مفهوم الزراعة المعيشية
الزّراعة المعيشيّة
تُعرف بزراعة الكِفاف بأنها الزّراعة التي تتخذ من الاكتفاء الذاتي عِماداً لها، ويلجأ فيها المزارعون إلى زراعة ما يسد رمقهم ويوفر قوت عائلاتهم وأنفسهم كحد أقصى، ويمتاز هذا النوع من الزّراعة بوجود عدة أنواع من المحاصيل والحيوانات في المزرعة الواحدة، وذلك وفقاً لاحتياجات الأسرة طيلة أيام السنة ومتطلباتها.
يشار إلى أن المزارع يتخذ قراره فيما ستتم زراعته خلال الأعوام المقبلة بناء على ما يراه مناسباً وملبياً لاحتياجات عائلته، حيث يكون إشباع الحاجة الذاتية بالدرجة الأولى، فتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل والكساء هو الجزء الأهم من السعي وراء تحقيق الربح.
نشأة الزّراعة المعيشيّة
تعتبر الثورة النيوليثية نقطة انطلاق زراعة الكفاف القائمة على زراعة القمح والشعير، وجاء ذلك بعد بدء الإنسان بالاستقرار تدريجياً في منطقة نهر النيل والفرات والسند، بالإضافة إلى ذلك فقد بدأ مفهوم الزّراعة المعيشيّة بالبروز بشكل واضح في كل من المكسيك وجبال الأنديز، حتى أصبح نظام الزّراعة المعيشيّة هو النمط الأكثر سيطرة في العالم، إلى أن جاءت الحركة الرأسمالية وسيطرت على العالم وبدأت بالتوّجه إلى الزّراعة التجارية.
بدأت الزّراعة المعيشيّة بالتلاشي شيئاً فشيئاً في أوروبا عند اندلاع شرارة الحرب العالمية الأولى بعد أن اجتاح هذا النوع من الزّراعة مناطق واسعة من المناطق الريفية الأفريقية، ويشار إلى أن اختفاء الزّراعة المعيشيّة قد حدث نتيجة انتقال كافة المزارعين سواء الشركاء أم المزارعين من أماكن إقامتهم في الأجزاء الجنوبية والوسطى الغربية من أمريكا في أواسط القرن العشرين.
أنواع الزّراعة المعيشيّة
الزّراعة المتنقلة
تعرف أيضاً بزراعة القطع والحرق، ويحتاج هذا النوع من الزّراعة إلى إخلاء منطقة واسعة من الغابات وتنظيفها وذلك بانتهاج أسلوب القطع والحرق، ثم تبدأ عملية الزّراعة فيها بأنواع مختلفة من المحاصيل، إلا أن هذا النوع يشكل خطراً على التربة، إذ يؤدي إلى تدهور خصوبتها بعد مرور أعوام قليلة على ذلك.