صفات النبي نوح
النبي نوح عليه السلام
النبي نوح هو نوح بن لامك بن متوشلخ بن اخنوخ (إدريس) بن يارد بن مهلئيل بن قنيان بن أنوش بن شيت بن آدم عليه السلام، ولد بعد وفاة آدم عليه السلام بعشرة قرون، ويعد نوح عليه السلام أول الرسل، كما ورد في الأحاديث النبوية، أرسله الله إلى قوم يعبدون الأوثان، ليدعوهم إلى توحيد الله، ويخرجهم من ظلمات الكفر إلى النور، قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ * أَن لَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۖ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ) [هود: 25-26]
صفات النبي نوح
- الصبر والعزيمة والمثابرة في التبليغ: كان نوح عليه السلام يدعو قومه ليل نهار، ولبث في دعوتهم 950 سنة دون أن يمل أو يشعر بيأس، ولكن قومه كذبوه وكفروا به، ومع ذلك ظل يدعوهم إلى التوحيد.
- الاصطفاء على العالمين: وذلك من خلال اختياره نبياً، حيث إنّ النبوة تعد أعلى مراتب البشرية، وعده من المحسنين، ومن عباده المؤمنين، فيعد سيدنا نوح أول نبي من أنبياء أولي العزم، وهؤلاء الأنبياء لهم أهمية عظيمة في حياة البشر، ولقّب بأبي الأنبياء الثاني بعد سيدنا آدم عليه السلام.
- الرحمة والشفقة: كان عليه السلام أرحم الناس على قومه، وكان يشفق عليهم على مما سيحصل لهم من عذاب وعقاب إذ ما بقوا على ضلالهم، قال تعالى على لسان نوح: (إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [الأعراف: 59].
- الحكمة والمهارة في الدعوة: دعا سيدنا نوح عليه السلام قومه بكل حكمة، كما كان يتخذ أوقاتاً مناسبة لدعوتهم، ويذكرهم دائماً بأن الله تعالى غفور رحيم، ورزاق كريم.
- قوي الحجة والمنطق: كان نوح عليه السلام قوي الحجة على الكافرين، فعندما سخروا منه أثناء بنائه السفينة، رد عليهم بكل حكمة وكان رده يتمثل بالآية الكريمة في قوله تعالى على لسان نوح: (قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ) [هود: 38-39].
- الصلاح والتقوى: كان عليه السلام يتميز بصلاح العمل، والتقوى كما كان عبداً شكوراً.
سفينة نوح
تمادى قوم نوح عليه السلام بالكفر والظلم، فأمره الله عز وجل بصنع سفينة لتكون وسيلة لنجاته هو ومن آمن معه، فكان يسخر منه قومه كلما رأوه، ويتعجبون منه لبنائه سفينة، وعندما انتهى سيدنا نوح من بناء السفينة أمره الله أن يحمل معه كل أهله، وكل الذين آمنوا به وصدقوا دعوته، إلا زوجته لأنها كانت من الكافرين، وأن يحمل من الحيوانات من كل زوجين اثنين، ويحمل بعض المأكولات.
بنى سيدنا نوح السفينة من ثلاثة طوابق، فجعل الطابق السفلي منها للحيوانات والوحوش، والطابق الثاني للذين آمنوا معه من قومه والبالغ عددهم ثمانين شخصاً، والطابق الأول للطيور، وكان للسفية سقف مطبق عليها، قال تعالى : (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ) [العنكبوت: 15]
الطوفان
حلّ أمر الله عز وجل، وابتدأ الطوفان، فأمطرت السماء بغزارة، وانفجرت عيون الأرض، وحملت المياه السفينة، وأهلك الله الكفرة، فلم يبق إلا من وحّد الله عز وجل، فسارت السفينة بنوح وقومه مئة وخمسين يوماً، وعندما أمر الله السماء بالتوقف عن سكب المطر، وأمر الينابيع أن تبتلع الماء، رست السفينة على جبل الجودي، وخرج من كان على السفينة، وبارك الله فيهم وتكاثروا، وعاش نوح مع أولاده سام وهو أبو العرب، وحام وهو أبو الحبش، ويافث أبو الروم، أما ولده كنعان فقد غرق في الطوفان؛ لأنه كان من الكافرين.