مفهوم الحب في الله
الحبّ في الله
من نعم الله العظيمة علينا أن جعل بيننا رابطة عظيمة تربطنا يبعضنا، ونتقرّب من خلالها إليه، ألا وهي رابطة الحبِّ في الله، والحبُّ في الله هو أن يحبّ المسلم أخاه المسلم من أجل الله ودينه لا من أجل مصلحةٍ زائلةٍ، بل من أجل القيم الإيمانيّة التي تجمعهما، والحبُّ في الله له مظاهر سلوكيّة تعبِّر عنه وتترجمه، ويترتب عليه آثار عظيمةٌ على الفرد المسلم، وعلى المجتمع في ذات الوقت.
طريقة التعبير عن الحبّ في الله
أرشدنا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن نظهر علاقة الحبِّ في الله، ونعلنها بإظهار مشاعرها وما يعبّر عنها، وذلك بأن يقول المسلم لاخيه المسلم (إنِّي أحبّك في الله)، وذلك لتقوية عاطفة الحبّ بينهما، وفي هذا الاعلان تقوية للثقة، وإعلاءٌ لعاطفة الحبِّ في الله، وذلك بتواضع المسلم أمام أخيه المسلم، وإشعاره بمكانته في نفسه، وصدق مشاعره نحوه.
مظاهر الحبّ في الله
- الإيثار وذلك بأن يفضّل المسلم أخاه المسلم على نفسه فيما هو بحاجةٍ إليه، مادياً كان أم معنوياً، فقد قال تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الحشر: 9]
- أن يحبًّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه.
- ترك الحسد من أهمّ ما يميز علاقات المتحابين في الله مع بعضهم البعض.
- معيار الحبِّ في الله، طاعة الله بالتزام أوامره واجتناب نواهيه
- معاونة المسلم لأخيه المسلم، ومودته له، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم، مَثلُ الجسدِ،إذا اشتكَى منه عضوٌ ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى).[صحيح مسلم]
- التراحم والتعاطف بين المسلمين.
- الزيارات وتبادل الهدايا، لقوله صلى الله عليه وسلَّم: (تهادَوْا تحابُّوا).
- بذل المسلم وتضحيته من أجل اخيه المسلم. ونصرته له
- إفشاء السلام ونشره، ففي ذلك توثيق لروابط المحبَّة بين المسلمين، لقوله -صلى الله عليه وسلَّم- :( لا تَدخُلونَ الجنَّةَ حتَّى تُؤمِنوا، ولا تؤمِنوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدلُّكُم علَى شيءٍ إذا فعلتُموهُ تحابَبتُم ؟ أفشُوا السَّلامَ بينَكُم).[صحيح مسلم]
- المشاركة في المناسبات المختلفة، سواء كانت فرحا، أو حزنا.
آثار الحبّ في الله
- طمأنينة الفرد وشعوره بالسعادة.
- استحقاقه لمحبة الله ورضاه، والاستظلال بظل عرشه يوم القيامة.
- المتحابون في الله على منابرٍ من نورٍ يوم القيامة، ووجوههم مضيئة كالنور.
- استحقاق التكريم من الله سبحانه يوم القيامة، وهي خاصيّة يتميّز بها المتحابون في الله، وكذلك يغبط المتحابين في الله الانبياءُ والشهداءُ.
- المتحابون في الله يوم القيامة لا يفزعون حيث يفزع النّاس.
- استحقاق المتحابون في الله لقب أولياء الله.
- تقوية لعقيدة الولاء والبراء.
- قوّة المجتمع المسلم أمام غيره من المجتمعات، وذلك بتماسك جبهته الداخلية وقوتها.
- الدعاية الإيجابيّة والصحيحة لرسالة الاسلام، بتوفُّر النموذج العمليّ الحامل لقيم الحبُّ في الله، والأخوّة، والوئام.
أن ينشأ الأبناء في الأسرة على الأخوّة والمحبًّة في الله، يسهم ذلك بكلّ قوةٍ في بناء الأمَّة وإكسابها مصدراً هامًّاً في عزِّها ورقيِّها وتقدمها، فالحبُّ في الله هو من أولى ركائز التربية السليمة وأقواها وأكثرها نفعاً، وفي هذا يتمايز النَّاس، ويتفاضلون.