-

مفهوم الدمج ما بين التربية العادية والتربية الخاصة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

التربية الخاصّة

اهتمت العديد من دول العالم وخاصّة الدول المتقدمة منها بقطاع التربية الخاصّة، لما تتطلبه هذه الفئة من الرعاية والمتابعة في جوانب عدة من العلاج والتدريب والتأهيل وعلى فترات طويلة، لذا وضعت حكومات تلك الدول مجموعة من البرامج التي تنظم تعليم ذوي الاحتياجات الخاصّة بحسب معايير محددة تحكمها سياسة ونظرة تلك الدول نحو هذه الفئة، بقصد تحويلهم من دائرة الأفراد المعالين من قبل الدولة والمجتمع إلى دائرة الأشخاص المنتجين، والذين يسيرون جنباً إلى جنب مع الأفراد العاديين في بناء ونهضة مجتمعاتهم.

ولقد كان أسلوب الدمج أحد أهم الأساليب التي طُبّقت لتقديم الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصّة، ضمن الظروف البيئية نفسها التي تقدم فيها الخدمات للأفراد العاديين، باعتبار أن هذه الخطوة تساعد على فك عزلتهم المجتمعية، والنهوض بهم إلى مستويات أكثر تفاعلية، وإنتاجية في جوانب الحياة المختلفة. ولا يعتمد الدمج على القطاع التربوي فحسب، بل تعداه ليشمل المجالات الاجتماعية، والثقافية، والترفيهية، والإنتاجية، والمهنية، وغيره من جوانب النشاط الإنساني، وهو يعد الإجراء الفاعل في نقل هذه الفئة من بيئة مقيدة، إلى بيئة أكثر انفتاحاً، وفاعلية.

دمج التربية العاديّة والتربية الخاصّة

يقصد بمصطلح دمج فئات الأطفال من التربية الخاصّة مع التربية العاديّة: إلحاق الأطفال من فئة الاحتياجات الخاصّة، بفئة الأطفال العاديين في المدارس العاديّة (حكومية، وخاصّة)، لوقت محدد، وبشروط معينة، بحيث يستفيد الطفل المعاق من هذا الدمج من الناحية الأكاديمية، والاجتماعية.

لقد أشار كاوفمان الباحث في شؤون الأطفال المعاقين إلى أن مبررات هذا الدمج تتلخص في توفير الفرص التربوية، والاجتماعية المناسبة للطفل المعاق، ووضعه في البيئات التعليمية الأقل تقييداً، لمساعدته على تجاوز العديد من المشاكل الأكاديمية، والمجتمعية التي تعرض لها طويلاً.

برامج التربية الخاصّة

شهدت البرامج المقدمة من قبل التربية الخاصّة إلى الأفراد المعاقين تطوراً عبر الزمن، ولكنها قوبلت بانتقادات شديدة من جوانب مهنية، وخدمية، ترتب على إثرها استبدال كل برنامج ببرنامج آخر يعتقد أنه سيساعد على حل المشاكل، أو الفوضى التي سببها البرنامج الذي قبله، وهذا سبّب وجود ثلاثة برامج هي:

مراكز الإقامة الكاملة

تعتبر هذه المراكز من أقدم برامج التربية الخاصّة، فقد ظهرت هذه المراكز منذ بدايات الحرب العالمية الأولى وما بعدها، وغالباً ما كانت معزولة عن التجمعات السكنية، منطلقة من نظرة المجتمع السيئة تجاه ذوي الاحتياجات الخاصّة. وكانت وظيفة هذه المراكز تتلخص في تقديم خدمات إيوائية، وصحية، واجتماعية، وتربوية لهذه الفئة، ويسمح فيها للأهالي بزيارة أبنائهم في المناسبات المختلفة، ولقد لاقى هذا النوع من البرامج انتقادات كبيرة من قبل المجتمعات، حيث وجهت لهم اتهامات بعزل الأطفال المعاقين، ونبذهم مجتمعياً، وأسرياً، واعتبارهم عالة على المجتمع، مع وجود تدنٍ واضح في الخدمات التي تقدم لتلك الفئات.

مراكز التربية الخاصّة النهارية

تبدو مزايا هذا النوع من البرامج في أنها توفر فرصاً تربويةً لفئة معينة من الأطفال المعوقين، وفي الوقت نفسه تحافظ على بقاء الطفل في أسرته، وفي الجو الطبيعي له، كما وجهت بعض الانتقادات إلى هذا النوع من البرامج كان أهمها: قلة وجود الأخصائيين في ميادين التربية الخاصّة، وصعوبة المواصلات التي تنقل الأطفال من أماكن سكناهم، إلى المراكز، وبالعكس.

الصفوف الخاصّة الملحقة بالمدارس العاديّة

ظهرت الصفوف الخاصّة الملحقة بالمدارس العاديّة نتيجة الانتقادات التي وجهت إلى مراكز التربية النهارية، ونتيجة لتغير النظرة العامة نحو المعاقين من السلبية، إلى الإيجابية، ويخصص في هذا النوع من البرامج صفوفاً خاصّة للأطفال المعاقين عقلياً، أو بصرياً، أو حركياً، ملحقة بصفوف المدرسة العاديّة، وغالباً ما يكون عدد الأطفال فيها لا يتجاوز العشرة أطفال، لضمان تلقي البرامج التعليمية الخاصّة بهم بكفاءة كبيرة.

أهداف برامج التربية الخاصّة

  • إزالة الفكرة المرتبطة ببعض فئات التربية الخاصّة، أو تخفيف الآثار السلبية الاجتماعية على هذه الفئة من الأطفال.
  • زيادة فرص التفاعل الاجتماعي بين الأطفال العاديين والأطفال المعاقين، سواء أكان في غرفة الصف، أم في مرافق المدرسة الأخرى، وما تتضمنه من نشاطات تزيد تقبل الأطفال العاديين للأطفال غير العاديين، وخاصّة فئات الأطفال المعوقين، والموهوبين، وفئة صعوبات التعلم.
  • توفير الفرص التربوية المناسبة للتعلم، ويقصد بذلك زيادة فرصة التفاعل الصفي بين الطلبة العاديين، والطلبة غير العاديين، حيث تزيد الأنشطة الصفية فرص التعلم الحقيقي، وخاصّة للطلبة غير العاديين.