مدينة هانوي
مدينة هانوي
مدينة هانوي هي عاصمة الدولة الفيتنامية من الناحية السياسيّة والثقافيّة والتجاريّة والمالية والإدارية، وتعني الأنهار الداخليّة، تقع المدينة في شمال البلاد، وتحديداً على الضفّة اليمنى من النهر الأحمر، وقد تعددت أسماء مدينة هانوي عبر التاريخ، حيث سميت لونغ باين أثناء سيطرة الصين عليها، ثم تونغ بينه، وبعدها لونغ دو، ويعدّ الحاكم لوي ثاي تو أوّل من حكمها عام 1010م، وتُنسب سلالة لوي له والتي انتقلت إلى العاصمة داي فيت، ويُقال إنّ المدينة شهدت خروج التنين من النهر الأحمر، ليتحوّل اسمها إلى ثانغ لونغ، وتعني صعود التنين.
لم تنج هانوي من الحرب العالمية الثانية، إذ وقع قتالٌ عنيف بين القوات الفرنسية والفيتنامية، وعرفت المدينة في تلك الفترة ما بين عامي 1946-1947م بعاصمة دولة فيتنام الشمالية المستقلة.
عقب انتهاء الحرب الفيتنامية -الأمريكية، والتي نتج عنها تدمير البنى التحتيّة للمدينة من طرقٍ وجسور، شهدت المدينة العديد من الإصلاحات والتحديثات لإعادة بنائها من جديد، حيث عرفت بعاصمة فيتنام الموحدّة (الجنوبية والشمالية)، وذلك في الثاني من تموز لعام 1976م.
المناخ
يسيطر على المدينة المناخ الحارّ، حيث الحرارة والرطوبة العالية صيفاً والباردة الجافة شتاءً، إذ تبدأ أشهر الصيف فيها من شهر أيار حتى شهر أيلول، تستقبل فيها المنطقة كميّاتٍ قليلة من الأمطار، في حين تبدأ أشهر الشتاء من شهر تشرين الأول حتى شهر مارس، تصاحبها رياح باردة نسبياً في هذا الفصل.
السكان
بلغ عدد سكان هانوي ثلاثة ملايين ومئةً وخمسةً وأربعين ألف نسمة، وذلك حسب إحصائيات عام 2005م، إذ ينتمي معظم سكان المدينة إلى مجموعتين رئيستين، وهما: الهوا والكينه، وتجمع بينهم العادات والتقاليد المرتبطة بالديانة الكونفوشوسية.
المعالم السياحية
تتميز مدينة هانوي بغناها بالآثار والأماكن السياحيّة، فقد تركت كلّ أسرةٍ من الأسر الحاكمة بصمةً فنيّة وتاريخيّة على مدى ألف سنة مضت، ومن أبرز المعالم السياحيّة في المدينة هي: الهيكل الأدبيّ والذي يقع في أقدم جامعة في فيتنام، ومعبد العمود الواحد، وبرج هانوي.
كما تحتوي المدينة على الكثير من المتاحف الشهيرة، مثل: متحف التاريخ الوطني الفيتناميّ، والمتحف الوطنيّ للسلالات (الأعراق)، والمتحف الوطنيّ للفنون الجميلة، ومتحف الثورة، بالإضافة إلى اشتهار الحي القديم من المدينة، والذي يعد قريباً من بحيرة هوان كيم، بالشوارع القديمة والتي بلغ عددها نحو ستة وثلاثين شارعاً، كما تحتوي جوانبها على العديد من محلات الحرف التقليدية كالحرير والخزف والمجوهرات، وتعد بحيرة هو تاو أكبر بحيرة في المدينة، وهي بحيرة شعبيّة تشتهر بالزوارق والمطاعم.
اقتصاد المدينة
شهدت المدينة تسارعاً هائلاً في معدلّات النمّو الصناعيّ على الصعيد العالميّ، إذ تحتوي على خمسةٍ وعشرين ألف شركة عاملة، فيها العديد من المصانع الهندسية والآلات والصناعات الخفيفة، وكل ذلك انعكس بصورةٍ إيجابية على بنية المدينة، والتي شهدت توسعّاً وتطويراً في شبكات النقل والاتصال والبريد والخدمات المالية والمصرفية، وبناءً على ذلك امتلكت مدينة هانوي أعلى مؤشرٍ للتنمية على مستوى فيتنام كلها، بالإضافة إلى ازدهار المدينة بالمجال التجاريّ الخارجي، أما بالنسبة لقطاع الزراعة فقد عملت الحكومة على تطوير الإنتاج الزراعي، من خلال تحسين المنتجات الزراعية.