-

صفات السيدة عائشة أم المؤمنين

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

السيدة عائشة أم المؤمنين

هي عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهو عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن فهر بن مالك بن كنانة، وأم عائشة هي أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن وهبان بن حارث بن غنم بن مالك بن كنانة، وبناءً على ما سبق فإنّ عائشة تلتقي مع الرسول عليه الصلاة والسلام من جهة أبيها في الجد السابع، كما تلتقي معه من جهة أمها في الجد الحادي أو الثاني عشر، وكان مولد عائشة بعد أربع سنوات من بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام، نشأت في ظلّ أبيها وأمّها الكريمين المؤمنين.[1]

صفات السيدة عائشة أم المؤمنين

اتّصفت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما بالعديد من الأخلاق الكريمة الحسنة التي حثّ عليها الإسلام، مما جعلها مثالاً يُحتذى بها للمرأة المسلمة، وفيما يأتي بيان بعض الصفات التي تخلّق بها عائشة رضي الله عنها:[2]

  • اتّصفت أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها بكرمها وجودها الذي جعل منها كريمةً سخيّةً زاهدة، وممّا يدل على ذلك ما أخرجه ابن سعد عن أم درة أنها قالت ما كان من السيدة عائشة رضي الله عنها عندما ذهبت إليها بمئة ألف، حيث قامت عائشة بتفريقها وتوزيعها دون أن تُبقي منها شيئاً تُفطر عليه يث كانت صائمة يومها.
  • كانت عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما صاحبة علم غزير، حتى إنّ كبار الصحابة كانوا يسألونها عن المواريث، فقد قال عطاء بن أبي رباح: (كانت عائشة رضي الله عنها من أفقه الناس، وأحسن الناس رأياً في العامة)، كما قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: (ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديثاً قَطُّ، فسألنا عنه عائشة -رضي الله عنها- إلا وجدنا عندها منه علماً)، وقال عروة بن الزبير بن العوام: (ما رأيت أحداً أعلم بالحلال والحرام، والعلم، والشعر، والطبّ من عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها).
  • كانت عائشة رضي الله عنها ذات مكانة خاصة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وممّا يدل على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (كمُلَ منَ الرِّجالِ كثيرٌ ، ولم يكمل منَ النِّساءِ إلَّا مريمُ بنتُ عمرانَ، وآسيةُ امرأةُ فرعونَ، وفضلُ عائشةَ على النِّساءِ كفضلِ الثَّريدِ على سائرِ الطَّعامِ)،[3] كما روى البخاري أيضاً مما يبيّن مكانة عائشة عند الرسول عليه السلام: (أنّ الناسَ كانوا يتحَرَّونَ بهداياهم يومَ عائشةَ، يبتَغونَ بها، أو يبتَغونَ بذلك مَرْضاةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم)،[4] كما أنّ جبريل عليه السلام أقرأ السلام لعائشة رضي الله عنها.
  • اشتهرت أمّ المؤمنين عائشة بنت الصديق بعلمها الغزير الوافر، فرغم انتقال الخلافة الإسلامية من المدينة إلى الكوفة ثمّ إلى دمشق، إلّا أنّ مكانة المدينة المنورة وأهميتها في نقل العلم بقيت محوظة، فكانت المدينة المنورة منارة للمدارس العلمية والدينية؛ حيث قام عليها كلٌّ من أبي هريرة، وعبد الله بن عباس، وزيد بن ثابت، وغيرهم من أعلام الصحابة رضي الله عنهم، إلّا أن المدرسة التي انطلقت من المسجد النبويّ كانت من أعظم المدارس على الإطلاق، والتي كانت تقام بالقرب من حجرة عائشة رضي الله عنها، وكانت هي من تُلقي العلم على المتعلّمين.

مواقف من حياة السيدة عائشة

شهدت حياة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما العديد من المواقف والمشاهد، وفيما يأتي ذكر البعض منها:[5]

  • أطلق على أمّ المؤمين عائشة رضي الله عنها العديد من الألقاب، فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يناديها قائلاً: عائش، حباً لها، وبياناً لمكانتها المميزة في قلبه، كما أنّه ناداها: حميراء، لطفاً وحباً منه لها، ويقصد من الحميراء أي البيضاء، حيث إنّ العرب كانوا يطلقون على الأبيض أحمر؛ وذلك بسبب غلبة السمرة على لون بشرة العرب، فكانت العرب تقول: امرأة حمراء؛ أي أنّها امرأة بيضاء، وخُصّ اللون الأحمر دون اللون الأبيض بالذكر كما قيل: (لأنّ العرب لا تقول رجلٌ أبيض من بياض اللون، إنّما الأبيض عندهم الطاهر النقيّ من العيوب، فإذا أرادوا الأبيض من اللون قالوا أحمر)، كما أنّ النبي عليه الصلاة والسلام كان كثيراً ما ينادي عائشة بابنة الصديق إكراماً وتشريفاً لأبيها، كما كان يناديها أيضاً بابنة أبي بكر، وأطلق عليها الموفق، بسبب توفيق الله تعالى لها في أقوالها وأفعالها وسائر شؤونها، كما أطلق عليها كنية أم عبد الله، وأطلق عليها أم المؤمنين كغيرها من زوجات النبي رضي الله عنهن.
  • شاركت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وشهدت العديد من الأحداث الجسيمة المهمة في تاريخ الدعوة، فهاجرت إلى المدينة المنورة لحاقاً بالنبي عليه الصلاة والسلام، كما أنها شاركت في العديد من الغزوات التي خاضها المسلمون، منها غزوة أحد؛ حيث كانت تنقل الماء إلى الصحابة، وتسقيهم وتروي عطشهم أثناء قتالهم وجهادهم، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه أنّ أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (لقد رأيتُ عائشةَ بنتَ أبي بكرٍ وأمَّ سليمٍ وإنهما لمُشَمِّرتان، أرى خدَمَ سوقِهِما، تُنْقُزانِ القِرَبَ على متونِهِما، تُفْرِغانِه في أفواهِ القومِ).[6]

المراجع

  1. ↑ "عائشة الصديقة أم المؤمنين"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2018. بتصرّف.
  2. ↑ "أم المؤمنين عائشة زوجة الرسول"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2018. بتصرّف.
  3. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 3769، صحيح.
  4. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2574، صحيح.
  5. ↑ "حياة أم المؤمنين عائشة ملكة العفاف الخاصة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2018. بتصرّف.
  6. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 4064، صحيح.