مفهوم شمولية الإسلام
شموليّة الإسلام
الشموليّة لغةً: من الفعل الثلاثي شَمِلَ، ويشير اللفظ إلى الاحتواء والتضمين، نقول شمل الشيء أي تضمنه وعمّه، وتشير شموليّة الإسلام: إلى تضمّن الرسالة الإسلامية واحتوائها على كل ما يدخل ضمن حاجة واهتمام الإنسان، ويشترط حُسن فهمها واستيعاب ما جاءت به الشريعة الإسلامية، ومقاصدها ومفرداتها.
كما يمكننا تعريف شموليّة الإسلام بأنه نظام ممنهج متكامل يهتم بشؤون الحياة بمختلف مجالاتها، ويؤدي دوراً مهماً في تنظيم الحياة العقائدية من الناحية الدينية، والمتمثلة في العلاقة بين العبد وربه.
أرسل الله سبحانه وتعالى كتابه العزيز إلى العالمين مبيناً فيه كل ما يحتاجه الإنسان في حياته اليومية والعملية، إذ يضع القرآن الكريم بين يدي المسلم كافة القواعد الكلية والخطوط الرئيسية بالإضافة إلى احتوائه على مرجعيات ومعايير ذات علاقة بحياة الإنسان في الدنيا، ويتطرّق إلى أدقّ التفاصيل في حياتنا، كما تعبر شموليّة الإسلام وفق ما جاء بالقرآن الكريم أن هذا الكتاب يتناسب مع كافة الأزمان والأماكن في الأرض.
هذا وقد جاء الإسلام رحمة إلهية للعالمين؛ ليضم تحت رايته البشرية المجتمعات المسلمة وغير المسلمة، إذ تنزل رحمة الله سبحانه وتعالى على من آمن ومن لم يؤمن من خلال هذ الدين القيّم، ويشار إلى أن الدين الإسلامي قد وضّح كافة الأحكام والتشريعات بما فيها من أوامر ونواهٍ، يجب على الإنسان الانقياد لها ليحظى بالحماية الإلهية وتحسين جودة حياته.
مظاهر شموليّة الإسلام
يظهر أثر شموليّة الإسلام في أربعة مظاهر رئيسية، وهي:
شمول الزمان
يكشف كتاب الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم أن الدين الحق عنده هو الإسلام، فقد كان أنبياء الله ومن تبعهم مسلمين، وتبيّن ذلك فيما جاءت به الرسالات السماوية من أصول كلية ومقاصد موحّدة مع الإسلام بالرغم من اختلاف الحقب الزمنية التي جاءت بها.
شمول المكان
بعث الله عزّ وجّل رسوله صلى الله عليه وسلم حاملاً الرسالة الإسلامية لتشمل كافة أرجاء الأرض دون استثناء؛ إذ لم يقتصر انتشارها على منطقة جغرافية معينة نظراً لعدم اعترافه بالحدود المصطنعة، وتعتبر مكة المكرمة مركز العالم ونقطة انطلاقة الدعوة الإسلامية للعالم.
شمولها لكل إنسان
- الشريعة الإسلامية عالمية، وذلك نظراً لمجيئها لكافة الشعوب وعامة الناس دون اقتصارها على قوم معين، ولا تخص جنساً أو أمة دون آخرى، لذلك فقد عَدَل الدين الإسلامي في معاملة الأجناس جميعها دون أي تمييز بينها.
- شمولها للكيان الإنساني بكافة أبعاده، حيث تركز على الجوانب العقلية والروحية والجسدية للإنسان، وشملت التعاليم الإسلامية كافة مراحل حياة الإنسان بدءاً من كونه جنيناً في رحم أمه وصولاً إلى وفاته.
شمول المنهج
بذلك يجدر بنا القول إنّ المنهج الإسلامي نظام شامل لكافة شؤون الحياة، أي أنه ليس مقتصراً على إنسان أو اتجاه معين دون غيره بمعزل عن الدين، إنما يمزج ويوازي بين أمور الدين وتشريعاته لتتماشى الحياة معها وفقاً لأحكامها وأفعالها، وبالتالي ينظم الحياة العقائدية من حيث العلاقة بين العبد وربه، أما قانوناً فإن الإسلام منهج منظم للعلاقات بين الأفراد، ولتمتد وتشمل الأمور السياسية والاقتصادية أيضاً.