-

مفهوم الإرادة في الفلسفة

(اخر تعديل 2024-12-13 18:00:02 )

الفلسفة

الفلسفة هي نوع من أنواع العلوم الإنسانية، وهي إحدى العلوم اليونانية النشأة، ويعنى علم الفلسفة بالبحث عن الحقيقة فمعناها الاصطلاحي هو حب الحكمة والتزود بالمعرفة، وتتداخل الفلسفة مع باقي العلوم فتغوص في عمق الأسئلة التي تراود الذهن البشري ولذلك وصفوها بأنها التفكير في التفكير ومع ذلك تبقى علماً منفرداً له كيانه ومصطلحاته وأبحاثه، وأول الفلاسفة هو العالم فيتاغوروس بالإضافة إلى سقراط وأرسطو، وتبحث الفلسفة في معانٍ ومصطلحات كثيرة: كالإرادة الحرة ووجودها، ومفهوم الإرادة هو محور حديثنا في هذا المقال.

مفهوم الإرادة لغة واصطلاحاً

تأخذ الإرادة في اللغة العربية معنى المشيئة، وأراد شخص شيئاً أي شاءه، أما اصطلاحاً فهي تعني عدة أمور فمن الناس من يستخدمها مشيراً إلى المشيئة، ومنهم من يستخدمها لأجل طيب النفس والرضا أو النية، وآخرين يعطونها معنى للسلطنة والاختيار، وتختلف معانيها وفق سياق استخدامها إما بحثاً فقهياً أو أصولياً أو حتى حسب سياق الكلام.

مفهوم الإرادة في الفلسفة

تعرّف الإرادة في علم الفلسفة على أنها الشعور الداخلي في قلب الإنسان حين يعزم على فعل شيء ما، فمن الأشخاص من يحققه ومنهم من لا يستطيع تحقيقه، كلٌ حسب القوة الداخلية التي يتمتع بها صاحب العزم، وهي إحساس عظيم يشعر به القويّ تعبر أفعاله عنها، فالإرادة رغبة ذاتية تختلف من إنسان إلى آخر، وقد عرفها العالم إنجلز بأنّها قدرة الإنسان على اتخاذ قراره من تلقاء نفسه، فهي ملكة الاختيار في فعل أمر أو الامتناع عنه، وعرفها آخرون من الفلاسفة على أنها شوق أكيد لتحقيق ما عزم الإنسان على فعله وعقد النفس على تحقيقه.

مفهوم الإرادة في الفلسفة الإسلامية المشائية

تعرّف الإرادة في الفلسفة الإسلامية المشائية على أنها مبدأ طبيعي وروحاني، حيث إنّ الطبيعة والروح أمران متكاملان، وفي تعريف أهل هذا المذهب فالشيء الطبيعي يسبق الأمر الروحاني، لأن الإرادة تنبع من ذات الشخص ويحدد نتائجها قوة الإنسان الداخلية في إتيان هذا الأمر من عدمه، وهي عكس الغريزة، فالغريزة تلقائية تحتاج إلى إرادة وقوة لتنظيمها والسيطرة عليها وإلا أطلقت لعنانها وكانت عرضة للتوجيه الخاطئ.

مفهوم الإرادة عند ديكارت

يعرّف العالم ديكارت الإرادة على أنها قدرة الإنسان على فعل شيء وعدم فعله، وأيضاً القدرة على إثباته ونفيه، أي قدرة ذهن الشخص على اتخاذ هذه القرارات من عدمها، ويقول ديكارت: "إنّ الحرية أساس الإرادة وحرية الإرادة تأتي من تجربتنا الشخصية لها".