-

صفات الرسول في القيادة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

قيادة الرسول عليه السلام

نجح النبي محمد عليه الصلاة والسلام في قيادة الأمة الإسلامية إلى ما فيه خيرها وصلاحها في الدنيا والآخرة بما توفر في شخصه من الصفات القيادية، والشمائل والأخلاق الكريمة التي أهلته لأن يكون مثالاً ونموذجاً كاملاً في القيادة الحكيمة الناجحة القادرة على السير بالأمة لتحقيق الأهداف والغايات التي جاءت من أجلها رسالة الإسلام.

صفات الرسول عليه السلام في القيادة

ظهرت صفات القيادة عند النبي عليه الصلاة والسلام مبكراً حينما استطاع أن يدير أموال السيدة خديجة رضي الله عنها، ويعقد الصفقات التجارية الرابحة مع التجار، ومن صفات القيادة التي توافرت في شخصه عليه الصلاة والسلام نذكر:

العفو والتسامح

من صفات الرسول عليه الصلاة والسلام القيادية أنّه كان قائداً متسامحاً يعفو عن المسيئين ويلتمس لهم الاعذار، ومن المواقف التي دلت على هذا الخلق الكريم موقفه مع الصحابي حاطب ابن أبي بلتعة الذي سرب أخبار المسلمين ونقلها إلى الكفار، فقد عفى عنه النبي عليه الصلاة والسلام بعد الاستماع إلى حجته بسبب أنّه كان أحد الذين شهدوا بدراً ولعل الله يغفر له بسبب ذلك.

تأليف القلوب وإزالة الشحناء من النفوس

كان أول أمرٍ يقوم به الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قدم إلى المدينة أن يؤاخي بين المهاجرين والأنصار في حدث المؤاخاة الشهير، والذي جعل مجتمع المدينة لحمةً واحدة، كما أنّ من سياسته عليه الصلاة والسلام في تأليف القلوب أنّه كان يستميل قلوب الناس الذين أسلموا حديثاً من أهل مكة بدفع الغنائم والأموال إليهم حتى يصير الإسلام في قلوبهم أحب إليهم من أولادهم وأموالهم والناس أجمعين .

الحزم في الأمور

على الرغم من تسامح النبي عليه الصلاة والسلام إلا أنّه كان حازماً في اتخاذ الأمور لا يتردد في إصدار القرارات حينما يستدعي الأمر ذلك، ومن ذلك أمره بهدم مسجد الضرار الذي يناه المنافقون إرصاداً لمن حارب الله ورسله، وموافقته على انتداب سرية محمد بن مسلمة لقتل كعب بن الأشرف الذي آذى الله ورسوله كثيراً.

التشاور مع المسلمين

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتشاور مع المسلمين، ويستمع إلى آرائهم، ومن ذلك أخذه بمشورة سلمان الفارسي رضي الله عنه يوم الأحزاب حينما أشار عليه بحفر الخندق.

لين الجانب وسماحة الخلق

كان عليه الصلاة والسلام رفيقاً بالمسلمين لا يكلفهم ما لا يطيقون من الأعمال، قائداً رحيماً ودوداً بعيداً عن الغلظة والشدة التي تنفر الناس من القائد.

القدرة على فهم شخصيات من يقودهم

كان النبي عليه الصلاة والسلام قائداً حكيماً يعلم معادن الرجال وقدراتهم، وحينما أتاه أبو ذر يطلب الإمارة اعتذر عن ذلك بقوله: (يا أبا ذرٍّ! إنك ضعيفٌ. وإنها أمانةٌ. وإنها يومَ القيامةِ، خزيٌ وندامةٌ) [صحيح].