-

صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخلقية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الرسول صلى الله عليه وسلم

أرسل الله سبحانه وتعالى عدداً من الأنبياء والرسل إلى البشر، ليدعوهم إلى عبادته وحده سبحانه وتعالى، وكان آخر هؤلاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام محمد صلى الله عليه وسلم، فقد بيّن القرآن الكريم أنّه خاتم النبيين ولا نبيّ بعده، قال الله تعالى (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ)[1]، وقد خصّه الله سبحانه وتعالى بأن جعله مبعوثاً للناس كافة، وليس إلى أمّة معيّنة منهم كما كان حال الأنبياء من قبله، كما خصّه بالقرآن الكريم، فأنزله عليه ليكون فيه هداية للناس، وليخرجهم به من الظلمات إلى النور، وقد وُلد عليه الصلاة والسلام في مكة من عام الفيل، وكان يتيماً من لحظة ولادته فقد توفى الله سبحانه وتعالى والده عبد الله وهو حمْل في بطن أمّه، وظلّ بعد ولادته عند حليمة السعدية لترضعه، ثم ذهب إلى المدينة مع أمه آمنة بنت وهب لزيارة أخواله هناك، وعند عودتهم توفيت أمه في منطقة الأبواء، وكان عمره حينها ستّ سنوات، فكفِله جدّه عبد المطلب إلى أن توفي هو أيضاً، وانتقل إلى كفالة عمه أبي طالب الذي ظلّ يُكرِمه ويرعاه أكثر من أربعين سنة إلى أن توفي.[2]

عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في صغره برعي الغنم لأهل مكة، ثم عمل أيضاً في التجارة؛ حيث سافر إلى الشام للتجارة بأموال خديجة رضي الله عنها، وعاد بأرباح كثيرة، ممّا دفع السيدة خديجة للإعجاب بأمانته وصدقه وخلقه، فتزوجها عليه الصلاة والسلام وهو ابن خمس وعشرين سنة، وقد اعتنى الله سبحانه وتعالى بنبيّه عليه السلام، فأنبته نباتاً حسناً، وجعل نسبه كله طاهراً شريفاً ليس فيه شيء من سفاح الجاهلية، كما حبب إليه الخلاء، فكان يذهب إلى غار حراء ويخلو به متعبداً لله داعياً له، وكان يبغض الخمر والأوثان والرذائل جميعها، كما شارك قريشاً في بناء الكعبة المشرفة عندما كان في الخامسة والثلاثين من عمره، وقد تنازعوا فيما بينهم أيّهم يضع الحجر الأسود في مكانه، ثم حكّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، ولما بلغ الأربعين من عمره بعثه الله سبحانه وتعالى بالدعوة بين الناس؛ حيث أقام في مكة ثلاثة عشر عاماً يدعو الناس فيها، إلّا أنّ أهلها آذوه ورفضوا دعوته، فأمر صحابته بالهجرة إلى المدينة واستقرّ هناك حتى أيّده الله سبحانه وتعالى بنصره وإكمال دينه، فتوفاه في السنة الحادية عشرة للهجرة عليه الصلاة والسلام.[2][3]

صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخُلُقية

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحثّ الناس على حسن الخلق، ويدعوهم إلى الالتزام بمكارم الأخلاق، وقد بيّن لهم أنّ بعثته إنّما كانت من أجل إتمام مكارم الأخلاق، وقد كان عليه الصلاة والسلام أفضل الناس خُلُقاً، وأحسنهم آداباً، حتى أنّ الصفات الحميدة جميعها قد اجتمعت فيه، ممّا جعل الناس من حوله يحبّونه ويتعلّقون به، وقد أثنى الله سبحانه وتعالى أيضاً على خُلُق الرسول صلى الله عليه وسلم فقال (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[4][5]، وفيما يأتي نذكر بعضاً من صفاته الخُلقية عليه الصلاة والسلام:[6]

  • الكرم: فقد كان عليه الصلاة والسلام مثالاً في الكرم، وقد جاء بلونٍ جديدٍ منه لم يألفه العرب من قبل، فلم يكن كرمه بقصد جلب الثناء لنفسه أو دفع المنقصة عنها، ولا للمباهاة أمام الناس، بل كان يبتغي به مرضاة الله عز وجل، وكان يجعله كلّه في سبيل الله ومن أجل نصرة الدين ومحاربة أعدائه، ولم يكن يُسأل عن شيء إلا ويعطيه، ويستحي من ردّ السائل خالي اليدين.
  • الصدق: فقد كان عليه الصلاة والسلام صادقاً مع الله عز وجل، وصادقاً مع نفسه، وأهله، وأعدائه، وجميع الناس، وكان صدقه في الإسلام والجاهلية أيضاً، فقد أجمع كلّ من عرفه وخالطه منذ صباه على أنّه الصادق الأمين، فلم يجربوا على لسانه كذبة أبداً، ولم يشكّوا في شيء من كلامه، إلّا أنّ قريشاً ناقضت نفسها حين كذّبته في نبوّته ورسالته مع أنّها كانت تثق به وتطمئن لِصِلاتها به وعلاقتها معه.
  • الصبر: كان حظّ النبي صلى الله عليه وسلم من الابتلاء كبيراً جداً، فقد قضى ثلاثاً وعشرين سنةً وهو يدعو عبدة الأوثان واليهود والنصارى إلى دين الله سبحانه وتعالى، إلّا أنهم كانوا يرون في دعوته تلك تقويضاً لسلطانهم ونفوذهم، وكانوا يحشدون لمواجهتها جميع قواهم، ويحرصون على إعاقة انتشارها، إلا أنّه عليه السلام كان أصبر الناس على الأذى، وكان كلّما أمعن الآخرون في إيذائه ازداد حماسةً في نشر الدعوة، واحتمل منهم ذلك بصبرٍ وجَلَدٍ وثبات إلى أن أصبح أعداؤه أصدقاء له.
  • العدل: فقد كان عليه الصلاة والسلام أعدل الناس، فقد استمدّ ذلك واستقاه من تربية الله له، ومن آيات القرآن الكريم، حتى أنّ عدله وَسِع جميع الناس، القويَّ والضعيف، والمؤمن والكافر، والصديق والعدو، بل كان يحرص على حفظ حقوق البهائم والحيوانات أيضاً، ويطلب من الآخرين أن يقتصّوا منه ما لهم من حقوق عليه، وبهذا المنهج النبويّ العادل شعر الناس جميعاً من مسلم وكافر بعدل القضاء وأحكامه، وعرف كل منهم ما له وما عليه.
  • العفو والمسامحة: فقد مثّل الرسول صلى الله عليه وسلم عفو الإسلام خير تمثيل، ووضّح للجميع أنّ الإسلام إنّما يريد الخير لجميع الناس، ولا يحمل الحقد أو الضغينة لأحد منهم، فعلى الرغم ممّا أصاب المسلمين يوم أحد من أذى المشركين، وعلى الرغم من قتلهم لعمه حمزة رضي الله عنه، إلّا أنّه رفض الدعاء عليهم بأن يعذبهم الله بعذاب من عنده، وأخبر صحابته أنّه إنّما بعث للناس داعياً ورحمة.

صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخَلقية

كان الرسول صلى الله عليه وسلم متوسط القامة، فلم يكن طويلاً ولا قصيراً، بل كان بين هذا وهذا، وكان عليه السلام أبيض اللون طيّب الرائحة، وكانت كفّه لينة ويداه ضخمتان، وكان صاحب وجهٍ جميل مستنير، خاصّةً إذا سُرّ وفرح، وقد سُئل البراء رضي الله عنه عن وجه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال (كان مثلَ الشمسِ والقمرِ، وكان مستديراً)[7]، كما كانت لحيته كثّة وشعره جميلاً، وكان في جسده شيء بارز كالشامة هو خاتم النبوة، ويقع بين كتفيه عليه السلام.[8]

المراجع

  1. ↑ سورة الأحزاب، آية: 40.
  2. ^ أ ب محمد بن إبراهيم التويجري، "نبذة يسيرة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-2. بتصرّف.
  3. ↑ الشيخ صلاح نجيب الدق (2017-10-21)، "ماذا تعرف عن نبينا صلى الله عليه وسلم "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-2. بتصرّف.
  4. ↑ سورة القلم، آية: 4.
  5. ↑ "الرسول قدوتنا في الأخلاق "، www.ar.islamway.net، 2014-4-25، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-2. بتصرّف.
  6. ↑ محيي الدين محمد عطية (2016-12-8)، "أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-2. بتصرّف.
  7. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم: 2344، صحيح.
  8. ↑ "صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخَلْقية"، www.articles.islamweb.net، 2003-11-18، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-2. بتصرّف.