-

مفهوم الحياة الثقافية والفنية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الثقافة والفنون

الحَراكُ الثقافيُّ والفنيُّ جزءٌ لا يَتجزّأُ من عمليّةِ تَطوُّرِ وتَقَدُّمِ المُجتمعات؛ حيث تُعَدُّ المَظاهِرُ الثّقافيّةُ والفُنونُ المُختلِفَة المُعَبِّرَ الأوَّلَ عن حالةِ المجتمعِ الحضاريّة، ووسيلةً في ذاتِ الوقتِ لتنميةِ وازدهارِ المجتمعِ من خِلالِ طَرحِ أفكارٍ جديدةٍ لتحسينِ شروط الحياةِ في الواقِعِ، وإعلاءِ قِيَمِ الجَمالِ والرُّقيّ.

على الرّغم من تداولِ مُصطلحاتِ الثّقافة والفنّ بشكلٍ يوميّ في المجتمعاتِ العربيّة، إلا أنَّ الحياةَ الثّقافيّةَ والفنيَة في تلك المجتمعاتَ ليست فاعلةً بالدَّرَجَةِ المَطلوبَةِ، سواءً بانتشارِ الثقافةِ الرّاقيةِ والفُنونِ بَينَ مُخْتَلَف فئات المجتمع، أو بالتّعرف على الثقافاتِ الأُخرى والاستفادةِ من تجارِبِها بما يتناسَبُ مَعَ القِيَمِ والأخلاقيّاتِ العربيّة.

مفهوم الحياة الثقافية والفنية

مفهوم الحياة الثقافية

تُعبِّرُ كلمةُ ثقافة في اللغة العربيّة عن المهارة، ويُوصَفُ الشّخص بالمُثقّفِ إذا وَصَل إلى درجةٍ عاليةٍ من العلم، ومَعَ ذلك فإنّ كلمةَ ثقافة في الوقتِ الحاضرِ تَدُلُّ على حالةِ المجتمعِ بصورةٍ عامّة من حيث جوانِبِها السُّلوكيّة والاجتماعيّة والحضاريّة، وذلك وَفقَ المَفْهومِ الغربيِّ لمصطلحِ الثَّقافة، وهو يُعَبِّرُ عن العلاقةِ بَيْن المظاهر الثقافيّة في إطارٍ عامٍّ يَشمَلُ المُجتمع ككُلّ.

إنَ الحياةَ الثقافيّة هي مظاهرُ التّفكير والمعتقدات السائدة في المجتمع تجاه النواحي الحضاريّة المُتعدّدة كالعلوم والفنون والآداب، وقد سَرَّعت الطفرةُ التي حدثت في مجالِ الاتصالاتِ من عمليّة انتقالِ الأفكارِ والفنونِ داخل القُطرِ الواحد، وبين مُختَلَفِ الدُّوَل حول العالم، وأصبحت الحركة الثقافية العالميّة ذات اتّجاه واحدٍ تُؤثِّرُ فيها الدُّول الأكثر تقدماً على الدُّوَل الأقلِّ نفوذاً بمظاهِرِها الثقافيّة المختلفة، رغم محاولات كلّ دولة للحِفاظِ على خصوصيّتها الثقافية وتفردها.

مفهوم الحياة الفنيّة

الفنّ هو أحدُ أهمّ المُكوّناتِ الحضاريّة والثقافيّة للمجتمع، وذلك لدوره المهم في تهذيب الأفراد وُجدانيّاً، ولا يزيدُ الفنّ من التّعبير عن خيالِ الفنّان في صورةٍ جديدةِ مُبدعة، وبِوُصولِهِ للمُتلقّي يَبدأُ الفنّ في تأدية دوره الاجتماعيّ، ذلك لأنّ الحياةَ الفنيّة مُرتَبِطَة بالمجتمع الذي يُمارَسُ فيه الفنّ، فقد بدأت الحياةُ الفنيّة في مجتمعاتِ ما قبلَ التّاريخ بالتّعبير عن الحياة اليوميّة بالرّسم على الأحجار، ومَعَ التّطوّر البشريّ والحضاريّ اتّسعَت طُرُقُ التّعبيرِ لِتشمَلَ الكتابةَ والأداءَ الحركيّ واستخدامَ الوسائل التكنولوجيّة في تطويرِ الفنون.

إنّ الخوض في الحياة الفنيّة في المُجتمعاتِ المُعاصِرة يبدأُ بمتابعةِ حركَةِ الفُنونِ المُختَلِفة من موسيقا ومسرح وسينما، أو ممارسة نوعٍ من أنواعِ الفُنونِ على سبيلِ الهِواية، ويَنعَكِسُ تَذوّقُ الفنونِ على حياةِ الإنسانِ بصورةٍ إيجابيّةٍ في العديدِ من الجوانبِ، أهمُّها حالاتُ الإثراءِ الوجدانيّ والمعرفيّ التي تَسمَحُ للإنسانِ بالتّقدّم الاجتماعيّ النّاجح.