-

مدينة بارا شمال كردفان

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مدينة بارا شمال كردفان

مدينة بَارا، هي عبارة عن بلدةٍ واقعة في ولاية شمال كردفان في السودان، وتحديداً على ارتفاع يصل إلى حوالي 613 متر فوق سطح البحر، حيث تفصلها عن العاصمة السودانية الخرطوم مسافة تقدّر بحوالي 317 كيلومتراً، كما تبتعد مسافة 40 كيلومتراً عن حاضرة شمال كردفان، وهي من المدن المشهورة بمواردها الطبيعيّة، ولعل أهمّها خام السليكا الموجود في الرمال البيضاء المحيطة بها؛ حيث تعتبر هذه المادة هي المكوّن الرئيسي لصناعة الزجاج، ويشار إلى اعتبار هذه المدينة محطّةً مهمّة في منتصف المسافة الصحراوية بين عاصمة السودان وولايات كردفان.

تسمية مدينة بارا

يُعتقد بأنّ اسم بارا مشتق من الفعل بارى، يباري، باراه، والذي يعني اقتفي أثره، ويُعتقد بأنّ هذه الكلمة قيلت في أخوين دخل أحدهما غابة كثيفة الأشجار، وهنا تتبّعه أخوه وباراه أي مقتفياً أثره من أجل البحث عنه؛ لذلك سمي المكان بارا، كما يُعتقد أيضاً بأنّ هذه المدينة اشتهرت بهذا الاسم؛ لأنها كانت عبارة عن منطقة بر وخير كثير، مع وجود بعض الاعتقادات أنّ بارا هو اسم نبات كان يسود المنطقة.

طبوغرافيا مدينة بارا

تتميّز هذه المدينة من ناحية جغرافية بأنّها عبارة عن واحة واقعة في تخوم الصحراء الليبية، وتحديداً فوق حوض جوفي، وهو حوض بارا الذي يشتهر بوفرة المياه الجوفية فيه، كما تحتوي أراضي هذه المدينة على مجموعة أودية موسمية، والتي تُعرف باسم الخيران، وهي المناطق التي تفيض بمياه الأمطار خاصةً في موسم الأمطار، ومن أشهر الخيران فيخا: خور فرج الله الممتد من الناحية الجنوبية للمنطقة، وكذلك خور أبويرة في الغرب، وخور كدادة، وخور أم عود، بالإضافة إلى خور العفينة، وخور القراح.

النشاط الاقتصادي في مدينة بارا

يعمل سكّان هذه المدينة بالزراعة المطرية وكذلك الزراعة التي تعتمد على الري بشكلٍ أساسي، حيث يتمّ استخدام مضخات المياه التي تُعرف باسم بالوابورات، وقد كان سكّان هذه المدينة في السابق يعتمدون على الزراعة المتنقّلة التي تعتمد بشكلٍ أساسي على الأمطار، مع استخدام وسائل الري القديمة والتقليدية في ريّ كلٍ من البساتين والحقول ولعلّ أشهرها الشادوف أو ما تُعرف محلياً باسم النبرو، وكذلك النواعير التي تُعرف باسم الحلقات.

من أهمّ المحاصيل التي تشتهر بها مدينة بارا الفول السوداني، والدخن، والذرة، وكذلك السمسم، كما يعمل سكّانها أيضاً في حرفة الرعي وتربية الحيوان، حيث اعتادوا على تربية كلٍ من الأبقار، والإبل، والأغنام، وكذلك الضأن، بالإضافة إلى أنّهم عملوا في التجارة، والحرف اليدوية مع وجود بعض الخدمات المقدّمة في المدينة، ولعل أشهر هذه الخدمات هي الخدمات المصرفيّة؛ فمن أشهر المَصارف فيها بنك الادّخار، والبنك الزراعي السوداني.