذلك باعتبار أن الشعراء هو جزء من كيان الوطن، وهذا يجعل الحنين للوطن سمة أساسية في قصائد الشعر المهجري الشمالي والجنوبي، ويعود هذا لأسبابٍ عدة مثل:[1]

  • تجربتهم للغربة بكل ما تحمله من معاني مثيرة للحنين.
  • فيض المشاعر الجيّاشة لديهم والتي تدفعهم للتغنّي بجمال الوطن.
  • الافتقاد لروحانية الشرق وعاطفته.

اشتماله على النزعة الإنسانية الشاملة

يشتمل الشعر المهجري على نزعه إنسانية،[3]مثله مثل باقي أنواع الأدب المهجري، فالنزعة الإنسانية في الشعر المهجري تتركز حول الخير والحب، ونُصرة المظلومين،[2]وأهم ما تشتمل عليه هذه النزعة الإنسانية ما يأتي:[1]

  • الرغبة المطلقة بالخير لجميع المخلوقات.
  • نشر المثل العليا والمبادئ السامية بين الناس.
  • الدعوة إلى إقامة جامعة إنسانية، حيث دعا إليها جبران خليل جبران.

التحرر التام من قيود القديم

من أهم مميزات الشعر المهجري هو تحرر شعرائه بشكل تام من القيود.[3]

الأسلوب الفني والطابع الشخصي المتميز

يتميز الشعر المهجري بأسلوب فني متميز، يُضفي عليه الشعراء المهجريون طابعهم الشخصي، حيث يتميز شعرهم بالغنائية الرقيقة وبراعة التصوير والوصف.[3]

التّشاؤم

البعد عن الوطن والاضطرابات الناتجة عن الغربة، تبعث اليأس في القلب، لهذا فإنَّ الشعراء المهجريون كانوا يشعرون باليأس والقلق النفسي والتشاؤم الذي يظهر في شعرهم، وكانوا ينظرون للحضارة الغربية والحياة المدنية نظرة تشاؤمية، لكن في الوقت نفسه لا يعني هذا موت التفاؤل عندهم، فالبعض منهم مثل: إيليا أبو ماضي، كان متأثرًا بالنزعة الرومانسية على الرغم من احتفاظه بنظرة سلبية أيضًا، وجبران خليل جبران أيضًا كان من أصحاب النزعة الرومانسية الذي يحاول دومًا أن يُبعد عن نفسه التشاؤم.[2]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "ما الخصائص الموضوعية للمهجر؟"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث مريم عزيز خاني (16-1-2014)، "المهجري ومدارسه وشعرائه"، www.diwanalarab.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت مروان الجنزير، "شعراء المهجر.. ودورهم في تجديد الشعر العربي"، www.faculty.mu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2018. بتصرّف.