-

مفهوم الزراعة المعاشية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مفهوم الزّراعة المعاشية

تعدّ الزراعة من أهم الموارد الاقتصاديّة في أيّ دولة في العالم، فهي المصدر الأول لغذاء الإنسان، وقد حافظت السلالات البشرية على الزراعة منذ اكتشافها في العصور القديمة حتّى عصرنا هذا، وتطوّرت الزراعة بالمفاهيم والطرق وأساليب الإنتاج، فظهر ما يُسمى بالزراعة التقليديّة أو المعاشيّة، والزراعة التجارية، ومع هذا التطور ما زال كثير من البشر يعتمدون على الزراعة المعاشية وهي عبارة عن نمط زراعي تعتمد عليه الأسرة في إنتاج المحاصيل الزراعية وتربية الحيوانات لتأمين حاجتها من الغذاء دون الاعتماد على الأسواق.

يستخدم الإنسان في الزّراعة المعاشية الأدوات والأساليب التقليدية في زراعة المساحات الصغيرة التي يملكها، ويعتمد في ريّ الأراضي المزروعة على الأمطار الغزيرة ومياه الأنهار، كما تتميز هذه الزراعة بقلة كمية الإنتاج الزراعي.

مواطن الزراعة المعاشية

ينتشر هذا النوع من الزراعة في المناطق المداريّة الرطبة ذات الحرارة المرتفعة والأمطار الغزيرة، وتسود هذه الزراعة في المكسيك التي يعتمد سكانها على زراعة الذرة، وكذلك جبال الأنديز التي يزرع سكانها محصول البطاطا، وفي سواحل البحر الكاريبي، وسواحل المحيط الأطلسي في قارة أمريكا الجنوبيّة، ومناطق حوض الأمازون، والكونغو وغانا، وفي جنوب شرق آسيا والهند.

أنماط الزراعة المعاشية

الزراعة المتنقلة

تنتشر الزراعة المعاشية في المناطق المدارية، إلا أنّ هذه المناطق فيها الكثير من الغابات بدلاً من الأراضي الزراعيّة، لهذا يعمل المزارع على قطع الغابات وتنظيف الأرض لزراعتها إما بالقطع أو الحرق، وبعد ثلاث سنوات يهجرها بسبب تدهور خصوبة التربة، ويبحث عن منطقة جديدة للزراعة أي يتنقل من مكان إلى مكان آخر في زراعة المحاصيل، ثم يعود إلى المنطقة الأولى بعد عشر سنوات بعد أن تستعيد التربة خصوبتها من جديد، ويسود هذا النوع من الزّراعة في المناطق ذات الكثافة السكانيّة المنخفضة.

الرعي المتنقل

يسود هذا النوع في آسيا الوسطى والغربية، وجنوب غرب أفريقيا، والهند وأوراسيا الشمالية، حيث ينتقل الناس مع المواشي إلى المناطق التي تتوفر فيها المراعي، ويعتمد الإنسان على الماشية في إنتاج الحليب، واللحوم، والصوف، والجلود.

الزراعة المكثفة

يسود هذا النوع في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية كاليابان والصين نتيجة الضغط على الغذاء، وتتم زراعة المحاصيل في أيّ بقعة متوفرة خصوصاً في أحواض المدرجات أو المصاطب وفي سفوح الجبال، وتجفيف المستنقعات، وتوفير المياه في المناطق الصحراوية، واستخدام السماد الطبيعي في تخصيب التربة، والاعتماد على الأيدي العاملة المتوفرة في زراعة بعض المحاصيل كالحبوب، والأرز، والذرة، والشاي، والتوابل، والبن وغيرها.