لم يذكر العلماء عدداً واحداً محدّداً لقتلى المسلمين في الغزوات التي اشتركوا فيها مع النبيّ -عليه السّلام- ضدّ المشركين واليهود، لكنّهم ذكروا بعض الأعداد المختلفة بعد كلّ غزوةٍ أو سريّةٍ، ولا يمكن البتّ تماماً بأعداد القتلى؛ لسببين اثنين، أولاهما أنّ عدد القتلى في الغزوة الواحدة مُختلَفٌ فيه، وثانيهما أنّ العلماء اختلفوا في عدّ بعض القتلى المسلمين الذين ماتوا في أحداثٍ مرّت هل يعتبرون من قتلى المعارك أم لا، ومثال ذلك القتلى الذين سقطوا في بئر معونة أو بعث الرجيع، فقد اخُتلف في كونهم قتلى في الغزوات أم لا، وقد قيل إنّ عددهم كان مئتين وتسعةً وثلاثين يومئذٍ على أرجح الأقوال، فإن حُذف هذا العدد من القتلى، بقي منهم مئةٌ وتسعةٌ وخمسون والله أعلم.[1]
بلغت عدد غزوات النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- التي شارك فيها سبع عشرة غزوةً، وقيل خمسٌ وعشرون وقيل سبعٌ وعشرون وقيل تسعٌ وعشرون، أشهرها: بدر وأحد والخندق وتبوك وفتح مكّة، ولعلّ من عدّ الرقم الأقل قد جمع بين بعض الغزوات المتتابعة القريبة في زمانها، ومن ذكر الرقم الأكبر قد فرّق بينهم، فمثلاً قد عدّ بني قريظة والخندق غزوةً واحدةً، وعدّ الطائف وحنين غزوة واحدةً كذلك، وأمّا سرايا النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقد بلغت عدداً أكبر من ذلك، فعدّها البعض بين الأربعين والسبعين، وقال الحافظ ابن حجر في باب المغازي في كتابه الفتح إنّها بلغت المئة.[2][3]
أخبر الله -تعالى- في القرآن الكريم عن مشاركة الملائكة للمسلمين في القتال ضدّ عدوّهم، فقال تعالى: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى المَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا)،[4] وقد قيل إنّ الملائكة شاركت مع المسلمين في غزوتي بدر وأحد، وزاد بعضهم غزوتي الخندق وحنين أيضاً.[5][6]