-

خصائص الحب العذري

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الحب العذري

الحب العذري من الفنون الشعريّة التي نظم فيها الشعراء وأبدعوا، وقد ظهر هذا الفن منذ العصر الجاهلي وتطوّر في العصور اللاحقة، ومن أشهر أنواعه التي ظهرت هو الغزل العذري والصريح. يُعرف الغزل العذري على أنّه حبٌّ طاهر عفيف يتغزّل بالمرأة بصورٍ عفيفة بعيدة عن وصف المحاسن الجسديّة لها كما في الغزل الصريح.

سُمّي الغزل العذري بهذا الاسم نسبةً إلى قبيلة عذرة التي عاشت في أطراف الجزيرة العربية، ومنها انتقل إلى بقية القبائل العربية كقبيلة عامر؛ وأيضاً سمّي بذلك لصدق مشاعر وأحاسيس العاشق في حبه ووفائه لمحبوبته، والتي يقتصر عليها في إظهار تلك المشاعر الجياشة.

خصائص الحب العذري

يتميز الغزل العذري عن غيره من الأنماط الشعرية بعدة خصائص من أهمها:

  • العفة والطهارة في وصف المحبوبة: وقد جاءت هذه العفة من تأثر شعراء هذا الغزل بالدين الإسلاميّ.
  • اقتصار الشعراء على محبوبة واحدة: وذلك من خلال تكريس أشعارهم لوصفها، والتغزل بها، والتعبير عما تجيش به أنفسهم، وقد اقترنت أسماء الكثير منهم بأسماء محبوباتهم كجميل بثينة، وكثير عزة.
  • العذاب الذي يُضني قلب الشاعر في سبيل المحبوبة: فالكثير منهم كانت نهاية قصصهم الهروب إلى الصحراء والبراري، أو الجنون وفقدان العقل، والتحدّث إلى الطير والحيوانات.
  • الديمومة: فهو لا يتعرّض للقسوة بسبب الفراق، أو الملل لعدم لقاء المحبوبة.
  • صدق العاطفة: لأن هذا الحب يتميّز بالوحدانية والاقتصار على محبوبة واحدة؛ حيثُ يتغلغل في ثنايا النفس، ولا تزيده الأيام إلاّ تعقلاً وتمسكاً بها على الرّغم مما تمنحه البيئة البدوية من معارضة وقسوة.
  • وضوح اللغة والعبارات: يتجلّى ذلك ببساطة الكلمات والألفاظ، وأكثر ما يتميز به هو الأسلوب المباشر في التعبير.
  • وحدة الموضوع: فمعظم القصائد العذرية تقتصر على موضوع الغزل والتعلّق بالمحبوبة؛ حيثُ يبدأ الشاعر قصيدته بالوقوف على أطلال المحبوبة التي فارقته ورحلت عنه، ومن ثم يصف معاناته، ولوعة أشواقه.

أشهر شعراء الحب العذري

  • قيس بن الملوح ومحبوبته ليلى.
  • جميل بن المعمر ومحبوبته بثينة.
  • كُثير بن عبد الرحمن ومحبوبته عزة.

الفرق بين الحب العذري والصريح

يتميز الحب أو الغزل الصريح بأنه إباحيٌّ أو فاحش، ويسعى فيه الشاعر إلى تحقيق المتعة المادية من خلال وصف المفاتن الخارجية للمرأة، واستعراض لمغامراته معها، ولمجالس المجون والمتعة، ومن أشهر شعرائه بشار بن برد، وعمر بن أبي ربيعة، وأبو نواس، بينما الحب العذري فكما ذكرنا سابقاً إنّ الشاعر فيه يتعلّق بمحبوبة واحدة، ويُضحّي من أجل لقائها أو حتى النظر إليه للحظات، وفيه أيضاً لا يتعرّض الشاعر لمفاتن مَحبوبته الحسيّة كما في الصريح.