-

مفهوم شعر التجديد

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تجديد الشعر

يُعتبر مَفهوم التجديد من أكثر المفاهيم التي تنازعتها التيّارات الثقافيّة الفكريّة المختلفة، وقد انعكس هذا التّنارع على المفهوم ذاته من حيث المعنى والدلالة، كما أنّ التجديد في الشعر العربي الحديث حقيقةً ثابتةً في زمننا الحديث الذي نعيشه، وقد كان النصف الثاني من القرن التاسع عشر هو الزمن الذي بدأ يإظهار تياراتٍ فكريةٍ وأدبيةٍ جديدة تنوّعت منابعها ومرجعياتها، فاختلفت أشكالها التعبيرية وآلياتها الفنيّة وفق أسس شعرية؛ إذ رأى أصحابها القدرة على حمل تجارب العصر الجديدة التي لا تقوى التقليديّة على حملها، ممّا أدّى إلى ضرورة إعلان بعض الشعراء عن ضرورة استحداث أشكالٍ شعريِّةٍ جديدةٍ.

مفهوم التجديد

التجديد في اللغة العربيَّة من أصل الفعل تجدَّد، أي صار جديداً، وكذلك أجدَّه واستجدَّه، وقد سُمَّي كل شيءٍ لم تأت عليه الأيام جديداً، ويرى النقد الحديث أن للتجديد تيارين:

  • التيار الأول: الذي يبدأ أصوليَّاً، ثم يثور من داخل الأصوليَّة، وهذا التيار هو الذي يعترف بأن لكل زمنٍ خصوصياته.
  • التيار الثاني: هو التيار الذي يغيَّر في الأصول تغييراً جذرياً، فيعدُّ تحولاً عن التقاليد المتداولة.

مظاهر التجديد في القصيدة العربية الحديثة

  • توظيف عناصر الطبيعة.
  • النزعة الرومانسية.
  • النزعة الذاتية.
  • النزعة الفلسفية التأملية.
  • الموسيقى الداخلية.
  • النزعة الإنسانية العالمية.
  • نزعة التشاؤم.

من الجدير ذكره أنّ الحركة التجديديَّة في الشعر كانت على شكلين: شكل فردي، وشكل جماعي.

أسماء بعض االشعراء المجددين

شعراء المهجر ومنهم: ميخائيل نعيمة، إيليا أبو ماضي، ونسيب عريضة، وجبران خليل جبران، وقد اتّسمت أشعارهم بتحرّرها من الروي والقافية ونظام الشطرين، كما أنّهم انتقدوا الوضع الاجتماعي والإنساني للمجتمع العربي في أشعارهم، وقد تميّزت أشعارهم بمختلف النزعات في الغرض الشعري كالنّزعات الوطنية والقومية والإنسانية.

تطوّرالشعر في أواخر الأربعينات على يدي نازك الملائكة وبدر شاكر السيّاب فيما عرف بشعر التفعيلة؛ إذ التزما بوحدة التفعيلة ووحدة الصورة الشعرية والموضوعية والرمز والأسطورة.

رأي بعض النّقاد العرب في الحركة التجديديَّة

  • الشاعر صلاح عبد الصبور يقول: (لقد تغيّر العالم كله منذ عصر النهضة، فتميّز الشعر عن النثر ووجد نقادٌ جدد، وطولب الشاعر بأن يكون كلّ ما يقوله شعراً، وأُعيد النظر في التراث العربيّ كله، واتَّسعت أبعاد التجربة الانسانيَّة، واكتشف الإنسان اكتشافاً جديداً".
  • الشاعرة والناقدة سلمى الجيوسي: ترى أنه لم يكن بإمكان الشعراء أن يعبّروا عما ينتابهم من الحالات المعقدة عن طريق الشعر المباشر، فلجؤوا إلى الرموز والأسطورة والأسلوب الموارب، متأثّرين بذلك بالشعر الغربي الغنيّ بالصورة في تجاوز عتبة القديم نحو التجديد.