-

مفهوم الإحسان في الإسلام

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الإحسان في الإسلام

يُعتبر الإحسان في الدين الإسلاميّ خلقاً نبيلاً لمن يتحلّى به، حيث جعله في المرتبة الثالثة بعد الإسلام والإيمان في مراتب الدين الإسلاميّ. أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتحلّي بأخلاق جميلة كالعدل وعدم الشرك بالله، وإعطاء كلّ صاحب حقٍّ حقه، والإحسان في عبادته جلّ وعلا وتأدية فرائضه، وفي الأقوال والأفعال.

الإحسان يعني إتقان العمل وتأديته بأكمل وجه، وفي سنّة نبينا محمّد عليه الصلاة والسلام عُرّف الإحسان على أنّه عبادة الله كأنّك تراه، وإن لم تكن تراه فإنّه يراك.

فضل الإحسان في الإسلام

قال تعالى: (فأتاهمُ اللهُ ثوابَ الدنيا وحَسُنَ ثوابِ الآخرةِ واللهُ يُحبُّ المحسنين) [آل عمران: 148]، في هذه الآية الكريمة يتبيّن لنا عِظم مكانة الإحسان في الإسلام، وأنّ الله تعالى يحب المحسنين، ولهم ثوابٌ في الحياة الدنيا وثوابٌ في الآخرة، فهنيئاً للمحسنين، يكفيهم حبّ الله لهم.

جزاء الإحسان في الإسلام

ما أجمل الإحسان عندما يزيّن كلّ عملٍ نقوم به سواءً في تعاملنا مع الله سبحانه وتعالى عند تأدية فرائضه وحقّه في العبادة، أو في معاملاتنا مع الإنسان والحيوان والنبات، فالإحسان من أعلى منازل العبودية وأفضلها، وجزاcه عظيم.

يبيّن الله تعالى أنّ جزاء الإحسان هو الإحسان لقوله جلّ وعلا: (هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إلّا الإِحسَانُ) [الرحمن: 60]، ويوم القيامة يجازي الله المحسنين بالجنة والنظر إلى الله وهذا أعظم الجزاء.

صور الإحسان في حياتنا

  • الإحسان في عبادة الله سبحانه وتعالى: تكون بعبادة الله سبحانه وتعالى كأننا نراه، أو عبادته وطاعته كأننا نراه.
  • الإحسان في التعامل مع الوالدين: يكون ببرّ الوالدان وطاعتهما، وعدم التأفّف بوجههما، ومعاملتهما برحمةٍ عند كبرهما.
  • الإحسان لليتامى والمساكين: من مظاهر الإحسان ليتامى والمساكين العمل على تربيتهم، والمحافظة على حقوقهم، ومدّ يد العون لهم في كلّ الأوقات، والبر بهم، فالإحسان للمسكين واليتيم تذهب قسوة القلب لقوله صلّى الله عليه وسلّم: (امسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين) [صحيح الجامع].
  • الإحسان في التعاملات التجارية: أمرنا الله سبحانه وتعالى بالإحسان في المعاملات التجاريّة، فهي طريق للسعادة والنجاة، كاستيفاء الثمن فمن الإحسان المسامحة، أو الإمهال، والتيسير، أو التسهيل في طلب الدين، وسلامة رأس المال.
  • الإحسان في الكلام: يكون بالكلام الحسن والكلمة الطيّبة، لقوله تعالى: (وَقُلْ لِعبادِي يَقولوا التي هِيَ أحسنُ إنّ الشيْطانَ يَنزَغُ بَيْنَهمْ إنّ الشيْطانَ كانَ لِلإنسانِ عَدُوّاً مُبيناً) [الإسراء: 53].
  • الإحسان في التعامل مع الحيوان: حثّ الدين الإسلامي وسائر الأديان على الاهتمام بالحيوان والرفق به، وإطعامه وعدم تعذيبه، وعدم تحميله فوق طاقته من عمل.