روي عن ابن عباس في صفة خلق الحور العين أنهن خلقن من الزعفران من أصابع الرجلين إلى الركبتين، ومن المسك الأذفر من الركبتين إلى الثديين، ومن العنبر من الثديين إلى العنق، ومن الكافور الأبيض من العنق إلى الرأس.[1]
إحدى صفات نساء الجنة أنهن حور عين، والحور جمع حوراء، والحوراء معناها شديدة البياض، شديدة سواد العين، وقال زيد بن أسلم في معنى الحوراء أنها التي يحار فيها الطرف، والعين حسان الأعين، وقال مجاهد في معنى حوراء أي التي يحار فيها الطرف من صفاء لونها، ورقة جلدها.[2]
نساء الجنة خيرات حسان، ومعنى خيرات: صاحبات خلق حسن، وحسان أي حسان الوجوه.[2]، قال تعالى: (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ).[3]
شبهت الحور العين باللؤلؤ المكنون كناية عن بياضهن وصفائهن الذي يشبه اللؤلؤ المصان من الشمس والريح والأعين، والذي لم يتغير لونه بحال من الأحوال.[4]، قال تعالى: (كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ)[5].
طهر الله جل وعلا نفوس نساء الجنة باطناً من الصفات المذمومة، والأخلاق السيئة، والفحش في اللسان والبذاءة، كما طهر الله الحور العين من كل ما يلحق نساء الدنيا من الخبث والقذر والأذى كالحيض والنفاس، والمخاط، والبصاق، وقال ابن عباس مطهرة من القذر أي أنهن لا يبلن ولا يتغوطن، ولا يمنين، ولا يلدن، ولا يبصقن، أو يتنخمن، وظاهرا طهرت ثيابهن من الدنس، وطرفها من التطلع إلى غير زوجها من الرجال.[2]، قال تعالى: ( وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ).[6]
نساء الجنة قاصرات الطرف، ومعنى قاصرات الطرف أي قصر نظرهن على أزواجهن فلا يتطلعن إلى غيرهم من الرجال، وقيل قصرن طرف أزواجهن فلا يدعهم حسنهن وجمالهن أن ينظرن إلى غيرهن من النساء[2]، قال تعالى: (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إنس قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ).[7]
نساء الجنة عربا، ومعنى عربا أي أنهن متحببات إلى أزواجهن، وقال ابن عباس العرب العواشق، فهن عاشقات لأزواجهن، كما يعشقهم أزواجهم،[4]، قال تعالى: (عُرُبًا أَتْرَابًا).[8]
جعل الله نساء الجنة أترابا، وأتراب جمع ترب ومعناه لذة الإنسان، ومعنى أنهن أترابا أي على سن واحدة، وميلاد واحد، على سن ثلاث وثلاثين، كما روي عن ابن عباس، وقال مجاهد أتراب بمعنى أمثال[2]، قال تعالى: (وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ).[9]
نساء الجنة مقصورات في الخيام، أي محبوسات في الخيام، أو خدرن فيهم كما قال أبو عبيدة ومقاتل، وقيل بأن المراد بالمعنى أنهن قصرن على أزواجهم فهن محبوسات من أجلهم، ولا يرون غيرهم[2]، قال تعالى: (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ).[10]