-

مفهوم الإعجاز

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الإعجاز

عندما بعث الله الرسل والأنبياء عليهم السلام لدعوة الناس إلى توحيده، أيدهم بالمعجزات التي تؤكد صحة قولهم، وكانت معجزة كلّ نبي تتناسب مع الزمان الذي بعث فيه، ومع حياة القوم الذي بعث إليهم، أمّا نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقد أيده الله سبحانه وتعالى بمعجزةٍ خالدةٍ تتناسب مع كلّ مكانٍ وزمانٍ، وللبشر كافة ألا وهي القرآن الكريم، وتحدى الله بهذه المعجزة العظيمة كفار قريش أن يأتوا بمثلها ولو بآية واحدة عولى الرغم من فصاحتهم وبلاغتهم، لم يقدروا على ذلك ولن يقدروا، وهذا من إعجاز القرآن الكريم.

مفهوم الإعجاز

الإعجاز هو لفظٌ مشتقٌ من كلمة العجز، وكلمة العجز تعني عدم القدرة والضعف، والإعجاز هو مصدر كلمة أعجز أي السبق والفوت، فيقال أعجزني فلان، وقال الراغب الأصفهاني أعجزت فلان وعجزته أي جعلته عاجزاً.

أنواع الإعجاز في القرآن الكريم

تعددت أنواع الإعجاز في القرآن جعلت منه معجزةً لن يستطيع أي بشرٍ أن يأتي بمثلها، ومن هذه الأنواع:

الإعجاز العلمي

هو إشارة القرآن الكريم إلى عددٍ من الحقائق الكونية والظواهر التي لم تستطع العلوم المكتسبة من التوصل إلى فهمها إلّا بعد نزول القرآن الكريم بقرون متطاولة، فعلى سبيل المثال، قال الله سبحانه وتعالى: (فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) [الرحمن: 37]، فقد توصل العلماء بعد إجراء العديد من الدراسات والبحوث في رصد الكواكب والأجرام أنَّه في اللحظة التي ينفجر فيها أحد نجوم السماء يتحول إلى اللون الأحمر، ثمّ يصبح على شكل الوردة.

الإعجاز العددي

ورد العدد في القرآن الكريم ليدلّ على دلالةٍ علمية أو ليثبت حقيقةً أكدها العلم الحديث فيما بعد، فمثلاً وردت كلمة شهر ومشتقاتها اثنتي عشرة مرة وهو عدد شهور السنه، ووردت كلمة إبليس إحدى عشرة مرة، كما وردت كلمة الإستعاذة إحدى عشرة مرة.

الإعجاز التشريعي

هو تميز القرآن الكريم عن غيره من الكتب السماوية بما يقدمه من نظمٍ وتشريعاتٍ ومبادئ في مختلف مجالات الحياة بصورةٍ لا يمكن لأي بشر غير مؤيد بالوحي أن يأتي بمثلها. وتتميز التشريعات التي جاءت في القرآن الكريم بأنّها إلهية المصدر أي أنَّها من عند الله سبحانه وتعالى، وشاملة لمختلف مجالات الحياة من: عبادةٍ، وعقيدةٍ، وأخلاق، ومعاملات، كما أنّها تشريعاتٌ ميسرةٌ ولا تكلف الإنسان فوق طاقته، بالإضافة إلى أنَّها تتميز بالعموم والعالمية أي أنَّها جاءت للبشر كافة في كل مكانٍ وزمانٍ ولم تخاطب طائفةً أو فئة معينة.