تعتبر الكتابة مهارة لغويّة تمكّن مالكها من تحويل أفكاره ومعلوماته إلى نصّ مكتوب لحفظها، ونشرها، والتّواصل بها مع الآخرين، وهي مهارة تعتمد على الموهبة، والتّدريب، والممارسة، ويملك بعض الأشخاص قدرة على ترجمة الأفكار بطريقة مبدعة تجذب القارئ للغوص في حروفها دون ملل أو سأم، ولا يعني ذلك أنّ من لا يملك الموهبة النّفيسة لن يتمكّن من ممارسة هذه المهارة بالقدرة نفسها، فالتّدريب والممارسة كفيلان بجعل أيّ شخص كاتباً متألّقاً في عالم الكتب.[1]
لم يولد شخص قادر على الكتابة دون محاولة ومثابرة، فالكتابة مثلها مثل القراءة والاستماع مهارة مكتسبة يمكن تعلّمها،[2] وهي تحتاج إلى ثلاث قدرات رئيسيّة لإتقانها وهي:
يملك بعض الأشخاص القدرات اللّازمة ليصبحوا كتّاباً رائعين، لكنّهم يفتقدون إلى الثّقة بالنّفس ويعتقدون أنّ ما سيكتبونه إمّا أنّه لا يجذب اهتمام النّاس وإما أنّه يجلب السّخرية لأنفسهم، وهذا حال معظم المتمكّنين من الكتابة في هذا الزّمن حيث يعتقدون أنّ الكتابة موهبة خلقت لبعض البشر ولم تخلق لهم، ولحلّ هذه المشكلة ولزيادة الثّقة بالنّفس ينصح بأن تبدأ بكتابة مدوّنات عاديّة ومذكّرات يوميّة ليس للنّشر أو الإشهار وإنّما لإطلاق الحسّ الكتابي المكبوت داخلك، واكتب ما يجول في خاطرك في لحظتها، ثمّ تجادل مع نفسك على الورق، وضع عقلك وقلبك، وأفكارك، وأحاسيسك على نوتتك، واشك همّك ومخاوفك بقلمك، ثمّ اكتب أيّ شيء واستمر بالكتابة، وأطلق العنان لإبداعك وأدهش نفسك، حيث ستجد بالنّهاية أنّك قادر عليها وأنّ ما بجعبتك من كلمات جدير بالقراءة، واستمرّ على هذا النّحو من التّدريب حتى يتبيّن لديك ما تبرع به من أنواع الكتابة، لتشارك بعدها مع الأصدقاء وتطلب آرائهم، وقد يتطوّر لديك الأمر وتفكّر في إرسال كتاباتك لدار من دور النّشر.[6]