مفهوم الإيمان بالغيب
أركان الإيمان
أرسل الله تعالى سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم ليدعو الناس إلى عبادة الله تعالى وحده وعدم الإشراك به، وأيّده بالمعجزات التي قدّمها للمكذبين من أجل حثهم على التصديق، إلّا أنّ بعض الأمور التي جاء بها كانت أعلى من مستوى إدراك الإنسان، مثل نزول ملك من السماء وهو جبريل عليه السلام لنقل آيات القرآن الكريم وتعاليم الدين إلى سيّدنا محمد، وتبشير الرسول بوجود الجنّة للمؤمنين والمسلمين ووجود النار للكافرين والعذاب الأليم، فهذه الأمور كلّها وغيرها لم يشاهدها الإنسان بعينه ولم يلمسها بيديه، لذلك كان من الصعب على البعض التصديق بها.
وصف الله تعالى المؤمنين والمتقين بأنّهم من الذين يؤمنون بالغيب، قال تعالى: (ألم*ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) [البقرة:1-3]، فما هو مفهوم الإيمان بالغيب، وما هي الآثار التي تترّتب على الفرد عندما يؤمن بالغيب؟
مفهوم الإيمان بالغيب
- الغيب لغةً: هو كل ما غاب عن حواس الإنسان ولا يستطيع إدراكه.
- الغيب اصطلاحاً: هو كل ما استأثر الله عز وجل نفسه بعلمه ولم يُطلع عليه أحداً إلّا من رغب أن يطلعه عز وجل.
- الإيمان بالغيب لغةً: التصديق.
- الإيمان بالغيب شرعاً: التصديق الجازم بكل ما جاء به سيّدنا محد صلى الله عليه وسلّم من الغيبيّات التي تغيب عن مداركنا وحواسنا دون شكٍ أو تردد، مثل الإيمان بوجود الملائكة والجنّة والنّار والبعث والنشور.
الآثار المترتبة على الإيمان بالغيب
للإيمان بالغيب آثار متعددة تعود بالفائدة على المؤمن، ومنها ما يأتي:
- الشعور بوحدانيّة الله تعالى ووحدة البشريّة جميعها ممّا يقود إلى النظرة الإيجابيّة في الحياة.
- الشعور برعاية الله تعالى للبشريّة بأنْ بعث لهم الرسل والأنبياء لهدايتهم، وبأنّ كل شيءٍ بيده، ولعل بعض الأمور الظاهرة تحمل في طيّاتها أموراً غيبيّة، فمثلاً عندما يحصل مع الفرد حدَث سيّء، فإنّ ظاهره شر ولكن مع إيمانه بالغيب فإنّه يتيّقن بأنّ رعاية الله في كل شيءٍ.
- استشعار رقابة الله تعالى في جميع الظروف والأحوال، حيث إنّ الإيمان بالجنّة والنّار والحساب والبعث والنشور يحفّز العبد على القيام بالأعمال الصالحة واجتناب النواهي لكسب الجنّة.
- الشعور بالقوّة وعدم اليأس والتفاؤل والصبر على كل ما في الحياة، والإيمان بأنّ هذه الحياة ما هي إلّا دار عمل وليست دار مقر.
- الحماية من الوقوع في شراك الخرافات والشعوذة والدجل وكذب البعض حول قدراتهم الخارقة في معرفة الغيب والمستقبل.