يُعَدّ الأصمعيُّ من أهمِّ مشاهيرِ اللغةِ العربيّةِ، وعلمائِها، فهو بحرٌ في اللغةِ لا يجاريه أحدٌ فيها، وهو عالمٌ بأنسابِ العربِ، وأخبارهم، وأيّامِهم. وُلِدَ عامَ مئة واثنين وعشرين للهجرةِ في مدينةِ البصرةِ في العراقِ، واسمُه هو أبو سعيد عبدُالملك بنُ قريب، أمّا لقبُ الأصمعيّ فقد لُقِّبَ به؛ نسبةً إلى جدٍّ له اسمُه الأصمعُ.[1][2]
نشأَ الأصمعيُّ في بيئةٍ صعبةٍ ذاتِ ظروفٍ مُضطربةٍ، ومع ذلك فقد كان مُهتمّاً بتحصيلِه العلميّ، ودراستِه في مدينة البصرةِ؛ فالتحقَ بدروسِ أبي عمرو بنِ العلاء مُؤسّسِ مدرسةِ البصرةِ، والذي كانَ مُعلِّماً لأبناءِ الخليفةِ العباسيّ هارون الرشيد، وقد استفادَ الأصمعيُّ بشكلٍ كبيرٍ من هذه الدروسِ، وأصبحَ في وقتٍ قصيرٍ شيخاً، ومُعلِّماً نشأ على يديه تلاميذُ كان لهم صِيتٌ فيما بعدُ، كأبي سعيدٍ السكريّ، وأبي الفضلِ الرياشيّ، وغيرهم.[2][3]
جمع الأصمعيُّ مجموعةً شعريّةً مُهمّةً من الشِّعرِ العربيّ القديمِ، وقد سُمِّيَت هذه المجموعةُ بالأصمعيّاتِ؛ نسبةً إليه،[1] كما كانَ الأصمعيُّ أوّلَ من حدّدَ مفهومَ الفحولةِ، ومعاييرها عندَ الشعراءِ، وكانت له شروطٌ في ذلك ذكرَها جميعَها في كتابِه فحولة الشعراءِ، وقد كان حادّاً في هذه الشروطِ؛ فالشاعرُ في نظرِه إمّا فحلٌ، أو غيرُ فحلٍ، علماً بأنّ من أهمّ المعاييرِ التي وضعَها الأصمعيُّ في فحولةِ الشعراءِ ما يلي:[4]
فيما يلي عدد من مُؤلّفاتِ الشاعرِ الأصمعيّ، منها ما طُبِعَ، ومنها ما بقِيَ مخطوطاً في المكتباتِ:[2]