-

مفهوم الوعي واللاوعي في الفلسفة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مفهوم الوعي في الفلسفة

يعبر مفهوم الوعي عن حالة الإدراك التي يصل إليها العقل من خلال تواصل الفرد مع المحيط، ويكون ذلك من خلال حواس الإنسان الخمس، ولحالة الإدراك هذه مستويات عدة منها: الإحساس بالذات، والإدراك الذاتي، والحالة الشعورية، والحكمة أو العقلانية، والإدراك الحسي بين الفرد والبيئة، وبالتالي فإنّ الوعي هو مجموعة من الأفكار، والمعرفة، وحصيلة التجارب التي شكلت لدى الفرد مفاهيمه حول كلّ ما هو حوله.

أنواع الوعي:

  • الوعي العفوي: هو ممارسة الأفراد لأنشطة ذهنية متعددة في الوقت ذاته.
  • الوعي التأملي: هو ممارسة نشاط ذهني يتطلب التركيز ومستوى من الذكاء.
  • الوعي الحدسي: هو وعي فجائي لا يمكن الاستدلال عليه.
  • الوعي المعياري الأخلاقي: هو منظومة من المعايير الأخلاقية التي نصدر أحكامنا على ما حولنا من خلالها، فإما نقبلها أو نرفضها.

مفهوم اللاوعي في الفلسفة

إنّ اللاوعي، أو العقل الباطن، أو اللاشعور يشير إلى كلّ ما يشكل شخصية الأفراد دون إدراكهم، وبعيدا عن تحكمهم، فاللاوعي مخزن لتجارب الأفراد المترسبة نتيجة للكبت والقمع، مما أدى لبقاء هذا المخزون بعيداً عن الذاكرة في أماكن لا يدركها الفرد بوعيه، كما يعتبر اللاوعي مخزناً للطاقة الجنسية والنفسية والعدوانية.

آراء فلسلفية حول الوعي واللاوعي

أبرتراند راسل

يؤكد راسل على أنّ الوعي وخاصة الوعي بالعالم الخارجي يرتبط بشكل أساسي بالإدراك الحسي، فالوعي بالنسبة له يمثل ردود الفعل التي يكونها الأفراد اتجاه البيئة، وما يميز راسل عن غيره من العلماء اعتقاده أنّ الوعي مراحل متقطعة غير مستمرة، فالإنسان يبقى في حالة الوعي طالما هو مستيقظ، لينقطع هذا الوعي بمجرد دخوله في حالة النوم.

استخدم راسل مفهوم الوعي الذاتي للتعبير عن إدراك الفرد لذاته من خلال تكوين صورته عن ذاته وأفكاره وعلاقاته بالعالم الخارجي من حوله، حيث يكون الإنسان هذا الوعي من خلال التجربة، والإدراك الحسي بحسب راسل.

ابن رشد

اتبع ابن رشد منهج أرسطو في آرائه حول مفهوم الوعي، حيث اتبع منهج الاستقراء في فهم العالم الخارجي، وكما هو الحال عند راسل فقد أكد ابن رشد على أهمية الإدراك الحسي للعالم الخارجي لتكوين المعرفة، والوعي إلا أنّ راسل استخدم المنهج الاستبطاني في دراساته.

سيجموند فرويد

كان فرويد أول من أطلق مفهوم اللاوعي على كلّ التصورات والرغبات التي يكبتها الأفراد نتيجة لتعارضها مع المنظور الأخلاقي الاجتماعي، وأضاف في تفسيراته حول اللاوعي إلى أنّ اللاوعي يعمل جاهداً حتى يصل إلى نقطة الإدراك لدى الأفراد بدءاً من الأحلام، ووصولاً إلى زلات اللسان، أما الوعي فعلى عكس اللاوعي يعبر عن إدراك الفرد لتصرفاته، وسلوكه، وعملياته النفسية والعقلية.

العلاقة بين اللاوعي والوعي

رغم التضاد بين الوعي واللاوعي عند الإنسان إلا أنّهما مرتبطان بشدة بحاجات الإنسان وأحلامه وحاجاته، فالوعي الذي يمثل الشعور واليقظة بالنسبة للإنسان ينفذ فعليا أحلام اللاوعي المكبوتة لدى الفرد، ويتم ذلك من خلال تحقيق الأحلام، والأهداف التي نتمناها ونفكر بها دائما في اللاوعي، فتلاحقنا في الوعي لتصبح حقيقة نعيشها، وبغض النظر عن الأحداث والخبرات التي يكتسبها الفرد خلال ممارسته للحياة، فهي مخزنة إما في الوعي فيستخدمها بشكل يومي، أو مخبأة في اللاوعي فيستخرجها في حالات معينة من خزائن الذاكرة.

تتناول الفلسفة مفهوم الإفصاح عن الذات، والذي يشير إلى كلّ فعل ناتج عن الوعي واللاوعي لدى الأفراد، وهو ما يشمل الأفكار والمشاعر، والتطلعات، والأهداف، والمخاوف والأحلام.