-

مفهوم علم نفس النمو

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

علم نفس النمو

حاول الكثير من العلماء والفلاسفة منذ القدم إلقاء الضوء على ظاهرة النمو ووضع التفسيرات المختلفة لها، حيث قام بعض الفلاسفة بوضع بعض التصورات عن الحياة الجنينية للإنسان في رحم أمه، في حين قام البعض الآخر بذكر مبادئ النمو وقوانينه، كما عملت فئة من العلماء على شرح أهمية رعاية الطفل أثناء نموّه، بالإضافة إلى ذكر أهمية وجود الأسرة الإيجابي والفعّال والتركيز على الاهتمام بميول الطفل ومراعاتها، وتتالت الدراسات والآراء التي اهتمت بهذا الشأن، وظهرت الكثير من الأبحاث التكميلية المتتابعة في كل ما يخص عملية النمو، والدراسات التجريبية في النمو العقلي والنفسي للإنسان منذ لحظة الإخصاب وحتى الشيخوخة، ولفهم الخصائص السلوكية التي تتميز بها كل مرحلة من المراحل العمرية؛ ظهرت الحاجة لظهور فرع من فروع علم النفس الذي يتفرد ويهتم بدراسة السلوك الإنساني في ضوء استعداداته الذاتية، والعوامل البيئية المختلفة التي تؤثر فيه أثناء عملية نموه.[1][2]

تعريف علم نفس النمو

  • عرفته الدكتورة مريم سليم في كتابها بأنّه؛ فرع من فروع علم النفس العام والذي يتناول ويهتم بدراسة جميع التغيرات التي تحدث للكائن الحي منذ لحظة تكوينه في رحم أمه، وخلال سيره في مراحله العمرية المختلفة حتى وصوله إلى مرحلة الشيخوخة ومنها إلى نهاية الحياة بالموت، وتكون هذه الدراسة بالتحليل.[3]
  • عرف الدكتور حامد زهران علم نفس النمو بأنّه؛ فرع من فروع علم النفس العام الذي يهتم بدراسة النمو النفسي عند الكائن الحي بشكل عام والإنسان بشكل خاص، أي أنّه العلم الذي يهتم بدراسة وفهم ظاهرة النمو عند الإنسان منذ بدء تكوينه وحتى نهاية وجوده، بحيث تكون هذه الدراسة شاملة لجميع المظاهر النمائية الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية.[4]
  • يمكن تعريف علم نفس النمو بأنّه أحد فروع علم النفس العام الذي يقوم على الدراسات العلمية التي تهتم بجميع التغيرات السلوكية النمائية التي تطرأ على الإنسان خلال فترات نموه المختلفة، والتي تشمل التغيرات الفسيولوجية والاجتماعية، والانفعالية، وغيرها، كما يهدف إلى كشف القوانين والمبادئ المفسّرة لأسباب هذه التغيرات.[5]
  • عرف البعض علم نفس النمو على أنّه فرع من فروع علم النفس التطبيقية التي تهتم بدراسة ظاهرة النمو عند الإنسان، أي أنّها الدراسة العلمية والبحثية لمظاهر النمو بجميع جوانبها بهدف الوصول إلى حقيقة كينونة التغيرات التي تطرأ على الخصائص النمائية، وبالتالي ظهور إمكانية ضبطها والتحكم بها ومحاولة توقعها والتنبؤ بها.[5]
  • يعتبر العلم الذي يُعنى بتطبيق النظريات الخاصة بعلم النفس العام في الدراسات النمائية للكائنات الحية باستخدام أساليب البحث العلمي الدقيقة، للوصول إلى إمكانية فهم آلية ضبط وتوجيه سلوكيات هذا الكائن والتغيرات الطارئة عليها من بداية حياته وحتى نهايتها.[5]

أهمية دراسة علم نفس النمو

تُعدّ عملية دراسة سيكولوجية النمو الإنساني عملية بالغة الأهمية في حد ذاتها؛ نظراً للحاجة الضرورية لفهم جميع المراحل العمرية وجميع خصائصها واستعداداتها، حيث تبرز وتظهر أهميته للوالدين، والمربين، وعلماء النفس؛ للمساهمة في رفع مستوى الصحة النفسية والجسمية لجميع أفراد المجتمع في مختلف مراحلهم العمرية.[6][7]

الناحية النظرية

وتشتمل على ما يلي:[6][7]

  • تعميق المعرفة والفهم للطبيعة الإنسانية ونوعية العلاقة التي تربط الإنسان ببيئته الخارجية ومدى تأثره بها.
  • يعتبر المحدد الأساسي لكافة معايير النمو في جميع مظاهره وخصائصه خلال المراحل العمرية المختلفة، فمثلاً قام علم نفس النمو بتحديد خصائص النمو العقلي والجسمي والاجتماعي والانفعالي في مرحلة الطفولة، ومنها إلى مرحلة المراهقة وما يليها من المراحل، وبذلك يصبح من المتاح مقارنة خصائص الأفراد بالمعايير الطبيعية في مرحلة نمائية معينة ومنها إلى التأكد من سلامة سير عملية النمو في جميع المراحل.

الناحية التطبيقية والعملية

تكمن أهمية علم نفس النمو في مختلف المجالات التطبيقية المختلفة، ومنها ما يلي:[6][7]

  • تقديم التوجيهات اللازمة للأفراد في مراحلهم المختلفة من الطفولة وحتى الشيخوخة، كما يتيح الفرصة لمعرفة كيفية التحكم في العوامل والمؤثرات التي تؤثر في عملية النمو بكافة أشكالها، أي الوصول إلى أكبر قدر ممكن من إمكانية ضبط هذه العوامل التي من الممكن أن تؤدي إلى تغيرات إيجابية وسوية وتعزيزها، والحد من العوامل غير السليمة والتي تؤدي إلى تغيرات سلبية وغير سوية.
  • التمكن من قياس عملية النمو وخصائصه ومعاييره بأدوات ومقاييس علمية وتربوية نفسية، وبالتالي تقديم الطرق والأساليب المنهجية والمدروسة لتحديد مواطن الشذوذ واللاسواء في أي ظاهرة من الظواهر السلوكية أو النمائية مقارنةً بالمعايير المستند إليها الطبيعية للأفراد العاديين.
  • تقديم الإثراء اللازم للأسرة في تحقيق نمط معين من التغيرات الإيجابية والتغلب على الأنماط والتغيرات السلبية وغير السوية، بالإضافة إلى أهميته في مجال البيئات التعليمية والأكاديمية في تقديم المعلومات المهمة عن خصائص كل مرحلة دراسية، وبالتالي تقديم وتوفير الأنشطة والمناهج بما يتوافق مع القدرات المتوقعة للطلاب في مرحلة دراسية معينة.

المراجع

  1. ↑ "نشأة علم نفس النمو"، www.uobabylon.edu.iq, اطّلع عليه بتاريخ 5-4-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب سعاد قصيبات (2007)، علم نفس النمو الطفولة والمراهقة (الطبعة الطبعة الرابعة)، مصر: دار مصراتة للكتاب، صفحة 10-11. بتصرّف.
  3. ↑ مريم سليم (2002)، علم نفس النمو (الطبعة الأولى)، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 13. بتصرّف.
  4. ↑ حامد زهران (1986)، علم نفس النمو الطفولة والمراهقة (الطبعة الأولى)، مصر: دار المعارف، صفحة 10. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت محمد أبو جعفر (1439)، مادة علم نفس النمو، مكة المكرمة: جامعة أم القرى، صفحة 14. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت حامد زهران (1986)، علم نفس النمو الطفولة والمراهقة، مصر: دار المعارف، صفحة 12-13. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت محمد أبو جعفر (1439)، مادة علم نفس النمو، مكة المكرمة: جامعة أم القرى، صفحة 17-18. بتصرّف.