-

صفات القيادة النبوية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

النبي عليه الصلاة والسلام

كان النبي محمد عليه الصلاة والسلام قدوةً ونموذجاً تأسى المسلمون بصفاته الحسنة، وقيمه النبيلة، التي ظهرت في كثيرٍ من المواقف والأحداث التي حفلت بها السنة النبوية المطهرة.وقد كان من صفات النبي عليه الصلاة والسلام حسن القيادة، حيث نجح في التخطيط للدعوة الإسلامية منتقلاً من مرحلة الدعوة السريّة إلى مرحلة الدعوة الجهرية حتى مكن الله لهذا الدين، كما نجح عليه الصلاة والسلام بقيادة أمته في المدينة المنورة حتى وضع ركائز الدولة الإسلامية الأولى التي انطلقت جحافل جيوشها من بعده لنشر الإسلام في ربوع المعمورة.

صفات القيادة النبوية

الشورى

فقد حرض النبي عليه الصلاة والسلام على ترسيخ مبدأ الشورى بين القائد والرعية، امتثالاً لقوله تعالى: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) [آل عمران: 159]، فشاور عليه الصلاة والسلام أصحابه في أكثر من موقفٍ من بينها يوم الأحزاب حينما اجتمع الكفار على محاصرة المسلمين في المدينة المنورة فأشار سلمان الفارسي عليه بأن يحفر خندقاً، وكذلك يوم بدر وكثير من المواقف.

تنظيم العمل الجماعي

من صفات القيادة النبوية حرصه عليه الصلاة والسلام على تنظيم العمل الجماعي من خلال وضع أميرٍ أو قائدٍ ومرؤوسين، فكان عليه الصلاة والسلام إذا انتدب سرية أمّر عليها رجلاً من المسلمين كما حصل في سرية ذات السلاسل حينما أمّر عمرو بن العاص عليها، أو يوم مؤتة حينما نظّم أمر القيادة فجعلها لزيد بن حارثة، ثمّ إذا استشهد فجعفر بن أبي طالب، ثمّ إذا استشهد فعبد الله بن رواحة رضوان الله عليهم جميعاً.

بث روح الأخوة والألفة بين المسلمين

فقد أرسى عليه الصلاة والسلام دعائم الأخوة، وبما يشدّ عضد المجتمع المسلم من خلال جملةٍ من الأخلاقيات التي دعا إليها، حيث حثّ على إفشاء السلام، وأسّس منهج المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار بجعلهم أخوين أخوين، وفي ذلك حكمة بالغة للقيادة النبوية في تقوية المجتمع المسلم.

الحكمة في اتخاذ القرار

فقد اعتمدت قراراته على العقل والبصيرة بعيداً عن الهوى والعاطفة، فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام قائداً حكيماً يتخذ القرارات المصيرية التي تبدو في ظاهرها أنّها في غير صالح المسلمين، ومثال على ذلك عقد اتفاقية صلح الحديبية حيث كانت ظاهر بنودها أنها ضد المسلمين بينما كان الاتفاق حقيقةً فتحاً مبيناً.

الحكمة في التعامل مع الناس

كان ذلك على الرغم من اختلاف طبائعهم، فقد تألّف النبي عليه الصلاة والسلام أقواماً حينما دفع إليهم الأموال والعطايا وبما انعكس إيجاباً على قلوبهم التي أصبحت تميل إلى الإسلام وتدافع عنه، كما كان عليه الصلاة والسلام يستقبل الوفود ويرحب بهم ويكرمهم.