-

مفهوم الفلسفة المعاصرة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الفلسفة المعاصرة

يعود مفهوم الفلسفة المعاصرة إلى الحقبة التاريخية التي كانت مع بداية القرن التاسع عشر، أي مع نشوء الفلسفة التحليلية والقارية، أي أنّه مصطلح يُقصد به فترة خاصة في تاريخ الفسلفة الغربية، لكن هناك الكثير ممن يخلط بين مصطلح فلسفة الحداثة، ومصطلح فلسفة بعد الحداثة، حيث إنّ الفلسفة المعاصرة استفادت من حدثين مهمين، أولهما الثورة العلمية في مجال العلوم الدقيقة مثل البيولوجيا والرياضيات والفيزياء، وثانيهما العلوم الإنسانية مثل علم الإجتماع وعلم النفس والأنثروبولوجيا، فاهتمت الفلسفة المعاصرة بدراسة ونقد المعرفة العلمية، بالإضافة إلى اهتمامها في معنى الوجود الإنساني، ومعالجة قضايا الإنسان الاجتماعية والسياسية.

قضايا اهتمت بها الفلسفة المعاصرة

الفلسفة والإنسان

إنّ الإنسان في نظر الفلسفة المعاصرة هو كائن يتميز بميزة أساسية هي الحرية، أي أنه يستطيع أن يخلق من نفسه ما يريده في المستقبل، كما أن حريته مرتبطة بالمسؤولية، وهي مسؤولية تجاه البشرية كلها وليست تجاه ذاته فقط، وذلك لأن الإنسان لا يختار الشر بل يختار الخير له وللإنسان والبشرية جمعاء.

الفلسفة والعلم

إنّ العلم هو معركة من أجل الوصول إلى الحقيقة، والمعرفة العلمية في نظر الفلسفة المعاصرة ليست انعكاساً للواقع بل ترجمة له، بحيث تحوله إلى نظريات متغيرة قابلة للتكذيب، ويعود ذلك إلى أن النظرية العلمية فانية.

الفلسفة والحقيقة

الحقيقة هي مجموعة من المجازات والاستعارات والتشبيهات بالإنسان، ومع استمرار استخدامها أصبحت تتميز بالإكراه والشرعية والسلطة.

في العصر الحديث كان التقدم العلمي هو المحرك الأساسي للفلسفة المعاصرة، وقد رافق ذلك زيادة شعور الإنسان بفرديته عن الآخرين، كما صاحبه نزعة التحرر من قيود الكنسية، بالإضافة إلى ظهور النزعة الرومانسية التي ترتكز على الشعور والحساسية والعاطفة، وذلك كرد فعل على العفو في النزعة العقلية والتجريبية والعلمية، أما في القرن العشرين فيعتبر الجانبان السياسي والعسكري هما المحركان الرئيسيان لإنجازات الفلسفة والعلم، ولعل أهم ما يميز الفلسفة المعاصرة هو تعدد مصادر معرفة الفلاسفة، وإزالة الحواجز الفكرية بين الفلاسفة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والآراء.

أهم مذاهب الفلسفة المعاصرة

الوجودية

هي تتمركز حول الإنسان حياته ووجوده وموته وعلاقاته بغيره، كما أنّها تهتم بالوجود الواقعي للإنسان، ووجوده هو موضوع الفلسفة، وتعد الحرية عند الوجوديين هي أهم الشروط لتحقيق الوجود الحقيقي للإنسان.

البرجماتية

تقوم على أنّ صحة أي فكرة تعتمد على ما تؤديه من نفع، ويعود أصول ذلك المبدأ إلى الفلاسفة الإغريق، وأهم رواد البرجماتية تشارلز بيريز، وجون ديوي، ووليم جيمس.

البنيوية

هو الكل المؤلف من عدة ظواهر متماسكة يتوقف كل منها على ما عداه، ويتحدد عن طريق علاقته بما عداه، ويمكن أن يشمل بنية الشخصية وبنية المجتمع وبنية النص الأدبي، وقد نشأت البنيوية في ظل الظروف التي كان المجتمع الأوروبي بها يتجه نحو البناء والتطور، كما أنّها اتجهت إلى تطوير العلوم الإنسانية حتى تلحق بموكب العلوم التجريبية.