مدينة العيون في الأحساء
مدينة العيون
تقعُ مدينةُ العيون في محافظة الأحساء شرق السعودية، وهي أكبر مدن الأحساء؛ من حيث المساحة الجغرافيّة، وعدد السكان؛ حيثُ يبلغ عدد سكانها ثلاثةً وثلاثين ألف نسمة، وتبعد عن مدينة الأحساء، مسافة خمسةٍ وعشرين كيلومتراً إلى الشمال، فيما تفصلها مسافة ثلاثمائة وخمسين كيلومتراً، عن العاصمة السعودية الرياض شرقاً، ويمر بالناحية الغربيّة من المدينة، طريق الدمام الأحساء السريع، كما تتصل أيضاً بميناء العقير التاريخي، عبر طريقٍ يتجاوز طوله ستةً وسبعين كيلومتراً.
سبب التسمية
سُميت مدينة العيون بهذا الاسم، نظراً إلى وفرة عيون الماء والينابيع فيها منذ قديم العصور، وتم العثور فيها على موقع لعين قناص التي تتصل بحضارة العبيد قبل نحو أربعة آلاف وخمسمئة عام قبل الميلاد، ويحتوي هذا الموقع على رؤوس السهام، والسكاكين، والفخار الملوّن.
مدينة العيون قديماً
إنّ مدينة العيون موغلة في القِدم؛ فقد استوطنت فيها العديد من القبائل العربيّة القديمة والمعروفة؛ مثل قبائل بكر بن وائل، وقبيلة تغلب، وتميم، وعبد القيس، وقضاعة، وعند ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية؛ كانت قبيلة عبد القيس التي ينتمي إليها العيونيون من أوائل الذين اعتنقوا الإسلام.
يُذكر أنّ الدولة العيونيّة نسبةٍ إلى عيون الماء؛ قامت في منتصف القرن الخامس الهجري تقريباً، وامتد نفوذها من منطقة البحرين والكويت شمالاً، حتى عُمان ناحية الجنوب، واستمرّ وجودها قرابة ثلاثين عاماً بِدءاً من عام 466هـ.
على الرغم من غياب توثيق الحضارات؛ التي برزت في نجد ومناطق الشرق السعودي عموماً؛ فقد لَعب الشاعر علي بن المقرب العيوني، دوراً مُهمّاً في تدوين تاريخ المدينة، عبر شِعره؛ الذي شكّل مصدراً غزيراً، لحركة التأريخ في تلك الحُقبة الزمنيّة التي عاش فيها.
مدينة العيون حديثاً
بدأ التاريخ الحديث لمدينة العيون عام 467هـ؛ حيثُ غلبت عليها الحياة البدويّة، وكان بنو عقيل الذين ينحدر منهم العيونيّون قد فضلوا نمط البداوة على الحضريّة، واستمرّ ذلك حتى مجيء الدولة العثمانيّة عام 968هـ، وأسست فيها المباني التي عبّرت عن المظاهر الحضريّة؛ كقصر الكوت الذي كان مقرّاً للمتصرّف العثماني، التابع لسنجق البصرة؛ ممّا منحها أهميّةً إداريّة وعسكريّة؛ ساهمت في تطورها بوتيرةٍ سريعةً وظاهرة.
أمّا في الوقت الحالي فتُعدّ مدينة العيون من المُدن المتطورة في محافظ الأحساء، وفيها المراكز المهمّة؛ كالشرطة، والدفاع المدني، ومستشفى مدينة العيون، والمركز الصحي للرعاية الأولية، إلى جانب مركز الهلال الأحمر السعودي، وبلديّة المدينة، بالإضافة إلى أنّها المدينة الوحيدة التي نشأت فيها، مدينة صناعيّة بين محافظتي الأحساء والدمام.
إنّ قرب مدينة العيون من ميناء العقير التاريخي؛ زاد من اهتمام الناس والسلطات المحلية بها؛ وعلى الرّغم من قلة الحركة السياحيّة في منطقة الميناء الواقع على الخليج العربي؛ فهذا لا ينفي أهميته التاريخيّة العريقة؛ إذ يُعتبر أقدم ميناءٍ تاريخيٍ في العالم؛ وقد تم بناؤه منذ ألفٍ وخمسمئة عام؛ يُذكر أنّ ميناء العقير لم ترسُ فيه ولو سفينةً واحدة، منذ أكثر من نصفِ قرن.