-

دولة الأدارسة في المغرب

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

دولة الأدارسة

تُعتبر دولة الأدارسة أول دولة علويّة هاشميّة في التاريخ الإسلاميّ، وترجع نسبة الدولة إلى المؤسس إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وهو الذي فرَّ إلى مصر مع مولاه راشد، ثمَّ هربوا إلى المغرب الأقصى؛ وكان هروبهم من أجل الابتعاد عن العباسيين؛ وذلك بعد تمكّن العباسيون من القضاء على ثورة الحسين بن علي بن الحسن في معركة فخ،[1] والأدارسة هي أول السلالات الإسلاميّة المستقلة في بلاد المغرب في الفترة الواقعة من (788-974 م)، واتخذوا مدينة وليلي مقرهم الأول، وبعد ذلك اتخذوا من مدينة فاس مقراً لهم.[2]

النفوذ الإدريسيّ

قسم محمد بن إدريس دولة الأدارسة إلى ما لا يقل عن تسع ولايات، وهي كالآتي:[2]

  • ولاية محمد بن إدريس: فاس وناحيتها.
  • ولاية القاسم بن إدريس: طنجة، وسبتة، وقلعة حجر النسر، وتطوان، وبلاد مصمودة، وما جاورها.
  • ولاية داود بن إدريس: هوارة، وتسول، ومكناس، وجبال غياثة، وتازة.
  • ولاية عيسى بن إدريس: شالة، وسلا، وأزمور، وتامسنا.
  • ولاية يحيى بن إدريس: البصرة، وأصيلا، والعرائش إلى بلاد ورغة.
  • ولاية عمر بن إدريس: مدينة تيكساس، ومدينة ترغة، وبلاد صنهاجة، وغمارة.
  • ولاية أحمد بن إدريس: مدينة مكناسة، وبلاد فازاز، ومدينة تادلا.
  • ولاية عبد الله بن إدريس: أغمات، وبلاد نفيس، وبلاد المصامدة، وسوس.
  • ولاية حمزة بن إدريس: تلمسان وأعمالها.

البناء والعمران في المغرب

أنشأ الأدارسة عدداً من المدن في المغرب، ومنها ما يأتي:[3]

  • مدينة فاس: تقع على مقربة من وادي فاس، وتتميز بموقعها القريب من الريف، والمغرب الشرقيّ، والمحيط الأطلسي، ويُشار أنَّ المدينة شهدت مشروعان من مشاريع إدريس الثاني، وهما: بناء المدينة عند سفح جبل زلغ؛ إذ حطّم السيل الأبنيّة والمزارع، والمشروع الآخر هو بناؤها عند وادي سبو، ولكن تعرّضت للدمار بفعل السيول، وأعيد بناؤها للمرة الثالثة، وبني فيها جامع الأشياخ، ومسجد الشرفاء، وأنشئت فنادق للتجار، وحمامات، ومرافق مختلفة.
  • مدينة البصرة: تم بناؤها في منتصف القرن الثالث الهجريّ، وتقع بين أصيلا والعرائش، وتبعد عن البحر، وكان أول من تولى أمرها هو إبراهيم بن القاسم بن إدريس، ويُذكر أنَّها كانت تُعرف باسم بصرة الكتان، وقد تعرضت للخراب في زمن باكر.
  • مدينة جراوة: تقع في الجزء الشماليّ الشرقيّ من المغرب، وبناها إدريس بن محمد بن سليمان، وكانت تحتوي على جامع من خمس بلاطات، وعلى خمسة حمامات، وكان لها أربعة أبواب.
  • قلعة حجر النسر: بُنيت عام 317 في الجزء الجنوبيّ الشرقيّ من البصرة، وعلى يد ابراهيم بن محمد بن القاسم بن إدريس، ولا تزال أنقاضها موجودة إلى الآن.
  • جامعة القرويين: وهي أهم ما تركه الأدارسة، وتُنسب إلى فاطمة بنت محمد بن عبدالله الفهريّ، وهو أحد العرب الذين هاجروا من القيروان، ولقد بنيت هذه الجامعة من المال الذي ورثته عن أبيها.

سقوط دولة الأدارسة

بدأ الضعف ينتشر في دولة الأدارسة خلال فترة خلفاء إدريس الثاني؛ وذلك بسبب تشرذم الدولة وتقسيمها بين أبناء الخلفاء، وبسبب القتال بين أبناء إدريس والخوارج، وعلى إثر هذه الأسباب شهدت دولة الأدارسة حالة من الفوضى والاضطراب، وساءت أحوال البلاد الاقتصادية والاجتماعية، وهذا أتاح للخوارج استعادة نفوذهم على البلاد، وتقويض أعمال الدولة، وفي نهاية الأمر جاءت نهاية الأدارسة على يد الدولة الفاطمية، والدولة الأمويّة الأندلسيّة، وبالتالي سقطت دولة الأدارسة بعد حكم استمر قرابة قرنين من الزمان.[1]

المراجع

  1. ^ أ ب "الأدارسة في المغرب الأقصى"، www.islamstory.com، 16-7-2008، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد عبد الله عبد فزع المعموري (13-5-2011)، "قيام دولة الادارسة في المغرب العربي"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2018. بتصرّف.
  3. ↑ "حضارة الأدارسة"، www.habous.gov.ma، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2018. بتصرّف.