مفهوم الدولة في علم الاجتماع
يُشير مفهوم الدولة في علم الاجتماع إلى ذاك الكيان أو البنيان المُنبثق عن النظام الاجتماعي، والمُقام بناءً على ظروف وأحوال المُجتمع، وكيفيّة تفاعل أفراده معها، بهدف خدمتهم، وتدبير شؤونهم، ومُراعاة مصالحهم، وبذلك تكون الدولة بمنظور علماء الاجتماع وليدة المُجتمع الذي أوجدها، ومنحها كيانها، وكينونتها. [1]
مراحل تطور الدولة في علم الاجتماع
وضّح ابن خلدون في مقدمته بشكل ضمني المراحل التي تمر بها أي دولة في مساق تطوّرها الطبيعي، وهي متمثّلة بالنقاط الآتية:[2]
- مرحلة البداوة: تتسم هذه المرحلة بالتعصّب، علماً بلأنّ منبع هذا التعصّب هو اللُحمة والأواصر الوجدانية القويّة بين أفراد الفئة الواحدة، أمّا على الصعيد الاقتصادي فيتمتع المواطنون بعوائد أعمالهم مع دفع رسوم، أو ضرائب قليلة للدولة.
- مرحلة الحضارة: تتسم هذه المرحلة بارتفاع عائدات الضرائب، وزيادة نفقات الدولة.
- مرحلة الحضارة الفاسدة: هنا قد يتدهور الوضع الاقتصادي نتيجة ارتفاع الضرائب، وكساد الأسواق.
أركان الدولة في علم الاجتماع
أكّد علماء الاجتماع على وجود ثلاث أركان لا تقوم أي دولة إلا بها، وتتطرق النقاط الآتية إلى هذه الأركان، وبيان ماهيّتها:[3]
- الشعب: يُقصد به مجموعة المواطنين الذين يشغلون الحيّز المكاني للدولة، ويتعايشون فيما بينهم بما يربطهم من وحدة وجدانية، أو عرقية، أو ثقافية، أو أي من روابط الانتماء المُشتركة.
- الإقليم: لا يكفي تواجد الأفراد الذين تجمعهم الرغبة في العيش المُشترك تحت غطاء قانوني، وتنظيمي لقيام دولة، فلا بُد من توافر منطقة جغرافيّة يُمارسون عليها نشاطاتهم، ويتم فرض سيادة الدولة عليها، وينبغي التنويه إلى أنّ مفهوم الإقليم لا يقتصر على البقعة الأرضيّة التي يشغلها الشعب فقط، بل يشمل الإقليم المائي، والجوي أيضاً.
- السلطة السياسية: مهما اختلف شكل الهيكل السياسي للدولة، والتقسيم الوظيفي بين دوائرها، تبقى السلطات الممنوحة لأفراد أجهزتها واحدةً من أهم ركائز قيامها، فهي التي تُعطيها طابعها الإداري، والتنظيمي الذي يميّزها عن غيرها من التجمّعات البشريّة الأخرى.
المراجع
- ↑ منال كواش (2018-6)، "إشكالية بناء الدولة والمجتمع في الجزائر"، تحولات، العدد الثاني، صفحة 169. بتصرّف.
- ↑ بوشما حميد (2011-3-14)، "إشكالية الدولة عند بن خلدون"، www.diwanalarab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-4. بتصرّف.
- ↑ مولود زايد الطبيب (2007)، علم الإجتماع السياسي (الطبعة الأولى )، بنغازي: دار الكتب الوطنية، صفحات 114-120. بتصرّف.